ترجمات عبرية

هآرتس: شحنات الأسلحة من صربيا إلى إسرائيل ارتفعت خلال الحرب على غزة

هآرتس 10-6-2024، اعداد آفي شراف وساشا درغفيلو: شحنات الأسلحة من صربيا إلى إسرائيل ارتفعت خلال الحرب على غزة

كانت الثانية ظهرا تقريباً حسب توقيت بلغراد، عندما سمعت صافرة أخذ صوتها في الارتفاع قرب مطار نيكولا تسلا.

بعض المصورين الهاوين الذين كانوا على المدرج، رفعوا عدسات الكاميرات ووثقوا طائرة الـ “بوينغ 707” القديمة، ذات المحركات الأربعة وتحدث ضجة كبيرة وتلوثاً للهواء، وهي تستعد للهبوط. “أي قصة كلاسيكية رائعة ونادرة”، كتب أحدهم في فيلم نشره على “يوتيوب”. كانت طائرة “رام 272” التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، التي هبطت في عاصمة صربيا بصورة استثنائية.

التاريخ 5 شباط. بعد مرور أربعة أشهر على نشوب الحرب في غزة. طائرة التزويد بالوقود القديمة بقيت على الأرض أربع ساعات بالضبط. بعد ذلك، حلقت في السماء الحمراء بسبب غروب الشمس الشتوي المدهش. من هناك، واصلت طريقها مباشرة إلى قاعدة “نفاتيم” قرب بئر السبع. وستعود إلى صربيا مرتين في الأشهر القادمة، كجزء من قطار جوي إلى إسرائيل.

تحقيق مشترك بين “هآرتس” وتجمع الباحثين في البلقان “بيرن”، كشف أن تصدير السلاح من صربيا إلى إسرائيل قفز منذ نشوب الحرب في غزة، في موازاة الهبوطات الاستثنائية لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي في صربيا.

ثمة معلومات رسمية تم الحصول عليها من سجل الضرائب والتصدير في صربيا، تظهر أن منتج السلاح الرسمي الرئيسي صدر لإسرائيل سلاحاً بمبلغ نصف مليون يورو في شباط. بعد شهر من ذلك، قفز المبلغ عندما تم عقد صفقة بمبلغ 14 مليون يورو في موازاة هبوط طائرتين عسكريتين إسرائيليتين في بلغراد. ازدادت المبيعات من صربيا رغم دعوات كثيرة في العالم، بما في ذلك دعوات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، من أجل وقف تصدير السلاح إلى إسرائيل، الذي يساعد على “الاستمرار في خرق القانون الدولي”.

هذا التحقيق الذي يرتكز إلى تحليل معطيات طيران علنية، شخص سبع طائرات عسكرية من صربيا إلى إسرائيل منذ تشرين الأول الماضي، ورحلة أخرى في طائرة لديها تصريح لنقل مواد متفجرة إلى إسرائيل.

إضافة إلى موضوع الأموال، لصربيا مكاسب جيوسياسية هنا. حسب أقوال بوسكو جيكسيتس، الخبير في السياسة الخارجية لصربيا، فإن الرئيس ألكسندر فيتسيس يستخدم صناعة السلاح في الدولة لتعزيز مكانته في الغرب. “لكن الإرساليات إلى إسرائيل قد تجعل صربيا شريكة في الإبادة الجماعية. زيادة التصدير إلى إسرائيل في الوقت الحالي لا تعتبر مصدراً للتفاخر والكرامة الوطنية”.

دعم إسرائيل بالأقوال والأفعال

في نهاية شباط، بعد بضعة أسابيع على الإرسالية الأولى، تحدث فوتشفيتش ورئيس الحكومة نتنياهو هاتفياً. في منشور في الانستغرام قال رئيس صربيا بأنهما تحدثا عن “استمرار الدفع قدماً بالعلاقات”. ظهر نتنياهو أكثر حماسة وغرد بأن “فوتشفيتش هو صديق حقيقي لإسرائيل. وقد شكرته على دعمه غير المشروط بالأقوال والأفعال”. بعد ثلاثة أسابيع، في 18 آذار، هبطت طائرة الـ “رام” الإسرائيلية مرة أخرى في بلغراد. وبعد أربع ساعات، أقلعت تحت جنح الظلام إلى “نفاتيم”. بعد 40 دقيقة على إقلاعها، هبطت هناك طائرة “هيركوليس” إسرائيلية تحمل الرقم 662. بيانات الضرائب في صربيا أظهرت أن منتجة السلاح الرسمية “اس.بي.دي.آر” قامت في ذلك الشهر بتصدير سلاح إلى إسرائيل بمبلغ 14 مليون يورو، المبلغ الأعلى منذ سنوات كثيرة.

بعد شهرين، في 26 أيار، هبطت ثلاث طائرات نقل إسرائيلية في بلغراد: الأولى تحمل الرقم 272، بعد أربع ساعات أقلعت، وبعد نصف ساعة هبطت طائرة هيركوليس تحمل الرقم 427، وعندما أقلعت، هبطت طائرة أخرى تحمل الرقم 662. هذه الطائرات الثلاث عادت إلى “نفاتيم”. بيانات الضرائب في صربيا لشهر أيار تدل على إرساليات سلاح أخرى لإسرائيل، بمبلغ 1.17 مليون يورو.

لم تعط الحكومة الصربية أي تفاصيل حول الإرساليات، ورفضت وزارة التجارة طلباً قدمته حرية المعلومات للحصول على تفاصيل عن السلاح الذي تم تزويده، بذريعة أن الأمر يتعلق بمعلومات “سرية جداً”.

منذ نشوب الحرب في غزة، هبطت في قاعدة “نفاتيم” التابعة لسلاح الجو حوالي 200 طائرة، نقلت إلى إسرائيل كمية خيالية من السلاح، لا سيما من مخازن الولايات المتحدة الاستراتيجية في أرجاء العالم، لتعويض الاستخدام غير المسبوق لمئات آلاف القذائف والصواريخ والقنابل وصواريخ الاعتراض ضد حماس وحزب الله.

كما نشرت “هآرتس”، فقد بدأت المدافع في غزة في مرحلة معينة من القتال، تستخدم القذائف للتدريب ومواد متفجرة هندية، خرجت من المصانع قبل 71 سنة، رغم أن فترة صلاحيتها 40 سنة. “كانت الأكياس ممزقة، لها رائحة كريهة، وازداد تمزقها عندما رفعناها”، قال أحد الجنود.

حسب أقوال فلادا رادولوفيتش، الخبير العسكري، فإن قذائف الـ 155 ملم التي تنتجها صربيا، عليها طلب كبير في العالم. “صربيا تبيع أنواع ذخائر للسلاح الخفيف والمتوسط والثقيل، بما في ذلك قذائف المدفعية التي تهم إسرائيل”. خبير عسكري آخر، طلب عدم ذكر اسمه، أشار إلى أن صربيا قد تبيع مواد متفجرة لإسرائيل، يتم تركيبها على السلاح الذي تنتجه البلاد.

تصدير السلاح من صربيا لإسرائيل قبل الحرب كان محدوداً. في السنة الماضية، صدر المصنع الرسمي “برفي بارتزان” سلاحاً لإسرائيل بمبلغ مليون يورو. والمنتج الخاص “أي.دي.برو” صدر سلاحاً بمبلغ ربع مليون يورو. ورد ذكر إسرائيل للمرة الأولى في سجل تصدير السلاح الصربي في 2020، في حينه تم إرسال “قنابل وصواريخ وقذائف وطوربيدات ومواد متفجرة وصواعق” بمبلغ نصف مليون يورو. بعض هذا السلاح استهدف الزبائن في السنغال وسلوفاكيا.

من قال إبادة جماعية؟

في السابق تدفق السلاح باتجاه معاكس. ووفقاً لتقارير كثيرة، أرسل السلاح الإسرائيلي إلى القوات الصربية أثناء الحرب البوسنية في الأعوام 1992 – 1995، مع خرق حظر الأمم المتحدة لتصدير السلاح إليها. في 2016 رفضت المحكمة العليا التماساً قدمه المحامي ايتي ماك والبروفيسور يئير اورون، من أجل الكشف عن معلومات حول تصدير السلاح من إسرائيل إلى يوغسلافيا السابقة.

قبل شهرين أجرى السفير الإسرائيلي في صربيا، ياهيل فيلان، مقابلة مع قناة الكرملين “سبوتنيك” قال فيها إن إسرائيل لا تعترف بالمذبحة في سربرنيتسا، حيث قتلت هناك القوات البوسنية والصربية 8 آلاف رجل وطفل مسلم، بأنها إبادة جماعية، خلافا لما قالته هيئة محكمة جرائم الحرب في المحكمة الدولية في لاهاي والمحاكم في البوسنة.

قبل أسبوعين كانت إسرائيل من بين الـ 22 دولة التي لم تشارك في التصويت في الجمعية العمومية على قرار تحديد يوم عالمي لذكرى الإبادة الجماعية في سربرنيتسا. صودق على الاقتراح بأغلبية 84 دولة مع و19 دولة ضد، و68 دولة امتنعت. رئيس صربيا فوتشفيتش أدان القرار “المنحاز سياسياً”، الذي سيفتح صندوقاً أسود، وقال: “ستواجهون عشرات الطلبات للاعتراف بإبادة جماعية”.

سلطات بلغراد ووسائل الإعلام المقربة منها فسرت خطوة إسرائيل في الأمم المتحدة كبادرة حسن نية لدعم صربيا، كما أوضح جيكسيتش، وقال إن “إسرائيل لن تعترف بالإبادة الجماعية في البوسنة حتى تستطيع حماية نفسها من تهمة تنفيذها إبادة جماعية في غزة”.

تحطم غامض في اليونان

باستثناء الرحلات الجوية الستة من بلغراد، تم توثيق رحلتين إسرائيليتين من مدينة نيش في جنوب صربيا منذ نشوب الحرب في غزة. في 28 كانون الأول، هبطت هناك طائرة هيركوليس إسرائيلية تحمل الرقم 420، وأقلعت بعد أربع ساعات متوجهة إلى “نفاتيم”. ظروف هذه الرحلة الجوية غامضة.

في 15 أيار الماضي، أقلعت من نيش إلى مطار بن غوريون طائرة نقل غريبة من نوع انتونوف 12. هذه الطائرة المسجلة في أوكرانيا باسم “يو.آر.سي.جي.في” حصلت في السابق من سلطات الطيران المدني في إسرائيل على مصادقة لنقل مواد متفجرة إلى إسرائيل. من غير الواضح ما الذي نقلته هذه الطائرة في الرحلة الحالية إلى إسرائيل.

مع ذلك، هذه الطائرة وطائرات أخرى من شرق أوروبا من نفس النوع، يتم بيعها لنقل مواد خطيرة، بما في ذلك السلاح. في تموز 2022 أقلعت طائرة انتونوف 12 أخرى من نيش إلى سلطنة عمان، وهي تحمل 12 طناً من الذخيرة من إنتاج صربيا، المخصصة كما يبدو لبنغلاديش. بعد ساعة تحطمت هذه الطائرة بانفجار كبير في مطار مفتوح في اليونان، وقتل طاقم الطائرة الثمانية. أسئلة كثيرة حول هذه الرحلة وحمولتها والانفجار لم يجب عنها بعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى