هآرتس: عنصرية، تطرف واستيطان غزة: بات صعبا التمييز بين الليكود وعظمة يهودية

هآرتس 16/5/2025، نوعا شبيغل: عنصرية، تطرف واستيطان غزة: بات صعبا التمييز بين الليكود وعظمة يهودية
في الاسبوع الماضي عند افتتاح الدورة الصيفية للكنيست صعد رئيس الائتلاف، اوفير كاتس، الى المنصة وتطرق الى مهاجمة المشاهدين اثناء عرض مراسم احتفال الذكرى الاسرائيلية – الفلسطينية في رعنانا. من كان يتوقع من كاتس، الشخص المتماهي مع التيار المركزي لليكود، ادانة العنف، الذي شمل اقتحام نشطاء من الليكود لكنيس بيت صموئيلي، ورشق الحجارة واصابة مشاركين ورجال شرطة، خاب امله، حيث ان الخطاب الذي القاه كان يمكن بسهولة سماعه من عضو في حزب “عظمة يهودية”.
“الاحتجاج الذي كان خارج المؤتمر في رعنانا كان مشروع ومن الجيد انه كان هناك احتجاج ضد مؤتمر كهذا”، قال. “انا لا يمكنني فهم كيف ان يهود وعائلات ثكلى تجلس مع عائلات مخربين، ويقولون: نحن نبدي الشفقة على الذين قتلوا اعزاءنا… ببساطة، حدث غير معقول. عندها ياتون للتظاهر ضد المؤتمر. ايضا اليمين مسموح له التظاهر، واي مهرجان في وسائل الاعلام على المؤتمر العنيف وكيف تصرفوا هناك، كل الافلام التي شاهدتها لم اشاهد عنف فيها”.
الدعم الذي قدمه حزب السلطة لمهاجمي الاحتفال، الذي تم تخطيطه ونشر عنه مسبقا في قنوات الليكود والمجموعات الكهانية، هو حلقة اخرى في سلسلة الاجراءات والتصريحات التي تطمس الخط الفاصل الضبابي بين الليكود وعظمة يهودية. الحزب الذي يتراسه ايتمار بن غفير هو وريث مئير كهانا الذي تمت مقاطعته ذات مرة من قبل اليمين واليسار، واليوم اصبحت تعاليمه قضية مشروعة في الخطاب العام. مع وجود اعضاء كنيست سيرحب بهم في قائمة الحزبين الى جانب التصريحات المتطرفة والترويج للتصريحات العنصرية، يجب في 2025 بذل الجهود للعثور على الاختلافات بين الاثنين.
الدكتورة ليران هارسغور، من مدرسة العلوم السياسية في جامعة حيفا، توافق على انه في السنوات الاخيرة “الحدود الايديولوجية واللفظية بين الليكود وعظمة يهودية تم طمسها بشكل كبير”، قالت. “الامر يتعلق بظاهرة تحدث في كل العالم”. حسب قولها “عملية التطرف التي يمر فيها الليكود ليست حالة خاصة باسرائيل، بل هي تندمج في منحى عالمي، الذي فيه قوى اليمين المتطرف، واحيانا الشعبوي، تتعزز، واحزاب اليمين – التيار العام، ترد على ذلك بتبني مواقف متطرفة بنفسها”.
هارسغور اشارت الى أنه “في سياق اسرائيل الحديث لا يدور فقط عن تغيير مواقف الليكود، بل ايضا عن تبدل اجيال وشخصيات. في التسعينيات وسنوات الالفين تركت الحزب شخصيات رفيعة ايدت المقاربة الاكثر براغماتية فيما يتعلق بالنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، وتنازلت عن حلم ارض اسرائيل الكاملة. في مرحلة لاحقة الحزب الذي في السابق تم وصفه كيمين ليبرالي اصبح بالتدريج اكثر تمسكا بالخط الشعبوي والمفاهيمي الذي يقوده نتنياهو، والذي يشمل هجمات شديدة على جهاز القضاء ووسائل الاعلام والنخبة”.
