هآرتس: عوفر فنتر هو وريث نتنياهو

هآرتس 20/12/2024، رفيت هيخت: عوفر فنتر هو وريث نتنياهو
بعد فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة في تشرين الثاني 2022، كان يبدو أن نجوم اليمين الجديد بدأت في هز كرسي الزعيم العجوز ووراثته بسرعة. أبرزهم هو ياريف لفين الذي قاد المفاوضات الائتلافية واصبح الشخص الأقوى في الائتلاف، في الوقت الذي كان ينقض فيه على جهاز القضاء. وبتسلئيل سموتريتش الذي طلب وحصل، من الجانب الثاني لمتراس المفاوضات، على صلاحيات مبالغ فيها كوزير مالية وكوزير في وزارة الدفاع لشؤون الاستيطان. وايتمار بن غفير الذي تفجر بشعبية وصلت الى رقم قياسي، حيث حصل على الشرطة ومصلحة السجون.
دماء كثيرة سفكت منذ ذلك الحين، أيضا تصعب المبالغة في الاضرار التي سببها هؤلاء الأشخاص. ولكن هذا الثلاثي لم ينجح في تحقيق الوعد الذي تم تعليقه عليه، ويبدو أيضا أنه لن ينجح. سموتريتش فقد السيطرة على قاعدته، وظهر كأنه في نهاية طريقه السياسية. لفين تحطم مع “إصلاحه” الذي يحاول احياءه وهو ما زال يتمترس في معركة استنزاف مع المحكمة العليا. حزب الكهانيين هو في الواقع الحزب الوحيد من بين أحزاب الائتلاف الذي نجح في الحفاظ على قوته منذ المذبحة، وحتى التعزز. ولكن سلوك بن غفير، الذي كان الأوائل الذي طلبوا العمل ضده هم اصدقاؤه في الائتلاف، بعيد عن أن يدل على النضوج أو الكفاءة المطلوبة للقيادة. مرشح آخر حظي بحب اليمين وحتى انه حصل على وعد من نتنياهو بتتويجه كوريث، هو رئيس الموساد السابق يوسي كوهين، اختفى كليا، وهو حتى الآن يتصرف وكأنه خرج من اللعبة.
الاسم الساخن في اليمين الآن والذي يبدو أنه موجود في الحملة، هو العميد احتياط عوفر فنتر، الذي أسس نواته مناسبة لروح عصر اليمين الحالي. فنتر هو من المبشرين والمروجين لعملية دمج الايمان الديني بالعسكرية، وهو السبب الذي من اجله، حسب رأيه، تعرض للاضطهاد في الجيش (“التاريخ اختارنا لنكون في طليعة القتال ضد العدو الإرهابي الغزي، الذي يشوه ويهين اله إسرائيل ويقوم بشتمه”، هذا جزء من أمر المعركة الذي كتبه فنتر بصفته قائد لواء جفعاتي في عملية “الجرف الصامد”).
لا يقل عن ذلك أهمية، وبالطبع لا ينفصل عنه، هو أن فنتر جندي طلائعي في النضال ضد القيادة العليا الكلاسيكية في الجيش، التي يتهمها بليس أقل من “محاكم التفتيش”، أي اتباع سياسة لم تقض فقط على حياته العسكرية، بل أيضا فرضت على الضباط الأصغر منه قمع واخفاء التدين. فنتر اعتبر “حصان جامح” ليس فقط ضد أعداء إسرائيل من الخارج، بل أيضا ضد الأعداء في الداخل. فهو لا يحترم الهرمية العسكرية ويعمل بطاقة ثورية من اجل تغيير وجه الجيش.
فنتر يعرض على اليمين الاندماج الكامل، بالضبط في الوقت الذي تحدث فيه معركة قوية بين النخب القديمة والصهيونية المتدينة، حول طابع الجيش، الذي الرؤساء الحاليين له يتم تصويرهم في المعسكر الايماني الديني كمسؤولين حصريين عن المذبحة، والذي قادته القدامى يتم جمعهم تحت التعبير الساخر “السابقون”.
فنتر يتماهى مع الجيش، لكنه في نفس الوقت يعيش خارج “التصور”، أي أنه يتمرد على القيادة العليا، التي يعتبر محاولة حفاظها على أي صلة بقوانين الحرب والقانون الدولي أمر مستهجن ومدان، واعتبارها ضارة وغير حيوية.
مشاكسته الاصيلة التي ظهرت في سنواته كقائد، تبين أنها ثابتة وقوية أيضا بعد خروجه من الجيش. أقواله في مقابلة في “كان 11” حول رئيس الأركان هرتسي هليفي، الذي حسب قوله احبط تعيينه في منصب السكرتير العسكري لنتنياهو، تمت صياغتها بأفضل صياغة يمينية. “لو أنني كنت رئيس الحكومة لكنت قمت بازاحة رأسه في ثانية. من أنت أصلا، أيها الوقح؟ أنت شخص مشوش، رئيس اركان مشوش!”. كما قلنا، فنتر غير مشوش تماما.
الآن بقي أن نرى هل نتنياهو سيستخدمه في القريب كاداة ناجعة لسحق نجم الاستطلاعات نفتالي بينيت، أو أنه سيحطمه قبل نضوجه، كما فعل مع كل وريث محتمل.