ترجمات عبرية

هآرتس – شلومو زند _ عن الارقام والناس بين نهر الاردن والبحر المتوسط

 هآرتس – بقلم شلومو زند – 11/6/2021

” في قرار التقسيم من العام 1947 خصص للعرب الذين كانوا في حينه يشكلون ثلثي السكان في البلاد 43 في المئة من الاراضي مقابل 56 في المئة خصصت لليهود الذين كانوا يشكلون ثلث السكان “.

“الفلاحون ليس اصلهم من المحتلين العرب، الذين سيطروا على ارض اسرائيل وسوريا في القرن السابع الميلادي… السكان القرويون (اليهود)، رغم اعمال القمع والمعاناة، بقوا على حالهم”، هذا ما قاله دافيد بن غوريون واسحق بن تسفي في كتابهما “ارض اسرائيل في الماضي والحاضر”، الصادر في 1918.

“ما الذي لدينا كي نحتج به على كراهيتهم الشديدة لنا؟ ثماني سنوات وهم يمكثون في مخيمات اللاجئين في غزة، وامام عيونهم نحن نقوم بتحويل اراضهم وقراهم التي عاشوا فيها هم وآباؤهم الى مستوطنات لنا”، هذه الاقوال قالها موشيه ديان في تأبين روعي روتنبرغ في 1956. 

الارقام

في الاحصاء السكاني البريطاني الاول في العام 1922، عدد عرب فلسطين الانتدابية كان تقريبا 700 ألف نسمة، وعدد اليهود في البلاد المقدسة كان في نفس الفترة اقل من 80 ألف نسمة (اكثر من نصفهم ارثوذوكس غير صهاينة). عند اعلان التقسيم من قبل الامم المتحدة في 1947، كان عدد العرب في البلاد 1.25 مليون نسمة وعدد المهاجرين والمستوطنين اليهود فيها كان قد اصبح 600 ألف نسمة (هذا كان بعد أن واصلت اوروبا لفظ اليهود فيها والولايات المتحدة اغلقت ابوابها امامهم). 

في خطة التقسيم نفسها تم تخصيص لثلثي السكان العرب 43 في المئة من المساحة مقابل 56 في المئة سيتم تخصيصها للثلث اليهودي (1 في المئة في القدس ومحيطها خصص ليكون منطقة خارج الحدود الاقليمية). رغم احياء اليباب وخلاص الاراضي، إلا أنه عشية قرار التقسيم فقط 7 في المئة من الاراضي الفلسطينية الانتدابية كانت بملكية اليهود. 

العرب رفضوا بحزم قرار التقسيم، الذي حسب رأيهم لم يكن قرار نزيه، وفي اعقاب ذلك اندلعت الحرب. في العام 1948 وبعده مباشرة تم تهجير (أو هرب بسبب المعارك) حوالي 750 ألف شخص من عرب المكان. في اسرائيل وفي مناطق حدود خط الهدنة بقي فقط نحو 150 ألف عربي. بعد انتهاء الحرب اتخذت الجمعية العمومية للامم المتحدة قرار 194 الذي نص على بدائل لحل مشكلة اللاجئين: عودتهم الى بيوتهم في أسرع وقت ممكن أو اعطاء تعويضات عن الاملاك لمن سيفضلون عدم العودة. منذ ذلك الحين وحتى الآن اسرائيل تتجاهل هذا القرار.

تقريبا 450 قرية وبلدة عربية كانت توجد عشية قيام الدولة، تم محوها تماما في سنوات الدولة الاولى واراضيها تم تحويلها لسلطات الدولة الجديدة وصندوق الكيرن كييمت. ومنذ العام 1948 تم اقامة 700 بلدة يهودية ولم تتم اقامة أي بلدة عربية جديدة (باستثناء بلدات معدودة استهدفت تجميع البدو في النقب). داخل حدود الخط الاخضر التي تحدد دولة اسرائيل الآن، بقي في ايدي العرب الاسرائيليين (الذين يشكلون اكثر من 1.5 مليون نسمة) 3.5 في المئة من مساحتها.

سكان الضفة الغربية يعدون في المقابل، سوية مع سكان شرقي القدس، حوالي 3 ملايين فلسطيني، الذين ثلثهم هم من اللاجئين أو احفاد اللاجئين. في قطاع غزة يعيش حوالي مليوني فلسطينيين، اكثر من 70 في المئة منهم هم من عائلات لاجئة. منذ العام 1967 استوطن الى جانبها في ارجاء الضفة وفي شرقي القدس حوالي 650 ألف اسرائيلي في 250 بلدة وبؤرة استيطانية (الـ 8600 مستوطن الذين استوطنوا في قطاع غزة تم اخلاءهم منه في 2005). 

الناس

دافيد بن غوريون ولد في بولندا، وفي 1906 هاجر الى فلسطين. ليفي اشكول ولد في اوكرانيا وهاجر الى فلسطين في 1914. غولدا مئير ولدت في اوكرانيا وهاجرت الى فلسطين من الولايات المتحدة في 1921. حاييم نحمان بيالك ولد في اوكرانيا وهاجر الى فلسطين الانتدابية في 1934. مناحيم بيغن ولد في روسيا البيضاء وفقط في 1942 وصل الى فلسطين. اسحق شمير ولد في بروزنوي قرب ليطا وهاجر الى فلسطين في 1935. شمعون بيرس ولد في بفيشنبا، التي كانت في بولندا واليوم توجد في روسيا البيضاء، ووصل الى فلسطين في 1934. 

موشيه ديان ولد في دغانيا في 1915. والده ووالدته وصلا اليها من اوكرانيا في 1908 و1913. اسحق رابين ولد في القدس، والده ووالدته هاجرا اليها من اوكرانيا ومن روسيا البيضاء في 1917. اريئيل شارون ولد في قرية في كفار ملال، التي وصل اليها والده ووالدته من بريست لتفيسك ومن روسيا البيضاء في 1920.  اهود باراك ولد في كيبوتس مشمار هشارون، والده ووالدته هاجرا من وارسو ومن ليطا في 1930 و1936. بنيامين نتنياهو ولد في تل ابيب التي توجد في اسرائيل، والده هاجر الى فلسطين من وارسو في 1920.

جورج حبش ولد في 1928 في اللد، وعائلته طردت منها في 1948. احمد جبريل ولد في بلدة يازور التي تم تدميرها في 1948. وسكانها تم طردهم وأقيمت في المكان منطقة يهودية. محمود عباس ولد في 1935 في صفد وعائلته هربت منها في 1948 الى سوريا. الشيخ احمد ياسين ولد في 1936 في قرية الجورة قرب قرية المجدل (الآن هي عسقلان)، في نهاية 1948 سكان القرية تم طردهم الى غزة، وبيوت القرية باستثناء بيت واحد، تم تفجيرها. سعيد حمامي ولد في يافا في 1941 وعائلته هربت الى الاردن اثناء المعارك في 1948. محمود درويش ولد في قرية البروة في الجليل التي دمرت في 1948 وعلى اراضيها اقيم كيبوتس يسعور، عائلته هربت وعادت متسللة الى اسرائيل دون أن تحصل فيها على المواطنة. عبد العزيز الرنتيسي ولد في 1947 في قرية يفنه قرب الرملة، سكانها هربوا الى غزة في 1948 وعلى انقاضها اقيمت يفنه الاسرائيلية.

محمد دحلان ولد في 1961 في مخيم خانيونس للاجئين. في 1948 هرب والده ووالدته من بلدة حمامة في شمال المجدل. اسماعيل هنية ولد في 1962 في مخيم الشاطيء للاجئين في غزة، عائلته جاءت الى هناك في 1948 من الجورة. يحيى السنوار ولد في 1963 في مخيم خانيونس للاجئين. عائلته تم طردها من المجدل الى القطاع في 1950. محمد ضيف ولد في 1965 في مخيم خانيونس للاجئين. اصل والده ووالدته من قرية كوكب التي كانت تقع شرق المجدل.

بين الاردن والبحر الابيض المتوسط (بما في ذلك قطاع غزة) يعيش الآن تقريبا 7 ملايين اسرائيلي – يهودي، وتقريبا 7 ملايين فلسطيني – عربي. الفصل فيما بينهم يبدو اقل فأقل امكانية. حتى احتمالية قيام كونفيدرالية اسرائيلية – فلسطينية تحاول اصلاح ولو جزء من الظلم التاريخي واحلال مساواة بين الشعبين اللذين تشكلا في عملية الهجرة والاستيطان، آخذة في الضعف. لم يبق سوى مواصلة أن تكون متشائما في المنطق ومتفائلا في الارادة. والدي ووالدتي اللذان تم انقاذهما في اللحظة الاخيرة من جهنم النازية عادا وقالا على مسامعي بأنه رغم العمى والانغلاق إلا أن التاريخ يمكن أن يفاجيء. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى