ترجمات عبرية

هآرتس: طرد حماس من قطر لن يحمل السنوار على التوقيع على اتفاق مخطوفين

هآرتس 9/6/2024، تسفي برئيل: طرد حماس من قطر لن يحمل السنوار على التوقيع على اتفاق مخطوفين

“لا تعتقدوا أن مكاتب حماس في قطر ستغلق، ليس لأننا نريد فقط أن تبقى حماس في قطر، بل لأننا نريد التسهيل على المفاوضات مع الطرفين من اجل الوصول الى حماس بشكل مباشر”، هذا ما قاله وزير الدفاع في قطر، خالد بن محمد العطية، في محاضرة القاها في يوم الجمعة في المؤتمر الذي عقد في جامعة هبوسبورس في تركيا. العطية، الذي هو طيار حربي سابق ووزير خارجية سابق والذي يدمج بين اعماله الشخصية ومنصبه الرفيع، طرح موقف قطر التقليدي الذي يقول إن استضافة حماس لا تستند الى اسباب ايديولوجية، بل هي لاسباب عملية.

للوهلة الاولى اقوال الوزير تبدو كرد على ما نشر في “وول ستريت جورنال”، الذي مفاده بأنه تحت ضغط واشنطن فان مصر وقطر حذرت قيادة حماس من طرد قادة الحركة من قطر وستجمد ممتلكات حماس. لكن حتى الآن لم تسمع الردود الرسمية لقطر ومصر على هذا النشر. مع ذلك، قطر سبق لها ورمزت في شهر تشرين الثاني بأنها ستكون مستعدة لـ “اعادة فحص” علاقتها مع حماس دون التطرق الى قضية اغلاق مكاتبها، ومرة اخرى في شهر نيسان عندما أوضح وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن الثاني، بأنه على خلفية الصعوبات التي تواجهها المفاوضات والهجمات على قطر من اعضاء كونغرس امريكيين فان “قطر ستعيد فحص مشاركتها في الوساطة”. هذه الاقوال التي اثارت عاصفة تم تفسيرها كنية لابعاد قيادة حماس من قطر. بعد فترة قصيرة نشر أن ايران توجهت الى سوريا وطلبت فحص استيعاب قادة حماس الذين سيتم طردهم من قطر، لكن سوريا رفضت ذلك بشكل قاطع.

طرد قادة حماس، مثل اسماعيل هنية وخالد مشعل ومحمود الزهار وعزت الرشق، ربما هو عقوبة شخصية شديدة على زعماء يعيشون في ترف في الدوحة عاصمة قطر، والذين اصبحوا رمز يمثل الفجوة الكبيرة بين قادة الداخل التي تحارب في غزة بقيادة يحيى السنوار وقادة عز الدين القسام وبين قيادة حماس الخارج. ولكن هناك شك اذا كانت هذه العقوبة ستؤثر على السنوار، الذي هو وليس قيادة حماس الخارج، يمسك بيديه المخطوفين، وبالتالي القرار الفعلي على مصير المفاوضات لاطلاق سراحهم وعلى مستقبل حماس. السنوار قلب التركيبة الهرمية لقيادة حماس رأسا على عقب. فقد نجح في استخدام الحرب واختطاف جنود اسرائيليين ومدنيين، ليس فقط من اجل اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين أو التوصل الى وقف كامل لاطلاق النار، بل هو دفع قيادة حماس السياسية الى مكانة ثانوية، مكانة مبعوثين ووسطاء يعتمدون عليه. “ترتيب العمل” هذا الذي يمليه السنوار وضع في الظل ايضا مجلس الشورى لحماس، الجسم الايديولوجي المخول باتخاذ القرارات الاستراتيجية والسياسية والعسكرية. والذي هو ايضا قام بتعيين السنوار كرئيس للمكتب السياسي لحماس في غزة وصالح العاروري الذي تمت تصفيته في كانون الثاني في بيروت كمسؤول عن الضفة، وصادق على تولي هنية رئاسة المكتب السياسي لحماس.

من ناحية السنوار فانه لا توجد أي أهمية لمكان اقامة قادة حماس الخارج، وهناك شك اذا كان سيذرف الدموع على أنه في الوقت الذي يدير فيه المعركة على حياته تحت الارض اذا انتقل خصمه اللدود خالد مشعل ليعيش في خيمة.  ولكن، كما اوضح وزير الدفاع القطري، فان نقل مكان اقامتهم يمكن فقط أن يصعب على ترتيبات الاتصال مع السنوار، لا سيما اذا اضطرت هذه القيادة الى العثور على ملجأ في ايران أو الجزائر أو ماليزيا. صحيح أن جزء من نشاطات الوساطة يجري في فرنسا وفي مصر وفي تركيا، وزعماء حماس يمكنهم مواصلة اجراءها حتى لو لم يكونوا في قطر، لكن العلاقة المباشرة بين القيادة في قطر وبين المنظمة توجد لها اهمية كبيرة بسبب التجربة التي راكمتها قطر في الاشهر الثمانية الاخيرة أو بفضل العلاقات القريبة التي بنيت مع ممثلي اسرائيل والولايات المتحدة.

مهمة بلينكن

في المقابل، بالتحديد قطر رغم الموقف الفعال الذي قدمه وزير دفاعها فان لها مصلحة في الاستمرار في استضافة قيادة حماس للحفاظ على مكانتها كوسيط، طالما أنها تقدر بأنه توجد فرصة لعقد صفقة تشمل اطلاق سراح الرهائن وانهاء الحرب. قطر تتمتع منذ العام 2022 بالمكانة الرسمية كحليفة كبيرة للولايات المتحدة رغم أنها ليست عضوة في الناتو. وقد حصلت على هذه المكانة من خلال سلسلة مبادرات الوساطة الناجحة التي شملت، ضمن امور اخرى، الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين الولايات المتحدة وطالبان حول ترتيبات انسحاب الجيش الامريكي من افغانستان، واتفاق تبادل الاسرى بين الولايات المتحدة وايران، وتقديم خطة لحل الصراع الدموي في التشاد. جهود الوساطة بين الولايات المتحدة وايران لم تثمر حول الاتفاق النووي الجديد، ومؤخرا نشطت بشكل كبير في الجهود لحل الازمة السياسية الخطيرة في لبنان، واصبحت وساطة قطر في الصراعات الاقليمية أمر استراتيجي، الامر المهم بالنسبة للادارة الامريكية، على خلفية لامبالاة أو عجز دول عربية اخرى مثل مصر أو دولة الامارات أو السعودية، وبالتالي فان قرار ترحيل قادة حماس سيتم تفسيره كاستسلام قطر في قضية غزة، ايضا يمكن أن يضر بالسجل والمكانة التي حصلت عليها بجهود كبيرة، وقد يضر بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، لا سيما أنه تم ادراجها في قائمة الاهداف لاعضاء في الكونغرس الامريكي، الذين يطالبونها باستخدام المزيد من الضغط على حماس، ويدفعون الرئيس بايدن الى اعادة النظر في علاقاته مع قطر.

مشكلة اسرائيل والولايات المتحدة ليست هي ثقل الضغط الذي يمكن أن تستخدمه قطر على قيادة حماس الخارج. على الطاولة توجد صفقة متفق عليها، يجب أن يصادق عليها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ويحيى السنوار، وليس قطر أو اسماعيل هنية. طرد قادة حماس من قطر لن يحل هذا الخلاف. عندما سيصل وزير الخارجية الامريكي غدا الى المنطقة للمرة الثامنة منذ اندلاع الحرب، فان مهمته لن تكون فحص كيف يمكن لقطر لي ذراع السنوار، بل لاقناع نتنياهو بالموافقة على الخطة التي سبق وصادق عليها، وأن يعمل على انهاء الحرب وتطبيق خطة لادارة القطاع.  

قبل عملية انقاذ المخطوفين الاربعة فان حماس اعلنت بأنها سترسل في يوم السبت الرد المكتوب على الاقتراح. حيث الطلب الرئيسي فيه هو انهاء الحرب والحصول على تعهد امريكي مكتوب بأنها ستكون هي المسؤولة عن تنفيذ هذا الطلب. ومن غير الواضح اذا ارسلت حماس الرد حتى الآن، وكيف ستؤثر عملية الانقاذ على موقفها. ولكن اتفاق وقف اطلاق النار، حتى لو تم التوصل اليه، فانه لا يحل القضية المتعلقة به بشكل وثيق، التي تتعلق بالادارة المدنية في غزة، لأنه في المرحلة الاولى في الاتفاق الجيش الاسرائيلي يتوقع انسحابه من التجمعات السكانية في القطاع في الوقت الذي ما زالت فيه اسرائيل ترفض السماح لممثلي السلطة الفلسطينية بادارة ولو منظومة المساعدات الانسانية أو تشغيل الطرف الغزي في معبر رفح. واذا كانت هناك اداة ضغط حقيقية على السنوار فهي تكمن في الادارة البديلة التي سيتم تشكيلها في غزة، وليس في السكن المحمي الموجود لهنية في قطر أو الذي سيتم عرضه عليه في دولة اخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى