ترجمات عبرية

هآرتس: عندما يقول نتنياهو “لا” لبايدن

هآرتس 2/6/2024، جدعون ليفي: عندما يقول نتنياهو “لا” لبايدن

عندما سيقول نتنياهو “لا” لاقتراح الرئيس الامريكي، الذي عرضه مساء يوم الجمعة، فانه في الحقيقة وكأنه يقول إن “اسرائيل، وليس فقط المحكمة الدولية في لاهاي، يجب عليها الاعلان عنه كمجرم حرب”. الرد السلبي على اقتراح الرئيس الامريكي، وهو الاقتراح الافضل الموجود واحتمالية الانقاذ الاخيرة، هو جريمة حرب. في قول “لا” لبايدن فان نتنياهو يقول نعم للمزيد من سفك دماء، عديم الجدوى، الجنود الاسرائيليين، وأكثر من ذلك سفك دماء الغزيين؛ نعم لموت آخر مخطوف في الأسر؛ نعم للابادة الجماعية؛ نعم للحرب في الشمال؛ نعم للاعلان عن اسرائيل كدولة منبوذة. اذا قال نتنياهو “لا” لبايدن، ولا يوجد تأكيد اكثر من ذلك، فهو سيقول نعم لكل ما ذكر أعلاه. من يقول نعم لكل ذلك يجب أن تتم ادانته كمجرم حرب في بلاده، إلا اذا كان جميع من فيها مجرمي حرب.

بين عشية السبت ومنتهى السبت كان يمكن تسلية النفس بوهم أن نتنياهو سيقول نعم والحرب ستنتهي. اقتراح الرئيس الامريكي، الذي يبدو أنه اقتراح نتنياهو، كان يمكن التفكير بخطة سياسية متزنة من اجل خروج اسرائيل والفلسطينيين من منطقة الكارثة؛ لن تكون هناك أي خطة افضل منها. وقد بشرت هذه بأنها الفرصة الاخيرة لاسرائيل للخروج من هذه الحرب بأقل الاضرار.

كل يوم سبت يوجد له منتهى. وعندها يخرج الكبار الذين يدعون الى الحرب من مخابئهم. في اختياره عرض خطته في وقت الذروة في اسرائيل العلمانية، عشية السبت، فقد منحنا بايدن لحظة من الأمل، التي انتهت كما بدأت، مع لمعان الكواكب الثلاثة في اسرائيل، كواكب منتهى السبت التي بشرت باستمرار الحرب.

بايدن توجد له نية حسنة. اسرائيل توجد لها نية شريرة. بايدن يريد السلام واسرائيل تريد الحرب. وحتى أن حماس تريد السلام الآن أكثر من اسرائيل. خلال اشهر الحرب رفضت التصديق بأن مصير نتنياهو السياسي وحده هو الذي يحركه.

لقد كانت لنتنياهو الذي عرفته، كما اعتقد، اعتبارات اخرى. وبقوله “لا” لبايدن فانه يمحو ما بقي من ارث رجل الدولة الذي تقنع به، هذا اذا بقي شيء كهذا. ارث الاعتدال النسبي، بالاساس ما آمنا به منذ سنوات: أنه بتفعيل الجيش وشن الحرب هو الاكثر حذرا وقياسا لخطواته اكثرمن بين رؤساء الوزراء السابقين في اسرائيل.

حرب 7 اكتوبر من بدايتها حطمت هذا الايمان. استمرار الحرب الآن سينهي هذا الايمان. استمرار الحرب ليس فقط يعزز التشكيك في نوايا نتنياهو، بل ايضا يعزز التشكيك في شركائه ومن يبتزونه في اليمين. الابادة الجماعية، هذا ما يريدونه. لا توجد طريقة اخرى لوصف شهوة الانتقام والتعطش للدماء، التي لن تعرف الشبع في أي يوم.

لكن لا يجب انتظار ما سيقولونه. المنشورات التي وزعها الجيش الاسرائيلي أمس في بيت حانون، والتي تطلب من النازحين الذين عادوا الى بيوتهم المدمرة باعادةاخلائها، هي الرد الحقيقي لاسرائيل على خطة انهاء الحرب للرئيس الامريكي. وهي ايضا تجسد شكل الحرب من الآن فصاعدا: دورات لانهائية من القتل والدمار. بعد رفح سنعود الى البداية، الى الشمال، مثل لعبة المونوبول، ولكن بوحشية. ومن هناك مرة اخرى الى رفح في الجنوب، عبر انقاض جباليا، ثم العودة مرة اخرى، في الوحل الغارق بالدماء.

إن مطابع الجيش الاسرائيلي لن تتوقف عن طبع المنشورات، وما تبقى من النازحين الفلسطينيين سيتم نقلهم مثل نقل الابقار الى المسلخ، الى حين أن لا يبقى في غزة حجر فوق حجر، أو غصن يمكن جمعه، “مكان لا يوجد فيه خبز أو نار أو ماء/ يوجد فيه فقط رماد” (موشيه تيبنكين).

بايدن اراد وضع حد لكل ذلك. فهو يريد ذلك منذ زمن. هو يريد ولكنه لا يفعل أي شيء. الخطة التي عرضها أول أمس كان يجب أن يضيف اليها جملة واحدة حازمة: اذاقالت اسرائيل “لا” للخطة فان الولايات المتحدة ستوقف على الفور تزويدها بالسلاح، من الغد. فقط هكذا كان يمكن أن يضع حد للكابوس الذي لا توجد له حتى الآن نهاية.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى