هآرتس: شكرا لرجل الشباك الذي قام بالتسريب، بفضله عرف مواطنو اسرائيل التهديد الذي يحدق بالنظام

هآرتس 16/4/2025، تسفي برئيل: شكرا لرجل الشباك الذي قام بالتسريب، بفضله عرف مواطنو اسرائيل التهديد الذي يحدق بالنظام
تابوت العهد تم تدنيسه. رجل الشباك من الاحتياط مزق الستارة التي اخفت “اسرار الدولة”، وسرب، كما يبدو الوزير عميحاي شيكلي والمراسلين، معلومات سرية متعلقة بتحقيقات الشباك في دخول جهات كهانية الى الشرطة، وتحقيق الشباك في اعقاب احداث 7 اكتوبر. في هذه الاثناء، الى حين أن يتقرر اذا كانت ارتكبت أي جريمة، فان العاصفة الديماغوجية المليئة بالاوساخ تعطي افضلية ضرورية للمشاهدين الذين اصابهم الملل. في نهاية المطاف الى أي مستوى يمكن الاستمرار في طحن “خطة ويتكوف” أو “اقتراح حماس” أو “الخطوط الحمراء لبيبي” أو “ملحمة المشروع النووي الايراني”؟. اخيرا يوجد شيء نحرف انتباهنا اليه، القليل من الهواء النقي لحلبة الملاكمة المليئة بالعرق.
لكن حرف الانتباه الحقيقي والمقلق، الذي يظهر في هذه القصة الغضة، المفهوم المضلل واحيانا الكاذب، هو “المس باضرار الدولة”. التحقيق في اختراق جهات كهانية للشرطة أو مكاتب الحكومة لا يعتبر من اسرار الدولة ولا يجب أن يكون، كان يجب أن يكون على رؤوس الاشهاد. كان يجدر برئيس الشباك نفسه، وليس بمسربين لديهم “مشاعر العدل”، تحذير مواطني اسرائيل بأن هناك خوف من أن “جهات كهانية”، أي ارهابيين كتعريفهم في القانون، تعمل مثل الخنجر المشحوذ في صلب نظام انفاذ القانون.
مثلما توجد اهمية عليا امنية ورادعة في أن يعرف الجمهور بأنه يتم التحقيق مع مواطنين اسرائيليين يساعدون ايران، أو اجراء تحقيق في اختراق قطر لاعماق الحوض الذي يسبح فيه رئيس الحكومة، ايضا يحق للجمهور معرفة التهديد الذي تواجهه الديمقراطية في اسرائيل، الذي يتحمل جهاز الشباك المسؤولية عن حمايتها. وعدم نشر هذه التهديدات باعتبارها اسرار دولة، يعتبر انتهاك اساسي ليس فقط لحق الجمهور في أن يعرف، بل ايضا حقه في الدفاع عن نفسه والاستعداد لانهيار النظام.
الاكثر خطرا من ذلك هو أن الاخفاء عمل مثل السهم المرتد، والنتيجة اصبحت معروفة. في هذه الاثناء الشباك هو الذي يعتبر خائن يعمل على تقويض اسس الديمقراطية، ومهرجان الكهانية يواصل بسرور طريقه الى تحطيم الجهاز الذي يمكن أن يحمينا منه. الآن ليس فقط مصير “القسم اليهودي” في الشباك على كفة الميزان، ايضا هدف التنظيم كحامي للديمقراطية يمكن أن يتبخر.
الضرر الاكثر شدة لثقافة “اسرار الدولة”، الذي يلف الشباك مثل الردع الواقي الذي لا يمكن اختراقه تقريبا، يكمن في التوسيع غير المحتمل للمفهوم نفسه. ما الذي عرفه الشباك عن نوايا حماس وتقديره حول الاموال القطرية؟ ما هي شروط الولاء الشخصي التي فرضها نتنياهو على رئيس الجهاز، وما الذي طلبه من رؤساء الشباك السابقين؟ ما هو مستوى التهديد للانقلاب النظامي وما هو مستوى عمق تغلغل العناصر الارهابية المعروفة بالكهانية في مؤسسات الدولة؟. لا يمكن دفن أي شيء من ذلك تحت سور “اسرار الدولة”.
الهيكلية المقدسة التي تملي على رئيس الشباك ورؤساء المستوى الامني بشكل عام واجب الخضوع للحكومة، تلزم بالطاعة، لكن لا تعفي من واجب تحذير الجمهور في الوقت الحقيقي، بشكل مباشر وليس من خلال التسريب أو مقابلات فيها اعتذار عن الخطأ بعد انهاء الخدمة. مواطنو الدولة الذين يحظون بمنظومة تحذير متقدمة تعرف كيفية التحذير من اختراق صاروخ من اليمن، لم يحصلوا على هذه الخدمة الحيوية من رئيس الشباك. ليس فقط قبل مذبحة 7 اكتوبر، بل ايضا عندما حلقت تهديدات فورية على طبيعة الدولة وتواصل التحليق فوق رؤوسهم. هذا التهديد ربما تم عرضه على رئيس الحكومة، لكن هو نفسه الذي اوجده.
“رجل الشباك الذي قام بالتسريب، والذي ربما سيتم تقديمه للمحاكمة على ما سيعتبر “مس بأمن الدولة” يستحق الآن الشكر من الجمهور، ليس بسبب ما اغدقته عليه عصابة الجريمة التي تسمى حكومة اسرائيل ومساعديها، بل بسبب اختراق “اسرار الدولة”، الذي بفضله عرف مواطنو اسرائيل التهديد الذي يحدق باسس النظام.