ترجمات عبرية

هآرتس: “عملية التأثير” على مواطني اسرائيل

هآرتس 12/9/2024، اوري مسغاف“عملية التأثير” على مواطني اسرائيل

الى أين وصلنا؟ نحن وصلنا الى الوضع الذي فيه اثناء حرب طويلة ووحشية هناك أحد يهتم بالقيام بـ “عملية تأثير” على مواطني الدولة بواسطة استخدام ما تم عرضه وتقديمه كوثائق “مزيفة ومشوهة” تم اخراجها عن سياقها. في شهر كانون الثاني كانت هذه بطاقة كتبت بخط اليد ووجدت الطريق الى عميت سيغل. تم عرضها في نشرة “اخبار 12” كوثيقة غنيمة، تم العثور عليها في نفق قرب المكان الذي كما يبدو كان يوجد فيه يحيى السنوار. في الاسبوع الماضي جاء دور صحيفة “بيلد” الالمانية وصحيفة “جويش كرونيكال” البريطانية لوضع اليد كما يبدو على وثائق في حاسوب السنوار الشخصي وحاشيته القريبة. في الحادثين الحديث يدور عن هراءات. هذا أمر سخيف جدا ويمكن أن يكون مضحك، هذا اذا لم يكن مزعج ومخيف جدا.

الخبراء في اللغة العربية، الذين سارعوا في حينه الى فحص البطاقة التي لوح بها سيغل، لم يسيطروا على انفسهم بسبب حجم هذه الفضيحة (الخط والصياغة وما شابه). من يعرف القليل عن صحيفة “بيلد” لم يكن ليتفاجأ. فهي صحيفة المانية شعبية متخصصة في العناوين اللامعة والفضائح والشائعات، وصحيفة “جويش كرونيكال” هي صحيفة معروفة بشكل نسبي في اوساط يهود بريطانيا. هاتان الصحيفتان تتمتعان بالود والدفء في بلاط نتنياهو.

للدهشة، مثلما في حالة سيغل في كانون الثاني فان هذا النشر ردد بشكل دقيق صفحات الرسائل لرئيس حكومة اسرائيل. لقد نسبوا ليحيى السنوار الرغبة في زيادة الضغط على يوآف غالنت وعائلات المخطوفين والمتظاهرين في الشوارع من اجل التوصل الى صفقة التبادل وانهاء الحرب. ما يوجد بين السطور خطير بشكل خاص. من بادر ونفذ عملية التأثير اراد خلق علاقة ووحدة مصالح بين حماس ووزير الدفاع الاسرائيلي وعائلات المخطوفين ومعظم الجمهور الذي يؤيد الصفقة. خطوتان، ليس أكثر، من القاء الوحل لماكنة السم على المتظاهرين (“يجب اقالة غالنت”، “مذبحة كابلان”، “نخبة اخوة السلاح”)، وتهديد عيناف تسنغكاوكر بالقتل.

هذه ممارسات شائعة في الانظمة الديكتاتورية، دعاية وتلاعب بالرأي العام، مع استخدام الاخبار الكاذبة وزرعها في جهة ثالثة. هذه الجهة يمكن أن تكون “شخص هستيري”، أي مستغل ومتعاون رغم انفه، أو على الاقل ساذج في نواياه. هذا لا يهم. في اسرائيل تراكمت مع مرور السنين معرفة غنية لهذه التقنية، سواء في جهاز الاستخبارات أو في الشركات الخاصة، التي تبيع خدمات الاستشارة وكسب التأييد لحملات سياسية ومجرد ديكتاتوريين في ارجاء العالم.

حتى الآن نحن لا نعرف عن مثل هذه النشاطات تم فعلها ضد مواطني الدولة نفسها. يصعب شرح خطورة ذلك وعمق اهانته، اثناء الحرب أو بشكل عام، لأن المعنى العميق هو أن مواطني الدولة الذين مواقفهم وافعالهم لا تروق للحكومة، يعتبرون أعداء، حتى وزير الدفاع الذي لا يتساوق مع رئيس الحكومة ومساعديه.

من غير الغريب أنهم في جهاز الامن فتحوا في هذه المرة تحقيق مستعجل. المواد المشوهة (أو غير الموجودة على الاطلاق) التي تم تسريبها للبريطانيين أو للالمان تم جمعها بعمل استخباري. هذه جريمة أمن معلومات خطيرة جدا. يجب توصية المحققين بالبدء في فحص زيارة باول روزنهايمر الاخيرة في اسرائيل، وهو مراسل صحيفة “بيلد”، والذي وقع على النبأ هو ونائب محرر الصحيفة. هو كان هنا قبل شهر فقط، ومن المهم معرفة من الذي قام بدعوته ومن الذي رافقه ومن الذي التقى معه. حتى قبل ذلك يجب اجراء تحقيق وانتقاد ذاتي عميق في وسائل الاعلام الاسرائيلية التي سارعت الى ترديد هذه الهراءات. تذكير: دورهم هو خدمة الحقيقة والمشاهدين والقراء، وليس نتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى