هآرتس: عريضة الطيارين وضعت سؤال مهم، هل الصدع الدموي سيتم اغلاقه؟

هآرتس 15/4/2025، عودة بشارات: عريضة الطيارين وضعت سؤال مهم، هل الصدع الدموي سيتم اغلاقه؟
هل الاحتجاج في اسرائيل بدأ يستيقظ؟. هذا السؤال الذي يتم طرحه بعد عريضة الطيارين التي وقع عليها 950 من رجال الطواقم في سلاح الجو من الاحتياط والمتقاعدين. “استمرار الحرب لن يفيد أي هدف معلن لها وسيؤدي الى موت مخطوفين وجنود ومدنيين ابرياء”، كتب في العريضة. هنا يظهر أمر جديد وهو أنه للمرة الاولى يتم ذكر في رسالة احتجاج من هذا النوع في نفس الوقت للمخطوفين، الجنود والابرياء (الفلسطينيين). هناك اشخاص هذا الامر يتسبب لهم بوجع بطن شديد. يا للعار. يقارنون بين دم اليهود ودم الفلسطينيين. يجب تشكيل لجنة تحقيق في اسرع وقت.
يبدو أن العريضة، كما قالوا ذات يوم، كتبت باليد اليمنى واليد اليسرى. فمن جهة يكتبون أنه يجب اطلاق سراح المخطوفين حتى بثمن انهاء الحرب، وكأن الامر يتعلق بحكم قاطع. ومن جهة اخرى يقولون إنه “فقط الاتفاق يمكن أن يعيد المخطوفين بسلام… في هذه الاثناء الحرب تخدم بالاساس مصالح سياسية وشخصية”. ولكن هذا اسلوب عريضة، الكثير من الاشخاص ذوي المقاربات المختلفة، يجب الموافقة على صيغتها. بالاجمال، الحديث يدور عن تطور ايجابي، الذي للمرة الاولى يبرزون فيه الهدف الرئيسي، وقف النار ووقف القتل.
بعد خرق نتنياهو لوقف اطلاق النار فان حركة الاحتجاج في اسرائيل يجب أن تنتقل الى مرحلة جديدة، أي التركيز على السؤال الرئيسي: ما هو توجه الدولة؟ هل الى حرب لانهائية أو حل سياسي، الذي من شأنه أن يأتي في نهاية أي حرب. رسالة الطيارين وضعت هذا السؤال على الطاولة.
حركة الاحتجاج الحالية تمتد بين روني وبيبي. حركة التي على رأس اهتمامها يتف حماية رئيس الشباك هي حركة غير معقولة. لأن النضال ضد خرق وقف اطلاق النار، واستئناف القتال في غزة هو ايضا نضال ضد رئيس الشباك، حيث أنه بعد بضع ساعات من اقالته المهينة وقف الى جانب رئيس الاركان وقائد سلاح الجو وقاد معهم هجوم دموي فظيع ضد الفلسطينيين – الهجوم المستمر حتى الآن. كيف أن احتجاج مدني يشمل ابناء عائلات المخطوفين يمكن أن يؤيد شخص يقود هجوم يعرض حياة ابناءهم للخطر؟ في هذا السياق لا يوجد مكان للعرب أو القوى الجدية في الشارع اليهودي، ترسم طريق لانهاء النزاع.
عريضة الطيارين جاءت لتهمس في أذن رؤساء الاحتجاج من اجل وقف لعبة الاستغماية، والقول بصوت عال بأنهم ضد الهجوم المتجدد على سكان غزة – الذي هو السبب في الوحل الذي تغرق فيه كل المنطقة. نعم، أنا اعرف بأن الرد سيكون “لماذا لا توجه انتقادك لحماس؟”. أيها السادة، شر حماس ما زال على حاله، لكن من يقرر الآن هم رؤساء اذرع الامن في اسرائيل. فهم يمكنهم اغلاق الصدع الدموي أو فتحه على مصراعيه. مهم القول بأن ما يسمى هنا “حرب” ليس إلا خدعة. فالاجنبي الذي يسمع هذه الكلمة يتخيل معركة من الجو وبالدبابات. ولكن ما يحدث في غزة بالفعل هو هجمات بواسطة السلاح الاكثر تقدما في العالم ضد اشخاص لا توجد لهم أي حماية، سواء ملاجيء أو اماكن محصنة أو صافرات انذار. جميعهم تحت رحمة اسرائيل، كل غزة مفتوحة على مصراعيها امام الطائرات الاسرائيلية.
بعد شهر على استئناف الهجوم قتلت اسرائيل اكثر من 1500 فلسطيني، معظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ واشخاص غير متورطين، وكل ذلك تقريبا بدون أن تعرض للخطر حياة أي جندي، باستثناء مصابين، واحد بسبب رصاصة، وثلاثة مدنيين اصيبوا اصابات طفيفة في الجنوب.
على الرغم من ذلك هناك جهات عسكرية، التي كان يمكن التوقع بأنها آخر من سيدق الجرس، انضمت الى عريضة الطيارين في ارسال رسائل واضحة ضد الحرب. لقد اصبحوا رأس الحربة – قبل المعارضة البرلمانية المخصية، وقبل رؤساء الاحتجاج. السؤال المهم هو كيف يمكن ترجمة هذه الخطوة الى قوة رائدة تغير الواقع في اسرائيل.