تفسير اخر للتطرف هو سلم اولويات رئيس الحكومة. “زعامة نتنياهو وسعيه المتواصل لتعيين منتخبي جمهور مخلصين له شخصيا، ادت الى ابعاد جهات معتدلة وسيطرة بالتدريج لشخصيات اكثر راديكالية. المرشحون غير المتماهين مع المواقف الشعبوية الجديدة تم ابعادهم أو اضطروا الى الاستقالة، وبدلا منهم دخل سياسيون يمثلون خط قومي متطرف، واحيانا عنصري وتحريضي”، قالت هارسغور. “التنافس مع عظمة يهودية ونجاحها في اوساط التجمعات التي كانت في السابق مؤيدة لليكود، ساهمت هي ايضا في تبني مواقف يمينية متطرفة. هكذا، في عملية مزدوجة لابعاد المعتدلين وتقوية المتطرفين فان الليكود تبنى افكار ونماذج عمل احزاب يمينية، شعبوية وراديكالية”.
مشاريع قوانين متطرفة
الى جانب تاييد الافكار المتطرفة، ايضا سلسلة مشاريع القوانين التي قدمها وايدها اعضاء كنيست من الليكود في الكنيست الحالية، تثير التساؤل حول ما هو الفرق بين هذا الحزب وبين عظمة يهودية. من اعتبر ليكودي كلاسيكي، رئيس الائتلاف كاتس، قدم مشروع قانون يوسع الذرائع التي بسببها يتم استبعاد حزب اراد التنافس للكنيست، التي بالفعل تصعب على العرب التنافس، والتي يمكن أن تغير تشكيلة الحكومات المستقبلية في اسرائيل.
في مشروع القانون كتب انه يجب منع تنافس قوائم ومرشحين يؤيدون مخرب واحد، مقابل القانون الموجود الآن، الذي يحظر فقط تاييد منظمة ارهابية، لانه من اجل ان يتم استبعاد القائمة او الشخص فانه يحتاج فقط الى “تصاريح منفردة” لتاييد للارهاب وليس “كتلة حاسمة”، وان الحزب الذي هو جزء من قائمة الاحزاب لن يكون محمي من الاستبعاد المحدد. اضافة الى ذلك كتب انه سيمنع المشاركة في الانتخابات من عبر عن دعم الكفاح المسلح ضد المواطنين الاسرائيليين، وليس فقط ضد دولة اسرائيل كما هو مكتوب الآن. ايضا تم اقتراح ان لجنة الانتخابات يمكنها ابعاد مرشح بدون مصادقة المحكمة العليا، ولكن هو يمكنه الاستئناف للمحكمة العليا بعد القرار.
هذا الاقتراح تمت المصادقة عليه بالقراءة التمهيدية في تشرين الاول، وبعد ذلك نوقش عدة مرات في لجنة الكنيست، التي يترأسها كاتس. اقتراح اخر الذي بادر اليه عميت هليفي من الليكود وتسفيكا فوغل من عظمة يهودية استهدف اثارة الرعب في المعلمين العرب وتمت المصادقة عليه نهائيا في تشرين الثاني. هذا الاقتراح يمكن وزير التعليم من اصدار اوامر لمنع ميزانيات عن المدارس التي “تجري فيها او يتم السماح بالتعبير عن التماهي مع الاعمال الارهابية”. ويسمح لمدير عام وزارة التعليم باقالة باجراء سريع وبدون ابلاغ مسبق معلم، الذي “قام بالتماهي مع تنظيم ارهابي” أو “نشر اقوال ثناء او تعاطف او تشجيع” مع اعمال ارهابية.
رئيس الحكومة نتنياهو ايضا لم ينس الاستخذاء للقاعدة الاستيطانية المحتملة، وفي كانون الاول 2023 اقتبست في “اسرائيل اليوم” اقواله التي قالها في جلسة للحكومة بشأن عنف المستوطنين: “توجد هنا جهات ببساطة تقوم بالتشهير بالمستوطنين، يجب علاج ذلك. لا يوجد ارتفاع في هذه الظاهرة. نحن نرى ذلك ايضا في بيانات الشباك، ببساطة يقومون بحملة على هذا الجمهور العزيز. اذا كانت هناك حالات فهي فردية”.