ترجمات عبرية

هآرتس: على بُعد خطوة من حبل النجاة؛ صفقة مع السعودية

هآرتس 22/5/2024، عاموس هرئيل: على بُعد خطوة من حبل النجاة؛ صفقة مع السعودية

التطورات في الساحة الدولية يمكن أن تكون لها تداعيات حقيقية في الفترة القريبة القادمة على خطوات اسرائيل في الحرب، في القطاع وعلى الحدود مع لبنان. بمرة واحدة تندمج الآن عمليتان وهما تسريع الاجراءات القانونية ضد شخصيات اسرائيلية رفيعة (في القريب ربما ايضا ضد الدولة) في المحاكم الدولية في لاهاي، وجهود الولايات المتحدة لعقد اتفاق مع السعودية الذي يمكن أن يشمل ايضا صفقة التطبيع مع اسرائيل. خلال ذلك فان تأثير هذه الاحداث على ما يحدث ما زال محدود. ربما العكس، تزداد الدلائل على أن توجه الجيش الاسرائيلي هو توسيع العملية في رفح، وربما احتلال المدينة بعد أن قلصت الولايات المتحدة معارضتها للعملية.

طلب المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي اصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالنت، لم يكن مفاجيء. نتنياهو اجرى نقاشات لساعات طويلة في الاشهر الاخيرة مع جهات رفيعة في وزارة العدل وفي جهاز الامن من اجل استباق الاسوأ. بعد بيان المدعي العام، كريم خان، أول أمس اصدر رئيس الحكومة ادانة لهذا الاجراء، وبعد ذلك قام بتجنيد معظم الاحزاب في الكنيست من اجل ارسال رسالة احتجاج.

من وراء الكواليس اسرائيل تقوم بهجوم مندمج من التوسل والتهديد والضغط غير المباشر في محاولة تجنيد لصالحها دول غربية لوقف اجراءات كريم خان. احتمالية النجاح في هذه الاثناء ضعيفة جدا. الادارة الامريكية في الواقع نشرت بيان ينتقد طلب المدعي العام – الولايات المتحدة في الاصل لم توقع على الميثاق الذي أسس هذه المحكمة. ولكن تصعب رؤية الرئيس يغفو مرة اخرى على الجدار من اجل اسرائيل حول هذا الأمر.

في الوقت الذي فيه اسرائيل، التي تمت مهاجمتها بشكل فظيع في 7 اكتوبر، يمكن أن تجد قادتها على كرسي المتهمين ويواجهون ادعاءات بارتكاب جرائم حرب، فانه لا يوجد امامنا هنا فقط حالة لتبديد الاعتماد الدولي، ولا يمكن عزو ذلك فقط للاسامية أو للمعايير الاخلاقية المزدوجة، التي تستخدم أحيانا بالنسبة لاسرائيل. إن تدحرج الاحداث يثبت المكانة الدولية والمؤهلات الدبلوماسية لنتنياهو نفسه. فالشخص الذي تفاخر بأنه سياسي رفيع غير قادر على تحقيق الاهداف الاستراتيجية التي وضعها للحرب، وهو يورط اسرائيل بمشكلات ستطارد الدولة ومواطنيها لسنوات كثيرة، حتى ما بعد النتائج المباشرة للمذبحة التي نفذتها حماس.

في ظل الجمود

امام المسار الذي يلوح في الافق الآن لاسرائيل، مذكرات الاعتقال، أمر لوقف القتال وربما حتى قرار من مجلس الامن لوقفه، مع التهديد بفرض عقوبات، فان الامريكيين يقترحون خطة للخروج. مستشار الامن القومي الامريكي، جاك سوليبان، ناقش هذه المواضيع مع القيادة في اسرائيل اثناء زيارته في البلاد في يوم الاحد.

الوثيقة الامريكية – السعودية تقترب من الاستكمال. اذا اختارت اسرائيل الانضمان فهي يمكن أن تحصل على مكاسب هامة مثل التطبيع مع الرياض، عضوية فيما يشبه الغطاء الامني المؤيد لامريكا مع دول في المنطقة الذي يستهدف صد ايران، انهاء الحرب في القطاع واطلاق سراح جميع المخطوفين واحتمالية انهاء القتال ضد حزب الله على الحدود مع لبنان. في المقابل، امريكا تريد اعلان اسرائيلي عن عملية لايجاد أفق سياسي لحل الدولتين والموافقة على آلية لادارة قطاع غزة تشمل مشاركة السلطة الفلسطينية.

حسب المحلل العسكري في “واشنطن بوست”، ديفيد ايغنشيوس، فان السعودية مستعدة للاكتفاء بتعهد اسرائيل في ترسيخ “مسار موثوق” لاقامة الدولة الفلسطينية المستقبلية. وقد تحدث عن تفاؤل نسبي في الادارة الامريكية حول وجود فرصة جديدة لانهاء الحرب، على خلفية التفاهمات بين امريكا وايران، التي تم التوصل اليها مؤخرا، لمنع التصعيد الاقليمي. المصادر الامريكية تنسب ذلك للتحذيرات المباشرة التي ارسلتها الولايات المتحدة لطهران.

في هذه الاثناء يبدو أن عرض الولايات المتحدة مليء بالثقوب. فهو يعتمد على موافقة حماس على صفقة التبادل. ولكن رغم أن المصلحة الرئيسية لحماس هي انهاء الحرب (التي مقابلها ستوافق على دفع الكثير) إلا أنه لا توجد لها أي مصلحة في الاندماج في عملية تخلد التحالف بين اسرائيل والسعودية في المنطقة. العكس هو الصحيح. وحتى التفكير الذي يمكن بناؤه على بديل سلطوي بمشاركة السلطة الفلسطينية مشروط باضعاف واضح آخر لحماس، الذي مشكوك فيه أن يتحقق في سيناريو الذي فيه الحرب ستنتهي الآن.

في هذه الاثناء يبدو أن نتنياهو ينوي رفض الاقتراح في كل الحالات، ازاء التحالف الذي عقده مع احزاب من اليمين المتطرف، التي تهدد بالانسحاب من الائتلاف عند وجود أي اشارة لانهاء الحرب واطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين أو تعهد، مهما كان غامض، بالدفع قدما بحلم الدولة الفلسطينية. ولكن ربما يجب على نتنياهو أن يأخذ في الحسبان شيء آخر. أول أمس كان هناك تغيير واضح في وضعه الشخصي، فهو يوجد على بعد خطوة من اصدار مذكرة اعتقال دولية ضده للاشتباه بارتكاب جرائم حرب. اجراء سياسي تاريخي مع السعودية يمكن أن يكون تذكرة خروجه. 

رغم أن المحكمة تتبع مقاربة مستقلة إلا أنه ربما المؤسسة الدولية ستجد صعوبة في ملاحقة زعيم يقف أمام توقيع اتفاق مع الدولة العربية الاكثر أهمية. يبدو أن هذا ما اشار اليه ايضا رئيس الدولة اسحق هرتسوغ (بتصريح علني نادر لا يتعلق بالاوروفزيون)، ولكن في ختام لقائه مع سوليبان قال إن التطبيع سيكون، حسب تعبيره، “انعطافة تاريخية في اللعبة”، وهو يأمل أن عرض امريكا سيتم فحصه بجدية. 

في الوقت الذي يدفع فيه سوليبان اسرائيل للتقدم مع السعوديين، فان الادارة الامريكية تخفف الضغط حول العملية في رفح. وكما نشر هنا أمس فان حقيقة أن اسرائيل قامت باخلاء مليون غزي منرفح قلصت القلق الامريكي في هذا الشأن. قبل اسبوعين اوقف الرئيس الامريكي ارسالية كبيرة من القذائف لسلاح الجو الاسرائيلي في اعقاب الخلاف على رفح. الآن يبدو أن الامريكيين اصبحوا اقل انفعالا.

مع ذلك يجب الذكر بأنه في المنطقة ما زال تقريبا 400 ألف غزي، الخط الاحمر الامريكي هو قتل جماعي للمدنيين الذي سيثير مجددا الانتقاد ضد اسرائيل. ويجب اخذ في الحسبان ايضا الخطر في أن تقتل قنابل اسرائيل المخطوفين، حيث أن هناك افتراض بأن بعضهم يتم احتجازهم في رفح. عملية واسعة في رفح يجب أن تأخذ هذه الامور في الحسبان.

الوضع في رفح يحدث على خلفية الجمود في قضية المخطوفين. أمس نشر أن نتنياهو لدغ الطاقم في موضوع الاسرى والمفقودين عندما حاول اعضاء الطاقم طرح اقتراح جديد لتحريك المحادثات، وقال إنهم لا يعرفون كيفية اجراء المفاوضات. وحسب نشر آخر في “كان” فان رئيس مركز الاسرى والمفقودين العسكري، الجنرال احتياط نيتسان الون، تردد حول استمرار وجوده في الطاقم ازاء الجمود ومعاملة نتنياهو، لكنه اقتنع بالبقاء في منصبه بعد محادثات مع وزير الدفاع ورئيس الاركان. هذه صيغة حذرة للاحداث. عمليا، الون غير بعيد عن تقديم استقالته، وهو يمكن أن يتخذ هذه الخطوة اذا توصل الى الاستنتاج بأنه لم يبق له أي تفويض لاجراء المفاوضات.

قراراته يمكن أن تؤثر ايضا على موقف حزب المعسكر الرسمي. رئيس الحزب، بني غانتس، ما زال يتمسك بموعد الهدف البعيد الذي وضعه كانذار لنتنياهو، 8 حزيران القادم، رغم أن رئيس الحكومة رفض بشكل علني كل طلباته بعد اقل من ساعة على عرضها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى