ترجمات عبرية

هآرتس – عاموس هرئيل يكتب – النموذج الايراني الجديد: بالتوازي مع التهريب، اقامة مصانع سلاح في الفروع في الشرق الاوسط

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 18/3/2021

طهران تشجع حزب الله وحماس على انتاج السلاح من اجل التملص من هجمات اسرائيل. ورغم التصريحات الصقرية لرئيس الحكومة إلا أنهم في اسرائيل بدأوا الاستيعاب بالتدريج بأنه في القريب ستناقش الولايات المتحدة موضوع العودة الى الاتفاق النووي. وفي “صوت الجيش” انضموا الى التشكيلة المدبرة من اجل فوز نتنياهو “.

ايران سجلت مؤخرا تقدم واضح في تطوير صناعة السلاح لديها، التي تشمل، ضمن امور اخرى، قذائف وصواريخ دقيقة وصواريخ بالستية وطائرات بدون طيار. في اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية يشخصون قفزة في قدرات ايران، التي يتم نشرها بصورة موسعة ايضا الى اجزاء اخرى من المحور الراديكالي الذي تقوده ايران في الشرق الاوسط، منها حزب الله ونظام الاسد في سوريا والمليشيات الشيعية في العراق والمتمردون الحوثيون في اليمن.

وحسب اقوال رجال الاستخبارات فان نشر قدرات طهران يسمح للمرة الاولى برؤية صناعة السلاح الايرانية كصناعة يشارك فيها المحور الراديكالي كله. أحد الوحدات في حرس الثورة الايراني، الوحدة 340 التابعة لقوة القدس، مسؤولة عن نشاطات البحث والتطوير التي تخدم جميع التنظيمات الارهابية ومنظمات العصابات التي تعمل برعاية وتمويل ايران. المعرفة التي تراكمت لدى الايرانيين يتم نقلها بسرعة وبصورة ناجعة الى فروعهم التي تعمل في انحاء العالم.

نية طهران هي تمكين هذه التنظيمات، كل واحدة في دولتها، من الوصول الى قدرة انتاج ذاتية بحيث لا تكون معتمدة على التهريبات الايرانية. هذه القدرة تكون أقل انكشافا امام هجمات اسرائيل ضد قنوات التهريب المختلفة. في الاسبوع الماضي اتهمت ايران اسرائيل بالمسؤولية عن التفجير الذي حدث في سفينة ايرانية في البحر المتوسط، ويبدو أن الامر يتعلق بتهريب سلاح تم احباطه كان في الطريق الى لبنان.

اسرائيل قلقة بشكل خاص من تسريع “مشروع الدقة” لحزب الله، الذي هدفه تطوير كبير لترسانة القذائف والصواريخ الموجودة بحوزته، بصورة تمكن من اطلاقها بمستوى دقة يبلغ بضعة أمتار عن الهدف. في السنوات الاخيرة قام حزب الله بعدة تجارب لانشاء مواقع انتاج وتحويل لسلاح دقيق في لبنان، على خلفية الضربات الاسرائيلية للتهريب. يبدو أن حزب الله نجح في تسجيل تقدم ايضا في هذا المجال. رسميا، اسرائيل تتحدث عن عشرات الصواريخ الدقيقة الموجودة لدى حزب الله، لكن حسب عدة تقديرات فان عدد هذه الصواريخ ارتفع مؤخرا ووصل الى بضع مئات.

حزب الله يستثمر جهود تطوير في عدة قنوات – تطوير الدقة، القدرة التدميرية للصواريخ وقدرتها على تجاوز اجهزة الدفاع الاسرائيلية الفعالة. الامين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يكثر الحديث في خطاباته عن مستوى الدقة الموجود لدى منظمته والاعلان بأنه اذا اندلعت حرب فان اسرائيل ستتفاجأ من التحسن في قدرات حزب الله.

ساحة قريبة اخرى فيها حدث تقدم هي قطاع غزة. حماس، بمساعدة ايران، حسنت جدا قدرتها على انتاج القذائف والطائرات بدون طيار، وهي تجري في بوتيرة عالية تجارب لاطلاق النار نحو الغرب الى البحر المتوسط. نشطاء حماس خرجوا في السنوات الاخيرة من القطاع للمشاركة في تدريبات على تطوير السلاح، ضمن ذلك في ايران. في نهاية شهر شباط تم الابلاغ عن نشاط لسلاح البحرية الاسرائيلي فيه تم تدمير سفينة متقدمة لحماس أمام شواطيء غزة. في الاسبوع الماضي قتل بعض الصيادين في غزة اثناء اخراجهم من البحر جسم تفجر. وحسب مصادر فلسطينية، هذا الجسم كان طائرة بدون طيار اسرائيلية مفخخة، كما يبدو تحطمت اثناء نشاط لسلاح البحرية.

تطور دراماتيكي سجل في مستوى الوسائل القتالية التي يستخدمها الحوثيون في اليمن، على رأسهم منظمة انصار الله التي تعمل من خلال التشاور الوثيق مع حرس الثورة الايراني. في الاسابيع الاخيرة تم استئناف هجمات الحوثيين، بتشجيع ايران، ضد مطارات ومنشآت للنفط في السعودية. ولغاية هذه الهجمات تم استخدام طائرات بدون طيار وصواريخ ارض – ارض. الحوثيون لا يظهرون في هذه الاثناء أي اهتمام واضح بالاحتكاك مع اسرائيل. فهم ينشغلون جدا في محاربة السعودية. ولكن هناك تقدير بأنه في المستقبل ستحاول ايران أن تنشر في اليمن طائرات بدون طيار وصواريخ يمكنها ضرب الاجزاء الجنوبية في اسرائيل.

تحذير للبنان

رغم القلق من تقدم صناعة السلاح في ايران والمساعدة للتنظيمات الارهابية في المنطقة، إلا أن اسرائيل لا تطلب الربط بين هذه المواضيع وبين المشروع النووي الايراني. في الفترة القريبة القادمة يتوقع أن تستأنف الولايات المتحدة المفاوضات مع ايران حول عودة امريكا الى الاتفاق النووي. في اسرائيل وفي الغرب جرى نقاش حول مسألة هل يجدر في اطار الاتفاق الجديد محاولة فرض تنازلات على الايرانيين ايضا في هذه المسائل الاخرى؟.

توجيهات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، للمبعوثين الاسرائيليين في الحوار مع ادارة بايدن، تنص على أنه يجب الفصل بين هذه المسائل، وأن اسرائيل توصي بأن يتركز النقاش الاولي مع ايران على السلاح النووي فقط. في نفس الوقت، اسرائيل ستعمل على اقناع الامريكيين والدول الاوروبية من اجل الضغط على النظام في طهران في كل ما يتعلق بتطوير السلاح ومساعدة التنظيمات الارهابية. يبدو أن نتنياهو يعتقد أن ربط هذه المسائل الثلاثة معا بالمفاوضات ستقلل من القدرة على مساومة الولايات المتحدة، ولن تمكن من تحصيل تنازلات كافية من طهران بخصوص المشروع النووي. ورغم التصريحات الصقرية لنتنياهو وشخصيات اخرى في اعقاب دخول الرئيس جو بايدن الى منصبه في كانون الثاني الماضي، في اسرائيل يستوعبون بالتدريج أن المفاوضات يتوقع أن تستأنف وأنه من الافضل محاولة التأثير عليها على الانشغال بالمقاطعات والمناكفات.

مسألة التسلح الايراني، بالاساس المساعدة المقدمة لحزب الله، تقف في مركز الزيارة المشتركة لرئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، ورئيس الاركان، افيف كوخافي، في الثلاث دول في غرب اوروبا في هذا الاسبوع. ريفلين الذي يمكن أن ينهي ولايته في شهر تموز القادم خرج في جولة وداع لنظرائه في المانيا والنمسا وفرنسا. وقد طلب من رئيس الاركان السفر معه من اجل استعراض التطورات الاستراتيجية في المنطقة أمام مستضيفيه الرؤساء وقادة الجيش في هذه الدول. في المحادثات طرح ايضا المشروع النووي الايراني ومعارضة اسرائيل لفتح تحقيق في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب في المناطق.

المانيا تبنت موقف مؤيد لاسرائيل حول قرار المحكمة. في اللقاء مع الرئيس الفرنسي، عمانويل ميكرون، الذي سيعقد في يوم الخميس في باريس، سيتم تكريس جزء كبير من النقاش للوضع في لبنان، على خلفية تدخل فرنسا العميق هناك. كوخافي يتوقع أن ينقل تحذير عبر الفرنسيين بأنه في حالة اندلاع حرب اخرى في لبنان فان اسرائيل ستجد صعوبة في التمييز بين قصف اهداف لحزب الله وبين قصف البنى التحتية الاستراتيجية المدنية في الدولة.

شخص من البيت

هذه ليست المرة الاولى التي يختار فيها الرئيس أن يضم اليه شخصيات رفيعة في الجيش الاسرائيلي في محادثاته مع جهات اجنبية. في السابق رافقه في مثل هذه الزيارات قائد سلاح الجو، الجنرال عميكام نوركن، ورئيس الاستخبارات العسكرية السابق، الجنرال هرتسي هليفي (الذي سيتم تعيينه قريبا في منصب نائب رئيس الاركان). بين ريفلين وكوخافي تسود علاقة جيدة ووثيقة منذ سنوات كثيرة.

كل ذلك لا يمنع المذيعين في “صوت الجيش” من أن يديروا في الايام الاخيرة حملة هجومية ضد كوخافي. لأنه تجرأ على الانضمام الى “الرئيس السياسي في تاريخ الدولة”، في رحلته الى اوروبا. رئيس الاركان يرتكب بذلك خطأ كبير، قالوا. ومن الغريب أنه فقط قبل شهر، عندما اتخذ كوخافي في خطاب استثنائي بطبيعته خط هجومي في مسألة المشروع النووي الايراني حصل على مباركة مبالغ فيها على شجاعته ورؤيته الاستراتيجية بعيدة المدى.

النغمة التهديدية لهذه الاقوال موجهة أولا وقبل كل شيء، للرئيس ريفلين، الذي سيقرر بعد الانتخابات من هو الشخص الذي سيلقي عليه مهمة تشكيل الحكومة القادمة. رئيس الاركان هو هدف ثانوي، الذي على الطريق يتعرض للنار من بيت الجنود.

في بداية الاسبوع، بصورة استثنائية كما يبدو فاجأت مكتب كوخافي، اتخذ قرار في “صوت الجيش” بعدم ارسال مراسل من قبله في رحلة رئيس الدولة ورئيس الاركان. القرار حول ذلك هو بالطبع في اطار الصلاحيات الصحافية لقادة صوت الجيش. ولكن في الايام التي تسبق الانتخابات لا يمكن التملص من الاستنتاج بأن جزء من البث في “صوت الجيش”، بالضبط مثل القناة  التلفزيونية 20 وراديو صوت اسرائيل والصحيفة المجانية “اسرائيل اليوم”، هي اجزاء رئيسية كاملة في التشكيلة المدبرة التي يثيرها بلفور بهدف ضمان فوز نتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى