ترجمات عبرية

هآرتس – صراع بين المستوطنين والفلسطينيين جعل بيتا صغيرا في شرقي القدس عقارا بقيمة 12 مليون شيكل

هآرتس – مقال – 24/1/2019

بقلم: نير حسون

جمعية استيطان وعائلة فلسطينية اقترحتا أول أمس مبلغ 12 مليون شيكل في مزاد علني لشراء بيت في الشيخ جراح في شرقي القدس، الذي تبلغ مساحته 72 متر مربع. هذا المزاد سيتجدد غدا بعد ايقافه في اعقاب السعر المرتفع. المزاد العلني يتعلق ببيت يتكون من ثلاث غرف، احدى هذه الغرف مخزن بدون نوافذ، البيت يوجد في شارع دلمان 23 في الشيخ جراح. ومثل بيوت كثيرة اخرى فان الارض التي بني عليها البيت كانت تعود لعائلة يهودية حتى العام 1948. الى المنطقة انتقلت عائلات فلسطينية قبل عشرات السنين ومعظمها تدفع ايجار لورثة الملك اليهودي أو للقيم العام. في البيت الذي يقع في دلمان 23 عاشت عائلة عبد الرازق لعشرات السنين. في العقد الاخير تعمل منظمات استيطانية وعلى رأسها صندوق اراضي اسرائيل التابع لعضو مجلس بلدية القدس، آريه كينغ، وذلك لخلق اتصالات مع ورثة الارض، بعد موافقة الورثة تقدم التنظيمات باسمهم دعوى اخلاء ضد العائلات الفلسطينية. في حالة البيت الذي تعيش فيه عائلة عبد الرازق، الورثة اليهود تشاجروا فيما بينهم حول مصير العقار. محكمة شؤون العائلات قررت نقله لمخمن عقارات يبيعه على الاغلب، والاموال يتم تقسيمها بين الورثة.

المزاد نشر في الاسبوع الماضي في صحيفة “اسرائيل اليوم”، واجريت جولة في المكان للمعنيين. أمس اجتمع المعنيون في مكتب مخمن الاملاك، المحامي افشالو نجار والمحامي يريف بيلغ (الذي هو ايضا احد ورثة المبنى). في المكان بقي فقط كينغ والعائلة الفلسطينية الذين رفعوا باستمرار الثمن الذي هم مستعدون لدفعه مقابل البيت.

كينغ عمل على تجنيد التبرعات لصالح شراء البيت، وبدأ بمهاجمة الورثة. أمس كتب كنيغ على صفحته في الفيس بوك بأن هذا “يوم اسود للشعب اليهودي. عائلة يهودية تجري مفاوضات مع اعداء الشعب اليهودي لبيع عقار اشتراه الجد قبل نحو مئة سنة في شرقي القدس”. وحسب اقواله محامي عائلة عبد الرازق عرض 900 ألف شيكل وصندوق ارض اسرائيل عرض مبلغ يزيد بـ 20 في المئة. “المحامي قام بالمزايدة طوال اليوم ووصلنا في الساعة الثامنة مساء  الى مبلغ عال جدا هو 11 مليون شيكل تقريبا. أنا متأكد أن ابناء العائلة (ومنهم عائلات ثكلى) لا يعرفون ماذا فعل/ يفعل محاميهم”، اضاف. كينغ نشر ايضا اسم العائلة اليهودية في محاولة للوصول اليها ليس عن طريق المحامي.

كل المتورطين في هذه القضية يقولون إن أحدا من الطرفين لم يخطط لأن يرتفع سعر البيت الى هذا المبلغ. في حالة أن الطرف الذي تعهد بشراء البيت لم ينجح في تجنيد الاموال، سيضطر الى دفع الغرامة وينتقل حق الشراء الى الطرف الثاني. من الواضح للجميع أن عائلة عبد الرازق لا يمكنها تجنيد المبلغ بنفسها وهي ستحتاج الى مساعدة خارجية. حسب تقدير عدد من النشطاء في الحي، السلطة الفلسطينية تعهدت بمساعدتها لشراء البيت.

النشطاء الفلسطينيون في الشيخ جراح منقسمون بخصوص تأثير الثمن المرتفع على نشاط المستوطنين في الموقع. عدد منهم يخشى من أن هذا الثمن يمكن أن يؤدي بورثة آخرين الى العثور على عقارات في الحي وبيعها. ولكن آخرون يأملون أن مستوى الاسعار هذا يمكن أن يلي أيدي منظمات الاستيطان التي ستجد صعوبة في تجنيد مبالغ باهظة جدا لكل مبنى.

“هذا هستيري”، قال احد سكان الحي والناشط ضد الاستيطان، صالح دياب.”أعتقد أن آريه كينغ سيوافق على دفع حتى 100 مليون شيكل لأنه اذا خسر هذا البيت فهو سيخسر كل مخططه. هذا مخيف لأن هناك اناس سيأتون وسيقولون لكينغ إنهم يريدون طردنا لأن الثمن مرتفع جدا”.

*     *    *

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى