ترجمات عبرية

هآرتس: عنف شديد واساءات جنسية: شهادات الاسرى الفلسطينيين من السجون

هآرتس 6/8/2024، هاجر شيزاف: عنف شديد واساءات جنسية: شهادات الاسرى الفلسطينيين من السجون

عشرات الشهادات التي جمعتها منظمة “بتسيلم” من الفلسطينيين الذين تم احتجازهم في السجون والمعتقلات الاسرائيلية منذ بداية الحرب تصف واقع التعذيب والاعتداءات الجنسية والعنف والاهانة والتجويع والحرمان من العلاج المناسب. في “بتسيلم” تحدثوا أمس عن وجود سياسة منهجية اساسها التنكيل والتعذيب المتواصل للسجناء الفلسطينيين في السجون، التي اصبحت “شبكة معسكرات هدفها الاساسي هو التنكيل بالاشخاص المحتجزين فيها”، حسب سياسة وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير. وحسب المعطيات التي قدمتها مصلحة السجون لـ “موكيد” للدفاع عن الفرد، فانه حتى 1 آب تم احتجاز في السجون في اسرائيل 9881 فلسطيني، بينهم 3432 معتقل اداري بدون لوائح اتهام أو محاكمة، و1584 معتقل يتم احتجازهم بقوة قانون “المقاتلين غير القانونيين”، ايضا بدون تقديم لوائح اتهام ضدهم، ومنع التقاءهم مع محام لفترة طويلة.

كجزء من التحقيق الذي سبق كتابة التقرير جمعت “بتسيلم” شهادات 55 فلسطيني تم احتجازهم في السجون والمعتقلات، من بينهم 30 من سكان الضفة وشرقي القدس و21 من قطاع غزة و4 من مواطني اسرائيل. حسب “بتسيلم” معظمهم تم اطلاق سراحهم بدون تقديم للمحاكمة. التقرير ايضا يحصي 60 حالة وفاة لسجناء فلسطينيين منذ بداية الحرب، من بينهم 48 من سكان قطاع غزة، الذين ماتوا في منشآت الاعتقال التابعة للجيش، و12 ماتوا اثناء توجدهم تحت مسؤولية مصلحة السجون، بعضهم ماتوا في ظروف تثير الشك بحدوث تنكيل وحرمان من العلاج بشكل متعمد. 

شهادات كثيرة في التقرير تتطرق لوحدة “كيتر” (قوة التعزيز الاولية)، التابعة لمصلحة السجون، التي تعمل كقوة خاصة من اجل السيطرة على اعمال شغب السجناء. حسب الشهادات فان رجال الوحدة يرتدون الملابس السوداء وبدون بطاقات تعريف وهم ملثمون. حسب “بتسيلم” فان “تراكم الشهادات يشير الى المهمة الرئيسية لهذه الوحدة، التعذيب والتنكيل الجسدي والجنسي والنفسي للسجناء”.

احدى الشهادات الصعبة في التقرير تناولت الاعتداء الجنسي لسجين في سجن كتسيعوت في تشرين الاول الماضي. حسب شهادة هذا السجين، ع.هـ (اسمه ومعلوماته الشخصية لم تذكر في التقرير)، وهو أب لطفل من الخليل. رجال الوحدة أمروا ذات مساء سجناء آخرين في غرفته بالخروج من الغرفة بعد سكب المياه على الارض لتنظيفها. “قاموا بتكبيل ايدي كل سجين للخلف، وبعد ذلك تم جرهم بالقوة الى الممر. سمعت من الغرفة بكاء وصراخ المعتقلين الذين تم اخذهم قبلي وتم ضربهم”، كتب في شهادته. “عندما وصلت الى غرفة الطعام رأيت الأسرى من غرفتي، جميعهم كانوا عراة تماما وينزفون. قاموا برميهم واحدا فوق الآخر”.

حسب اقوال ع.هـ فان السجانين اجبروا السجناء على شتم امهاتهم وشتم حماس ورئيسها في القطاع يحيى السنوار، وتقبيل علم اسرائيل وانشاد نشيد “هتكفا”. بعد ذلك قال إن “اثنين من السجانين قاموا بخلغ ملابسه، وبعد ذلك رموه على السجناء الآخرين. احدهم قام باحضار جزرة وحاول وضعها في شرجه. في الوقت الذي حاول فيه وضع الجزرة فان بعض السجانين الآخرين قاموا بتصويري بهواتفهم. أنا صرخت بسبب الألم والرعب. هذا استمر تقريبا ثلاث دقائق”.

التقرير الذي عنوانه “أهلا وسهلا بالقادمين الى جهنم” تضمن شهادات اخرى تصف اعتداءات جنسية، من بينها الضرب على الاعضاء الجنسية للسجناء واستخدام العصي وادوات معدنية من اجل التسبب بالألم في الاعضاء التناسلية، وتصوير السجناء وهم عراة وتفتيش اجسادهم وهم في هذه الحالة.

سامي خليلي (41 سنة) من نابلس، الذي تم احتجازه في سجن كتسيعوت وصف في التقرير حالة من الحالات. “قاموا بنقلنا الى غرفة وخلعوا ملابسنا، واجروا تفتيش بجهاز يدوي للكشف عن المعادن، واجبرونا على فتح ارجلنا، بعد ذلك بدأوا بضربنا بالجهاز على الاعضاء التناسلية. الضرب كان بلا توقف، وبعد ذلك أمرونا بأداء التحية للعلم الاسرائيلي الذي كان معلق على الحائط”.

سجين آخر هو ثائر حلاحلة، من سكان قرية حارس (45 سنة)، شهد بأن “السجانين قاموا بتحريض الكلاب على السجناء اثناء طريقهم الى الحافلة. كل شخص في الوحدة امسك بسجين، وسجان آخر كان يمسك بكلب وسمح له بمهاجمتنا. كانت في رقبة الكلب سلسلة معدنية، والسجان اطلقه، وبعد ذلك جره اليه. هذا كان مخيف جدا. في كل مرة حاولت فيها الابتعاد عن الكلب قام السجان بضربي على قدمي بقوة”

إما بتر القدم أو الموت

من الشهادات في التقرير تتكرر شكوى رئيسية وهي الحرمان من تقديم العلاج للسجناء من قبل السجانين أو الطاقم الطبي في السجن. شهادة قاسية هي شهادة أحد سكان غزة، سفيان أبو صلاح (43 سنة) وأب لاربعة اولاد، الذي كان معتقل في منشأة سديه تيمان. لقد وصف كيف أن قدمه التي تضررت من عنف الجنود تم بترها بسبب عدم تقديم العلاج.

أبو صلاح اعتقل في القطاع وتم نقله في البداية الى منشأة اعتقال ارتجالية. “لقد اجبرونا على الانحناء في حركة سجود على الارض حتى المساء. بعد ذلك اخذونا الى منشأة تحقيق. اثناء التحقيق قاموا بضربنا بالعصي وركلنا، لا سيما على الظهر والرقبة، كنا هناك تقريبا 80 شخص، ابقونا هناك حتى الساعة 12 ليلا بنفس الوضعية ونحن عراة. الطقس كان بارد جدا. بعد ذلك اركبونا في شاحنة، تقريبا كنا 80 شخص. كان محظور علينا التحدث أو الحركة. حسب قوله شعر بأن قدمه اليسرى اصيبت. بعد ذلك قاموا بتكبيله ونقله الى مركز تحقيق في اسرائيل.

في اليوم الاول تم تكبيل ايدينا وارجلنا طوال اليوم. في الليل نمت ساعتين فقط”، قال أبو صلاح. بعد يومين شعر بألم في قدمه وانتفاخ، وطلب من السجان أن يأتي أحد لفحصه. جاءت مجندة وصورت قدمي مرتين كي يراها طبيب. ولكنها لم تحضر لي أي رد. عانيت من الألم لاسبوع وكانت حرارتي مرتفعة. حسب قوله تم نقله بعد ذلك الى مستشفى في سديه تيمان، وهناك انتظر الطبيب ساعتين وهو ملقى على الارض ومكبل وبعد ذلك فقد الوعي. عندما استيقظ قيل له بأنه اجريت له عملية. هو لم يعرف من المتحدث ولم يتم تقديم تفاصيل له عن العلاج. عيونه كانت معصوبة. 

بعد ذلك تم نقل أبو صلاح الى المستشفى، وهناك قال له الطبيب بأنه يجب بتر قدمه أو ربما سيموت. “هذا كان القرار الاكثر قسوة في حياتي، تقرير بتر قدمي. كنت في حالة قلق، لا سيما أنني لوحدي ولا يوجد معي أي أحد من العائلة يمكنني التشاور معه”، قال. وقد قال إنه تم ادخاله الى العملية وعيونه معصوبة. وبعد العملية تمت اعادته الى سديه تيمان، وهناك تم احتجازه في المستشفى خمسة ايام، فيها تم تغيير الضمادة مرة واحدة. في النهاية، في شهر نيسان، تم اطلاق سراحه وعاد الى القطاع.

اذا اشتكيت للقاضي فستدفع الثمن

معظم الشهود في التقرير قالوا بأنهم لم يلتقوا مع محام طوال فترة الاعتقال. بعضهم تحدثوا عن استخدام العنف ضدهم اثناء الذهاب الى المحكمة، التي عقدت فقط بشكل افتراضي. وتحدثوا عن تهديدات من السجانين بأن لا يشتكوا في الجلسة عن العنف الذي استخدم ضدهم وعن ظروف اعتقالهم. “قاموا بنقلنا الى غرفة شاهدنا فيها الجلسة في الزوم”، قال في شهادته فراس حسان (50 سنة) من قرية هنداسة في الضفة، الذي كان معتقل في سجن عوفر. “في الطريق قام رجال وحدة كيتر بضربنا بصورة شديدة، اللكمات على الصدر. في الغرفة كان يوجد سجان يتحدث اللغة العربية، وقد سمع كل المحادثة بيني وبين القاضي والمحامي. وقد هددنني بأنه اذا اشتكيت فسأدفع ثمن ذلك. المحامي قال لي قبل الجلسة بأن القضاة يعرفون كل ما يحدث في السجن وأنه لا فائدة من التحدث عن ذلك. ولكن في الجلسة، مع ذلك سألني: هل تعرضتم لعنف في السجن؟. لم اتجرأ على الاجابة لأنني خشيت من أن ينتقم مني السجانين ويقومون بضربي بشكل وحشي. في كل مرة اخذوني الى الغرفة التي شاركنا فيها في النقاشات القانونية عبر الزوم، مررت بنفس مسار التعذيب والضرب والاهانة”.

السجناء المحررون قدموا شهادات ايضا عن الحرمان من النوم بطرق مختلفة، منها ترك الضوء مشتعل في الليل أو اسماع موسيقى صاخبة. آخرون تحدثوا عن عدم النظافة في اعقاب مصادرة ادوات الغسيل ومواد التنظيف وقطع المياه وتقييد الذهاب الى الحمام. “شعرنا أن اجسادنا تعفنت من كثرة القذارة. لم تكن أي نظافة، لم يكن صابون أو شامبو أو فرشاة شعر أو مقص اظافر. بعد شهر ونصف حصلنا للمرة الاولى على الشامبو”، قال محمد سرور، وهو من سكان نعلين قرب رام الله عمره 34 وأب لولدين، وكان معتقل في سجن نفحة.

شاهد آخر من شرقي القدس، لم يذكر اسمه في التقرير، قال إن المياه الجارية عملت فقط لساعة في اليوم. لذلك، في تلك الساعة كان يمكن استخدام الحمام. احيانا الاشخاص لم يتمكنوا من التحمل، وهذا كان مقرف وتسبب برائحة كريهة وظروف نظافة صعبة”.

وقد جاءنا من مصلحة السجون ردا على ذلك بأن “مصلحة السجون هي جزء من جهاز الامن وانفاذ القانون التابع لدولة اسرائيل، وهي تعمل وفقا للقانون وتحت رقابة دائمة لمراقب الدولة ومراقبين رسميين كثيرين آخرين. جميع السجناء يتم احتجازهم حسب القانون، وجميع حقوقهم الاساسية تعطى بالكامل من قبل الجنود في السجن ومن قبل قادة مهنيين ومدربين”.

وجاء ايضا أن الادعاءات المقتبسة لم يتم طرحها بشكل رسمي امام مصلحة السجون. وحسب معرفتنا هي ليست مختلقة. اضافة الى ذلك هناك حق لكل سجين ومعتقل في تقديم شكوى رسمية من خلال الطرق السائدة، وسيتم فحص ادعاءاته من قبل المسؤول عن ذلك. نحن نذكر بأنه منذ اندلاع الحرب، بتوجيه من وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير، تم تشديد ظروف السجناء الامنيين. وحسب سياسة الوزير فقد تم وقف تحسين ظروفهم التي حصل عليها المخربون في السابق. نؤكد على أنه في كل ما يتعلق بالاجراءات القانونية وما يحدث في منشآت الاعتقال العسكرية، يجب التوجه الى الجهات ذات العلاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى