ترجمات عبرية
هآرتس: شخص غير مرغوب فيه

هآرتس 24-4-2023، بقلم اسرة التحرير: شخص غير مرغوب فيه
بنيامين نتنياهو لا يكتفي بمنصبه كرئيس وزراء إسرائيل. من ناحيته، هو زعيم للشعب اليهودي. ولكنه في اللحظة التي أدرك فيها أنه حين يلقي كلمة أمام 3 آلاف يهودي أمريكي ثمة مظاهرات ستجرى بالتوازي ضد الانقلاب النظامي، وأنه أصبح عملياً شخصية غير مرغوب فيها في أوساط جماهير بعد أن كان ذات مرة بالنسبة لهم “الملك بيبي” – قرر الاحتجاج. فقد ألغى نتنياهو حضوره الجمعية العمومية للاتحادات اليهودية في شمال إفريقيا، التي تنعقد هذه السنة في تل أبيب بمناسبة السنة الـ 75 لتأسيس دولة إسرائيل. ولأول مرة في تاريخ ولايته كرئيس وزراء، لن يخطب أمام الجمعية – المؤتمر السنوي الأكبر لزعماء يهود أمريكا الشمالية.
المبرر المبهر في بؤسه، والذي امتشق في الدقيقة الأخيرة، يتحدث عن اضطرارات الجدول الزمني. غير أن موعد الجمعية تقرر منذ سنوات، ومشاركته في تأكيد الترتيب رتبت قبل أشهر. أما السبب الحقيقي للإلغاء فهو رغبته في منع الإهانة التي تنطوي عليها المواجهة المباشرة مع المقاتلين من أجل الديمقراطية الذين سيتظاهرون في القاعة وخارجها. فقد بادر منظمو حركة الاحتجاج إلى حملة مبهرة من الإعلام في أوساط المندوبين، الذين يؤيد كثيرون منهم كفاحهم مثلما هم ملتزمون سواء بإسرائيل أم بالقيم الديمقراطية الليبرالية.
إن موقف نتنياهو الاستخفافي، الذي يقترب من العداء تجاه الأغلبية الليبرالية في أوساط يهود الولايات المتحدة معروف، وكانت آخر خطوة حقيرة له هي الاقتراح بتعيين “العنصرية الفخورة” النائبة ماي غولان، في منصب القنصل الإسرائيلي في نيويورك. أما الآن فيتبين بأنه لا ينجح في إيجاد الوقت لآلاف النشطاء من أكثر الموالين والملتزمين من بين يهود الشتات؛ وبالتوازي فقد وفرة من الوقت كي يمنح أكثر من دزينة مقابلات بالإنكليزية في التلفزيون الأمريكي بالكوابل – وابل إعلامي هدفه “شرح” الهجمة القضائية ومحاولة احتواء الأضرار الاقتصادية والإعلامية والسياسية التي تتسبب بها حكومته.
لقد كان نتنياهو يتمتع دوماً بمكانة أسطورية لزعيم ذي قدرة خطابية مبهرة. إنكليزيته الطليقة والواثقة جذبت سامعيه. غير أن كفاءاته الخطابية فقدت لمعانها. فالصحافيون الأمريكيون الذين يقابلونه لم يعودوا يقبلون نفيه لحجم حركة الاحتجاج، وكثيرون من يهود أمريكا الشمالية كفوا عن تصديق ادعاءاته. فهم يتذكرون المرات العديدة التي خان فيها ثقة اليهود غير الأرثوذكسيين، وركضه وراء الأوتوقراطيين وارتباطه باليمين المتطرف الكهاني الكريه.
ولما تعذر -خلافاً لاحتفال إضاءة المشاعل- فرض الرقابة على مظاهر احتجاج يهود الشتات في الجمعية العمومية واستبدالها ببث مسجل مسبقاً، فإنه ألقى الدعوة إلى سلة المهملات التي تحوي سمعته في كل ما يتعلق بالقسم الأكبر من يهود أمريكا الشمالية.