هآرتس: غالنت يستيقظ، بعد ان اوصل نتنياهو وغالنت وهليفي إسرائيل الى حالة ضياع
هآرتس 22/8/2024، الجنرال اسحق بريك: غالنت يستيقظ، بعد ان اوصل نتنياهو وغالنت وهليفي إسرائيل الى حالة ضياع
على الاغلب التصريحات المتغطرسة لوزير الدفاع، يوآف غالنت، اثناء الحرب في قطاع غزة، لم يكن لها أي اساس. فبعد احتلال مدينة غزة قال نحن نسيطر بشكل كامل على المدينة وعلى الانفاق فيها، وخلال فترة قصيرة حماس ستستسلم. بعد احتلال خانيونس قال إن يحيى السنوار يركض لوحده في الانفاق، وأنه فقد السيطرة على رجاله، وأنه خلال بضعة ايام سنقوم باعتقاله. بتصريحاته هذه فقد نثر الرماد في عيون الجمهور، هو وهرتسي هليفي وبنيامين نتنياهو.
مؤخرا بدأ غالنت في الاستيقاظ. فقد أعلن في لجنة الخارجية والامن بأن النصر المطلق “هراءات”. يبدو أنه بدأ يدرك بأنه اذا اندلعت حرب اقليمية بسبب عدم التوصل الى صفقة تحرير المخطوفين فان اسرائيل ستكون في خطر. لذلك فقد طلب عقد جلسة للحكومة أو الكابنت من اجل تحذير الجميع. يبدو أن الهدف من الجلسة هو القاء التهمة، ليس فقط عليه بل على كل وزراء الحكومة.
أنا افترض أن غالنت قد اصبح يدرك بأن الحرب فقدت الهدف. وأننا نغرق في وحل غزة ونفقد الجنود، إما بالقتل أو الاصابة، وبدون أي احتمالية لتحقيق الهدف الرئيسي منها وهو القضاء على حماس.
صحيح أن الدولة تسرع الخطى نحو الهاوية. اذا استمرت حرب الاستنزاف مع حماس وحزب الله فان اسرائيل ستنهار خلال سنة تقريبا. العمليات تزداد شدة في المناطق المحتلة وداخل الدولة. جيش الاحتياط يصوت بالارجل بعد التجنيد المتكرر لنفس الجنود لأنه لا يوجد ما يكفي ممن يستبدلونهم. الاقتصاد يتحطم. اسرائيل تظهر في العالم كدولة منبوذة، الامر الذي يستدعي المقاطعة الاقتصادية والحظر على التزيد بالسلاح. ايضا تم فقدان المناعة الاجتماعية، والكراهية بين اجزاء الشعب يمكن أن تشتعل وتؤدي الى تحطمه من الداخل.
يحيى السنوار وحسن نصر الله يدركان الوضع الصعب في اسرائيل، لذلك فان ما كان يمكن أن تحققه في السابق من خلال اتفاق على اطلاق سراح المخطوفين ووقف اطلاق النار، أصبح الآن غير ممكن بسبب الشروط الجديدة التي اضافها بنيامين نتنياهو الى الاتفاق. اعضاء الوفد الاسرائيلي للمفاوضات في الدوحة قالوا بأنه لا يوجد لهم أي هامش مناورة للتفاوض لأنهم مقيدين.
امام الوضع الجديد فانه يتشكل في المنطقة تهديد من قبل ايران وحزب الله لمهاجمة اسرائيل كرد على عمليات الاغتيال للقادة الكبار. الخطوة التي كانت ستشعل الشرق الاوسط، والتي قررها من يشعلون الحرائق، نتنياهو وغالنت وهليفي بدون التفكير بتداعيات قرارهم غير المسؤول.
السنوار بدأ يعرف أن حرب الاستنزاف تعمل في صالحه، وأن الحرب الاقليمية متعددة الساحات هي هكذا بالتأكيد. على خلفية ذلك هو يفضل الآن الاستمرار في القتال على عقد الصفقة، ويتشدد في مواقفه. لو أن نتنياهو لم يضع العصي في الدواليب على طول الطريق لكانت اسرائيل تمكنت من التوصل الى صفقة التبادل قبل أن يتشدد السنوار في طلباته. بيان نتنياهو مؤخرا لعائلات المخطوفين حول الحاجة الى الحفاظ على “الذخائر الامنية في القطاع”، هذا خدعة كبيرة، التهم الاوراق وافشل الصفقة بشكل نهائي، الامر الذي سيؤدي الى كارثة للمخطوفين وعائلاتهم، وايضا كارثة للدولة.
كل طرق المستوى السياسي والمستوى الامني تجر اسرائيل نحو المنحدر. ديكتاتور واحد يتحكم بمصير الدولة، وقطيع اغنام يسير وراءه. نتنياهو قرر الموت مع الفلسطينيين – فقط من اجل أن لا يفقد الحكم. لقد فقد الصورة الانسانية، وقيم الاخلاق الاساسية، المعايير، القيم والمسؤولية عن أمن اسرائيل. فقد استبداله، وامثاله، في اسرع وقت يمكن أن ينقذ الدولة. اسرائيل دخلت الى دوامة وجودية وفي القريب يمكن أن تصل الى نقطة اللاعودة.
بعد آلاف السنين في الشتات رجعنا وانشأنا دولة نموذجية. دفعنا ثمنا باهظا، عشرات آلاف القتلى والمصابين. الآن هذه الدولة تتفكك بأيدينا، بذنب نتنياهو وغالنت وهليفي واتباعهم. ما زال يمكن فعل شيء قبل أن يصبح الوقت متأخرا جدا.