ترجمات عبرية

هآرتس: شمبانيا؟ سيجار؟ من سيقدم للمحاكمة رئيس حكومة يداه ملطخة بالدماء؟

هآرتس 11/12/2024، تسفي برئيل: شمبانيا؟ سيجار؟ من سيقدم للمحاكمة رئيس حكومة يداه ملطخة بالدماء؟

باستثناء الحدث الهامشي في 7 اكتوبر فان كل شيء لدى بنيامين نتنياهو كان مخطط له حتى آخر التفاصيل. لم يتم ابقاء أي شيء للصدفة. في البداية الدخول الى غزة، وبعد ذلك الدخول الى رفح، وبعد ذلك السيطرة على محور فيلادلفيا وفي النهاية تصفية يحيى السنوار. نظرية المراحل وجدت تعبيرها الكامل ايضا في الشمال. في البداية حرب صغيرة، حرب “معادلات” مع حزب الله، بعد ذلك تحايل كبير حيث فجر “البنية التحتية لحزب الله”، الأيدي والأرجل، وفي النهاية حسن نصر الله ذهب.

لحظة، هناك المزيد. فقوات أبو محمد الجولاني، بالتنسيق المثالي مع شارع بلفور، انتظرت بصبر الى حين استكمال العملية الناجحة في لبنان، وفي اليوم الذي تم الاعلان فيه عن اتفاق وقف اطلاق النار حصلت الضوء الاخضر للبدء في الهجوم. في المؤتمر الصحفي الهستيري الذي نظمه نتنياهو لنفسه أول أمس كان ينقصه اللوح والقلم كي تتم رؤية صورة التدفق التي ربطت بين غزة واسقاط الاسد، من محور فيلادلفيا وحتى الجولاني، من تصفية السنوار وحتى تحرير المخطوفين. وبعد لحظة فقط، بعد القليل من الضغط العسكري سيقتل مخطوف آخر، وبعدها سيكونون في الخارج.

كل شيء، حسب نتنياهو، كان معروف مسبقا. محبوك ومنظم بشكل مدهش. أي دليل افضل يمكن أن يكون لدحض الادعاء الحقير بأنه لا يستطيع حتى ادارة الدولة، وكذلك تقديمه للمحاكمة، وعلى الطريق تحطيم كل ما بقي مما سمي ذات يوم هنا ديمقراطية.

لو أن “الشعب” فقط كان هنا اكثر نزاهة بقليل، ولو كانت وسائل الاعلام اقل شيطنة وكذب، فان حجم الاحداث التي اشرف عليها رئيس الحكومة كان يجب أن تؤدي ليس فقط الى الغاء محاكمته، بل أن يعقبها الشكر الكبير للحظ، أو التدخل الالهي الذي اعطى الدولة هذا الزعيم الاعلى في هذه الاوقات الصعبة في تاريخها. ألم يكونوا سيتصرفون هكذا في دولة سليمة؟.

لكن اسرائيل ليست دولة سليمة، والآن لا يوجد من يقوم باصلاحها. اسرائيل هي دولة مدمرة، متهالكة تقريبا، في حالة حداد ويأس، وهي تضطر الى الاكتفاء بـ “المحاكمة الصغيرة”، والمهرجان الذي ادير أمس في قاعة المحكمة المحصنة في تل ابيب، التي تنشغل بـ “الامور الصغيرة”، الشمبانيا، المجوهرات، شراء تغطية اعلامية متعاطفة مقابل تسهيلات وأمور كانت ستثير الضحك والاستهزاء على وجوه ديكتاتوريين مهنيين. بعد أن انتظرته الدولة ثماني سنوات فانه واضح لها أنه ربما يجب عليها الانتظار ثماني سنوات اخرى الى أن يصدر جهاز القضاء المذعور والمهدد قرار حكم قطعي. حتى ذلك الحين ربما لن يكون هناك أي أحد يصدر ضده الحكم أو من يصدر الحكم. الشهادة أمس هي فقط مشهد التسخين، وبعد ذلك كالعادة سيأتي “الانتقاد التلفزيوني” والتحليلات المختصة التي ستشرح أين اخطأت النيابة، وماذا يمكن معرفته من لغة جسد المتهم، والى ماذا يسعى محامي الدفاع وكم هو حجم الصبر الذي تظهره المحكمة. 

المحاكمة الكبيرة – التي ستمزق الى اشلاء اكاذيب نتنياهو، وتخلق الشرخ التكتوني الذي سيعري بالكامل الخدعة التي سوقها عندما قال إنه لم يعرف ولم يسمع؛ وتكشف تجاهل التحذيرات اليائسة لرؤساء جهاز الامن من تهديد الانقلاب النظامي؛ والتردد الكبير قبل دخول غزة؛ والعلاقة المباشرة بين محور فيلادلفيا ورفح وبين قتل المخطوفين؛ والفشل الذي اقتلع عشرات آلاف السكان من بيوتهم، وبالاساس عجز قيادته امام المتعصب الديني والمسيحانيين الفاشيين الذين اصبحوا الزعماء الحقيقيين في الدولة – هذه المحاكمة، التي هي فقط ستحدث الاصلاح الكبير، ربما لن يتم عقدها في أي يوم.

يدا نتنياهو ملطخة بالدماء. ولكن من سيقدم للمحاكمة رئيس حكومة خلق بفمه نصر عظيم بهذه الدرجة، الذي “غير وجه الشرق الاوسط” وكل العالم يشخص اليه بدهشة وعشق؟ من الذي ستبقى لديه القوة لتقديمه للمحاكمة؟.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى