ترجمات عبرية

هآرتس – عربي ارتبط مع فاسد، والجماعة في حالة نشوة

هآرتس – بقلم  عودة بشارات – 5/4/2021

” ردود الصحافيين اليهود على اقوال منصور عباس كشفت بشكل جيد طبيعة نظرتهم للعرب، حتى الاكثر ديمقراطية بينهم يريدون حلفاء مثل عباس مستعدون لتقسيم شعبهم ويسارعون للحصول على الشرعية من فاشيين لا ترغبون في الجلوس معهم حتى للحظة واحدة “.

       من الردود في وسائل الاعلام على خطاب منصور عباس، يتبين أن الكثيرين يعتبرونه نوع من مد اليد للمجتمع اليهودي. في الحقيقة يدور الحديث عن مد اليد لايتمار بن غبير وبتسلئيل سموتريتش، على أمل أن يوافقا على ادخاله تحت سقف نتنياهو. هذا لم يمنع الامير المطلوب وده، سموتريتش، من رمي بادرة حسن النية لعباس في سلة القمامة.

       الشاعر العربي قال: “اذا أنت اكرمت الكريم ملكته واذا اكرمت اللئيم تمرد”. ولكن ليس شخص اسرائيلي مغمور. وحسب تحمس عباس يمكن رؤيته وهو يغني اغنية حب تحت نافذة سموتريتش. في الصحف تمت الاشارة الى أن الاتصالات بين راعم والليكود هي التي أدت الى الخطاب الذي نتحدث عنه. من يعرف، ربما جميع الحملة الانتخابية، بما في ذلك الهجوم المخجل لراعم ومؤيديه على القائمة المشتركة بذريعة أنها لا تحترم القيم “المحافظة” للمجتمع العربي، هو نتيجة للاتصالات بين راعم والليكود. لأن نفس اساليب التحريض والشيطنة من مدرسة الليكود تم اتباعها في الشارع العربي، ضمن امور اخرى، نشر اعلان فيه صور لصحافيين عرب مستقلين يرفرف فوقهم رمز الشيوعية، وكأنهم يقولون انظروا كيف أن اليسار باعادة صياغة الجملة المعروفة، نسي كيف يكون عربيا. ولكن تحمس عباس في جهوده لتسويغ نفسه للانضمام الى معسكر بيني لا يمثل أي شيء مقابل تحمس الصحافيين اليهود الذين أرادوا بجموعهم تغطية الخطاب. فقد قاموا بنسيان الانتقادية والتحقيق والشك في البيت. جميعهم اثنوا على الخطاب، ايضا امام عباس ومن ورائه. ولكن، أيها الاصدقاء، لماذا هذه الضجة؟ بالاجمال، هذا الشخص يريد الارتباط مع رئيس حكومة متهم بمخالفات جنائية. فهل على ذلك تحتفلون؟ حقا؟ عفوا، لقد تحولتم الى مهزلة.

       هل أنتم متحمسون من خطاب شخصية عامة، حتى لا تتذكر أصلها الفلسطيني؟ هل هكذا تريدون رؤية الفلسطينيين، لا توجد لهم كرامة وطنية؟ يتبين أن التقدميين والمتنورين في مواقفهم يتبنون الطريقة التي يرى فيها نتنياهو العربي النموذجي. هنا لا يوجد يسار ولا يوجد يمين. نتنياهو اشار الى أنه يوجد في المحيط أيوب قره آخر. وأنتم جئتم مسرعين.

       أكثر مما يكشف عباس مواقفه، ردكم يكشف طبيعة نظرتكم للعرب. كونوا شاكرين، عميقا داخلكم، حتى الديمقراطيين الكبار الموجودين بينكم يريدون حلفاء مثل عباس، مستعدون لتقسيم شعبهم ويسارعون من اجل الحصول على الشرعية من فاشيين أنتم لا تريدون الجلوس معهم حتى للحظة واحدة. من اجل ابراز هذا النفاق الذي يوجد في هذا السلوك حاولوا أن تسألوا انفسكم ماذا سيكون ردكم لو أن رئيس ميرتس أراد شرعنة من عنصريين مثل هؤلاء. ولكن لا حاجة الى افتراضات نظرية. لأن بني غانتس قمتم بتحويله، وبحق، الى كيس اللكمات المثالي بعد أن ارتبط مع متهم بمخالفات جنائية.

       هذا هو جوهر النفاق: اذا سارع أي عربي للارتباط مع متهم بمخالفات جنائية، الذي هو ايضا محرض ومقسم، فهو يعتبر شجاع وحتى أنه يثير الانفعال. في المقابل، أنتم تزدرون أيمن عودة واحمد الطيبي وسامي أبو شحادة، الذين يقفون بقامة وطنية منتصبة على رأس حربة ضد نتنياهو ومحيطه العنصري. الحكم العسكري انقضى من العالم، لكن روحه ما زالت تعشعش في نفوسكم. أنتم تفضلون العربي الجيد الذي لا يخفي فقط انتماءه الوطني، بل ايضا الفخور بأنه عربي في دولة اليهود، “عرب اسرائيل”.

       كل سبت يوجد له منتهى سبت. الاحتفال يقترب من النهاية. اليوم سيتم افتتاح مرحلة الاثباتات في محاكمة نتنياهو. عباس الذي احتفلتم على ظهره سيدرك حقيقة أن كل شيء كان هراء، وأن نتنياهو هو زعيم اعرج. وفي اللحظة التي تكون مناسبة له سيتخلى عنه. وبدلا من تحذيره أن يتصرف بحكمة وأن لا يتخلى عن أبناء شعبه، أنتم تبهرون عيونه بأضواء المجد الخيالي. عباس يغرق في الوحل الموجود في محيط نتنياهو، وأنتم تقومون بالتصفيق له. هذا حرام عليكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى