ترجمات عبرية

هآرتس – “شبيبة التلال” هم شباب صهاينة

هآرتس – بقلم  ايتي ماك – 13/4/2021

“شبيبة التلال” توجد داخل المنشور الصهيوني، وهي تنفذ بصورة عنيفة اساليب الطرد والعنصرية التي مارستها اسرائيل واليسار “.

البروفيسور رافي فالدن انضم في يوم الكارثة الى سلسلة يساريين صهاينة قرروا القيام بخطوة كبيرة واجراء مقارنة بين شبيبة التلال وجهات يمينية اخرى مع مجموعات وظواهر في المانيا في الثلاثينيات.

بدلا من أن يذهب بعيدا الى المانيا في سنوات سيطرة النازيين، كان من الافضل أن ينظر البروفيسور فالدن ببساطة في المرآة: اعضاء شبيبة التلال يوجدون في داخل المنشور الصهيوني، حتى لو كانوا في زاوية منه، ويطبقون بوسائل عنيفة الايديولوجيا الصهيونية التي يشارك فيها البروفيسور فالدن، ويطبقون ايضا اساليب الطرد والعنصرية التي للاسف تميزها على جانبي الخط الاخضر منذ اقامة دولة اسرائيل.

من قراءة مواد التحقيق مع اعضاء شبيبة التلال، سواء في الشرطة أو في الشباك، يبدو أنه لا توجد مسافة ايديولوجية كبيرة بين من تم التحقيق معهم وبين من يحققون معهم، الذين ينظر عدد منهم اليهم على أنهم شبيبة طلائعية.

على سبيل المثال، في أحد التحقيقات قال شخص يتم التحقيق معه بأنه سيقوم بدعوة المحقق لتناول القهوة في منزله. والمحقق رد بأنه سيكون مسرور بالقدوم. واشار امام المحقق معه بأن عليه التذكر بأنهما في نفس الجانب. وفي نهاية المطاف العرب هم العدو المشترك لهما. المحققون يحرصون على التأكيد أنهم هم أنفسهم يهود. وأن المشكلة مع شباب التلال هي أنهم يستخدمون العنف بصورة مستقلة. أحد المحققين اقترح أنه بدلا من القيام بعمليات مستقلة يجب على الشباب أن يتجندوا للجيش وهناك ينفذون نشاطاتهم.

ازاء التعامل بقفازات من حرير من قبل سلطات انفاذ القانون مع عنف شباب التلال والمستوطنين، الذي تم توثيقه في وسائل الاعلام وفي تقارير منظمات لحقوق الانسان مثل “يوجد حكم”، يصعب التصديق بأن الامر يتعلق فقط بتكتيك في التحقيق يستهدف خلق مظاهر من التعاطف تجعل من يتم التحقيق معهم يتعاونون مع المحققين. يبدو أن الامر هنا يتعلق بتعاطف صادق، يرافقه خلاف بالنسبة للوسائل التي اختيرت من اجل تحقيق الاهداف المشتركة. اللقاء بين قائد المنطقة الوسطى، تمير يدعي، وشباب التلال في بؤرة “معوز استر” هو أحد الامثلة الكثيرة. في “معوز استر” كان يعيش الشاب اوهافيا ساندك، الذي قتل في عملية ملاحقة للشرطة بعد الاشتباه بأنه شارك في رشق الحجارة على سيارات فلسطينية.

عندما صك البروفيسور يشعياهو لايفوفيتش مصطلح “اليهود النازيون” فقد مكن الجمهور الاسرائيلي اليهودي من الاستيقاظ وأن يشخص في داخله وجود عمليات تهدد نمو اليمين المتطرف، التي حدثت ايضا في دول اخرى بعد الحرب العالمية الثانية (هناك يسمون النازيون الجدد). ولكن في نفس الوقت مكن لايفوفيتش اليسار الصهيوني من أن يرفع عن نفسه أي مسؤولية وأن يبني سور فاصل مصطنع بينه وبين جمهور المستوطنين، النشطاء والايديولوجيين لليمين المتطرف.

الامر يشبه الوضع الذي فيه البيض في الولايات المتحدة سيقولون إنه فقط اصحاب المزارع كانوا هم المسؤولون عن العبودية وأنهم هم فقط استفادوا من ثمارها، أو أنه فقط من ضغطوا بالاصبع على الزناد كانوا هم المسؤولون عن “ابادة الشعب” للشعوب الاصلية. مفهوم أنه ليس لادعاءات كهذه أي اساس تاريخي وحقيقي.

مثال على ذلك هو مجموعات اليمين المتطرف في امريكا التي تسمى “براود بويز”. هذه المجموعة تم تشكيلها في 2016 وهي تعبير متطرف عن ايديولوجيا التفوق البيضاء التي ما زالت منتشرة في امريكا، وخلال الاربع سنوات جلس في البيت الابيض رئيس أيدها.

بصورة مشابهة، ورغم أن السياسة الرسمية في جنوب افريقيا كانت ابرتهايد، إلا أنه كانت في الدولة مجموعات من اليمين المتطرف الذين أخذوا هذه السياسة “خطوة الى الامام”، سواء عندما خدم الاعضاء فيها في قوات الامن أو في مليشيات “غير رسمية” وقاموا بعمليات ارهابية ضد سكان الاغلبية الافارقة.

سواء في جنوب افريقيا أو في الولايات المتحدة فقد تجذر الفهم بأن الطريق الى مواجهة حقيقية مع اليمين المتطرف هي بواسطة مواجهة صادقة مع ايديولوجيا الابرتهايد وتفوق البيض، وليس فقط بواسطة معالجة محددة لنشطاء اليمين المتطرف.

البروفيسور فالدن واليسار الصهيوني في اسرائيل يجب عليهم مواجهة، بصورة صادقة، الايديولوجيا الصهيونية ومعانيها، وليس فقط نشطاء اليمين المتطرف ومنظماته. مفهوم أن البروفيسور فالدن واليسار الصهيوني في اسرائيل لا يؤيدون اسلوب احراق اشجار وسيارات وبيوت الفلسطينيين، لكن يجب عليهم اجراء محاسبة للنفس. عليهم أن يفحصوا انفسهم وأن يروا هل دعمهم المباشر وغير المباشر للتفوق والامتيازات المعطاة لليهود – المشمولة داخل دولة اسرائيل وفي قوانين واحكام المحاكم، وداخل الضفة الغربية من خلال اوامر القائد العسكري وحكم المحكمة العليا – ليست هي نفس التربة والبيئة التي تسمح بنمو شبيبة التلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى