ترجمات عبرية

هآرتس – شرطة مُعنفة

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 11/4/2021

ينبغي لاعتداء أفراد الشرطة على النائب عوفر كسيف في المظاهرة في حي الشيخ جراح في شرقي القدس أول أمس أن يصدم كل الساحة السياسية. فحقيقة أن كسيف شارك في مظاهرة غير عنيفة فوجد نفسه في غرفة الطواريء، مع نظارات مكسورة وقميص ممزق، في اعتداء  شرطي وحدة “يسم” الخاصة عليه، هي مس ليس فقط بحصانته كمنتخب من الجمهور بل وايضا بحرية الاحتجاج.

ليست هذه هي المرة الاولى التي تمس فيها الشرطة بحصانة النواب. ففي السنة الماضية فقط مست الشرطة بالنائب يوراي لاهف هرتسني في اثناء اخلاء خيمة الاحتجاج في بلفور، وبالنائب بتسلئيل سموتريتش، الذي اراد الوصول الى ساحة الحدث التي قتل فيها نشيط اليمين اهوفيا سنداك ابن الـ 16، حسب ما زعم كنتيجة لصدام مقصود لسيارة شرطية. المرة تلو الاخرى تتجاهل الشرطة حصانة النواب وتتعامل معهم بعنف.

ان العنف الشرطي تجاه كسيف هو مؤشر آخر على استخفاف الشرطة بحق الاحتجاج؟ والدليل  الافضل على ذلك هو ادعاء الشرطة بان الشرطي لم يعرف على الاطلاق بان كسيف هو نائب. بمعنى أن الشرطي اعتقد بانه مواطن عادي في مظاهرة يسارية وبالتالي مسموح له أن يضربه.

في البداية ادعت الشرطة بان كسيف هو الذي اعتدى على الشرطي. ونفى كسيف ذلك نفيا باتا، وروايته بالفعل يدعمها توثيق الحدث الذي اجرته احدى المتظاهرات. وحسب الصور التي القطتها، لا دليل على العنف من جانب كسيف. اما ما يبدو بالفعل في هذا التوثيق فهو سلوك وحشي منفلت العقال وعنيف لشرطي فقد السيطرة على نفسه وعمل باسناد من قادته.

وبشكل عجيب، بقدر ما هو معروف في هذه المرحلة، فان كاميرات الجسد لدى الشرطة، والتي ادخلت الى الخدمة لمنع عنف الشرطة، لم توثق الاحداث ذات الصلة. وبالطبع، من كان سيصدق كيف لو لم يوثق المتظاهران الحدث؟

كادت كل الساحة السياسية تشجب سلوك الشرطة، بما في ذلك  رئيس الكنيت يريف لفين، غير أن وزير الامن الداخلي أمير أوحنا بالذات صمت صمتا مطبقا. ولا غرو في ذلك – فاوحنا هو الذي يقف خلف نهج “من يرفع يدا على شرطي، دمه في رقبته”. وبهذا الصمت يعطي اوحنا ضوء أخضر للشرطة لمواصلة التصرف بعنف ليس فقط ضد المتظاهرين بل وحتى ضد النواب.

مؤخرا فقط تسرح من خدمة الشرطة قائد لواء القدس، اللواء شرطة دورون يديد الذي استخدم بشكل دائم قبضة متشددة ضد متظاهري بلفور. ويشهد سلوك أفراد الشرطة في الشيخ جراح اول أمس على أن بديله، دورون ترجمان لم يجلب معه روحا جديدة ترمم في شيء الثقة بحرية الاحتجاج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى