ترجمات عبرية

هآرتس: سيطرة حماس تضررت وسيطرة الجيش لم تكتمل

هآرتس 16-11-2023، بقلم: عاموس هرئيل: سيطرة حماس تضررت وسيطرة الجيش لم تكتمل 

استكملت فرقة 162 وفرقة 36 للجيش الإسرائيلي، صباح أمس (أول من أمس)، احتلال مخيم الشاطئ للاجئين في غرب مدينة غزة. في المكان ما زالت تجري المعارك في إطار عمليات التمشيط للعثور على «المخربين» والسلاح. لكن هذه الفرق التقت فعليا معا واستكملت تطويق مركز المدينة. رموز سلطة «حماس» تم المس بهم في العملية الإسرائيلية. أمس، ذكر هنا «المربع الأمني» لـ»حماس»، وهو المنطقة الرئيسة للمعسكرات في المدينة التي تم احتلالها. بعد ذلك تم احتلال مبنى البرلمان الذي كان يعود للسلطة الفلسطينية قبل احتلاله من قبل «حماس» بالقوة في 2007. التقطت كتيبة في لواء غولاني صورة في المبنى مع علم إسرائيل. وهناك شك إذا كانت «حماس» يمكنها في القريب استعادة رموز سلطتها المدنية في شمال القطاع.

قائد فرقة 162، العميد ايتسيك كوهين، قال، أمس، إن الجيش أوجد «شروطا تسمح بتفكيك القدرة العسكرية والإدارية لـ(حماس) في مدينة غزة». هو وقادة آخرون أيضا يعملون في شمال القطاع يتولد لديهم الانطباع بأن القتال يتقدم كما هو مخطط له. يعمل الجيش الإسرائيلي بصورة منهجية حول المستشفيات في غزة بتوجيه من رئيس الأركان هرتسي هليفي. تريد إسرائيل التأكيد على استخدام «حماس» الواسع للمستشفيات والفراغات التي توجد تحتها كقيادات وأماكن لتخبئة السلاح. أمس، قال البيت الأبيض، إنه توجد لديه معلومات استخبارية تؤكد اتهامات إسرائيل حول هذا الشأن.

أثارت عاصفة الشتاء التي وصلت إلى المنطقة أفكارا حزينة بدرجة معينة: إذا كان هناك أمر أكثر شدة من الحرب فهو الحرب في الشتاء. ولكن الأخطار التي سيتعرض لها الجنود الذين يعملون في القطاع لا تقتصر على حالة الطقس. بعد أسبوعين ونصف الأسبوع في أراضي غزة هناك خطر في أن تتحول القوات إلى قوات ثابتة اكثر، ولذلك فهي ستكون اكثر تعرضا للإصابة. التواجد الطويل يؤدي أحيانا إلى المس بالمعايير العملياتية، الذي يعرض القوات للإصابة. القادة يقلقون من كل التهديدات المحتملة وعلى رأسها إطلاق صواريخ مضادة للدروع وتفخيخ بيوت. في المنطقة المكتظة في مركز المدينة هناك حاجة إلى الحماية من إطلاق النار داخل المباني متعددة الطوابق. الكثير منها التي تضررت بسبب القصف ما زالت قائمة وهناك خوف من أن «حماس» قد أقامت فيها مواقع جديدة للقنص ولإطلاق صواريخ مضادة للدروع.

من ناحية عملية فإن الجيش ما زال حتى الآن لا يعمل في الأحياء التي تقع في شرق مدينة غزة ووسطها، وهو يواصل التركيز على الأنفاق في محاولة لبلورة حل ناجع لتدمير اسرع لها. وزير الدفاع، يوآف غالانت، يبث في الأيام الأخيرة التفاؤل حول نقطتين: القدرة على تسريع ضرب الأنفاق ووتيرة فقدان سيطرة «حماس» في شمال القطاع.

«حماس» وبحق لم تعد تسيطر، سياسيا ومدنيا، على هذه المنطقة. وبخصوص القدرة العسكرية يبدو أن اللواءين اللذين تستخدمهما «حماس» في شمال القطاع وفي مدينة غزة تضررا بشكل كبير، وأن سلسلة القيادة فيها تعمل فقط بشكل جزئي. الألوية الثلاثة الأخرى في مخيمات اللاجئين في وسط القطاع، خان يونس ورفح، تضررت فقط بشكل قليل وما زال يوجد فيها سلسلة القيادة والسيطرة. من بين الـ 24 قائد كتيبة والمنظومات الموازية لحجم «حماس»، نصفهم تقريبا قتلوا. مصادر فلسطينية نشرت، أمس، أنه منذ يوم السبت، فقد الاتصال مع احمد غندور، قائد لواء الشمال. وهو أحد القادة المخضرمين والكبار في الذراع العسكرية لـ»حماس»، وربما أنه قائد اللواء الثاني لـ»حماس» الذي قتل في الحرب بعد أيمن نوفل.

ضابط رفيع قال للصحيفة، إنه «في شمال القطاع (المخربون) يعملون الآن بشكل عام في مجموعات صغيرة نسبيا تبلغ 10 أشخاص. هم يقللون من القتال في الليل. في الفجر وبعد الصلاة هم يقومون بإطلاق حوامة في الجو لفحص ماذا تغير في تقديراتنا في محيطهم ويحاولون تنظيم هجوم محلي. إطلاق الصواريخ من شمال القطاع تقريبا توقف تماما. هناك إطلاق قليل نسبيا من الجنوب مع محاولة إطلاق صلية واحدة في اليوم نحو تل أبيب. بسبب إطلاق، أمس، أصيب ثلاثة أشخاص في منطقة تل أبيب الكبرى، أحدهم إصابته بالغة.

أبعاد الدمار في القطاع لا تظهر بشكل كامل في بث القنوات الإسرائيلية. الضباط في قيادات الفرق وفي قيادة المنطقة الجنوبية يصرون على أن الجيش الإسرائيلي «لم يأت لتسوية غزة، بل لهزيمة (حماس)». منذ دخول القوات إلى القطاع فإنه يتم استخدام النار الثقيلة من اجل حمايتهم، حتى بثمن المس بالمدنيين الفلسطينيين الذين يمكن أن يكونوا في منطقة قريبة. ولكن حسب أقوال الضباط فإنه لا يوجد هنا أي اعتبار للبحث عن الانتقام. «لا أحد هنا يشاهد الأفلام عن مذبحة 7 تشرين الأول من اجل أن يحصل على الإلهام لنشاطاتنا. استخدام النار يتم بشكل مهني».

ليس صدفياً

اعلن الجيش الإسرائيلي، أمس (أول من أمس)، عن موت مجندة، وهي المراقبة الشاويش نوعا مرتسيانو، بعد يوم على نشر «حماس» لفيلم ظهرت فيه وهي على قيد الحياة في أيدي رجال «حماس». في الجيش أشاروا إلى أن القول، إن مرتسيانو قتلت في القطاع لا يستند إلى الفيلم، واتهموا «حماس» بإدارة حرب نفسية قاسية ضد عائلات المخطوفين. في هذه الأثناء في ساحة أخرى نشر فيلم ظهرت فيه الباحثة الإسرائيلية اليزابيث تسوركوف وهي على قيد الحياة وتتحدث. تسوركوف تم اختطافها في العراق على يد ميليشيا شيعية مؤيدة لإيران قبل ثمانية اشهر. توقيت هذا النشر لا يبدو صدفيا. قيادة «حماس» طلبت، مؤخرا، من الميليشيات في العراق المساعدة في المعركة ضد إسرائيل. حالة تسوركوف هي حدث مأساوي آخر تم ابتلاعه في ضجة الحرب الشاملة.

الرئيس الأميركي، جو بايدن، قال، أمس، إنه يعتقد بأنه سيتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المخطوفين لدى «حماس». في «واشنطن بوست» نشر، هذه المرة نقلا عن مصادر إسرائيلية، أنه تقف على الأجندة صفقة لإطلاق سراح نحو 70 – 100 امرأة وطفل إسرائيليين من غزة مقابل إطلاق سراح نفس العدد من السجناء الفلسطينيين ووقف إطلاق النار لبضعة أيام في القطاع.

مصادر إسرائيلية تصف رئيس «حماس» في القطاع، يحيى السنوار، بالشخص الوحيد في الطرف الفلسطيني الذي سيقرر ما إذا كان سيتم التوصل إلى صفقة. يعمل السنوار على رأس مجموعة صغيرة ومتعصبة من الأعضاء المخضرمين في الذراع العسكرية، تشمل شقيقه محمد ومروان عيسى ومحمد ضيف. هذه هي المجموعة التي توجد فوق مستوى قادة الألوية في «حماس» وهي التي تملي سياسة المنظمة. قيادة المنظمة في الخارج تعمل بالأساس على نقل الرسائل من دول أخرى للسنوار ورجاله في القطاع.

يتبع السنوار خطا متصلبا في طلباته، لكن بعض المصادر تدعي أنه يتلوى في مواقفه حول إمكانية تنفيذ الصفقة. ورغم أنه من المرجح أن السنوار يعتقد أنه قد حقق انتصارا كبيرا، تاريخيا، على إسرائيل في الهجوم المفاجئ في 7 تشرين الأول، يبدو أن جزءا من الأحداث الأخيرة قد فاجأه. هذا يتعلق بالنزوح القسري تقريبا لمليون شخص من شمال القطاع إلى الجنوب وبموجة اغتيال كبار قادة «حماس» والصعوبة التي تواجهها الذراع العسكرية في العمل تحت ضغط الجيش الإسرائيلي.

الأخوان السنوار، مثل محمد ضيف، هم من مواليد مخيم خان يونس للاجئين. ويصعب التصديق بأنهم قد بقوا في شمال القطاع منذ اللحظة التي اقتحم فيها الجيش الإسرائيلي هذه المنطقة.

قضية لم تتم تسويتها

إلى جانب الأمل في التوصل إلى صفقة حول المخطوفين يبدو أن بايدن يفقد بالتدريج الصبر إزاء الأضرار التي تتسبب بها العملية الإسرائيلية في غزة، رغم أنه يتماهى بشكل كامل مع عدالتها. على المدى الأبعد فإن الرئيس يربط بشكل علني بين إخراج سلطة «حماس» من غزة وبين إعادة الدفع قدما باتفاق سياسي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وليس فقط أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لا يؤمن بذلك، بل هو أيضا يخاف من أن الجناح اليميني المتطرف سيقوم بتفكيك الحكومة من الداخل، إذا وافق على وقف سريع لإطلاق النار وإذا عاد إلى التفاوض مع السلطة الفلسطينية.

وزير الخارجية، إيلي كوهين، قدر بأن نافذة الزمن المتاحة لإسرائيل تقلصت إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. هذا بدرجة معينة هو التقدير الذي يسمع بهدوء في جهاز الأمن. الوزير غالانت يريد وقتا أطول من ذلك، وهو يؤيد توسيع العملية وتعميقها. وإذا لم يغير نيته فإن إسرائيل ستضطر إلى فحص إجراء تغيير في أسلوب العملية العسكرية. الإدارة الأميركية أوصت في السابق بإخراج القوات وبعد ذلك الانتقال إلى العمليات المركزة اكثر مثل الاقتحام المحدود زمنيا لأهداف «حماس».

ستكون مثل هذه العملية مقرونة بتسريح معظم الاحتياط. هذا جيد للاقتصاد، لكن تنطوي عليه أخطار. فغزة ستبقى قضية بدون حل، سواء بخصوص هزيمة «حماس» أو مصير المخطوفين. من غير الواضح أيضا كيف سيكون بالإمكان استقرار الحدود مع لبنان طالما أن هناك تهديدا مباشرا من قوة الرضوان التابعة لـ»حزب الله» والتي تنتشر قرب الحدود، وقد كشفت في الأسابيع الأخيرة عن نواياها. في بعض الدول الأوروبية يتعزز التقدير بأن الحرب لن تقتصر على قطاع غزة، وأنه يمكن أن تنزلق في نهاية المطاف إلى مواجهة، بقوة أكبر، بين إسرائيل و»حزب الله».

تهديد جديد نسبيا نسمعه أيضا من اليمن. فهناك قال رئيس الحكومة الحوثي، إن بلاده ستقوم بضرب السفن الإسرائيلية التي تمر في البحر الأحمر. إضافة إلى ذلك إطلاق الصواريخ والمسيرات نحو إيلات. أمس، اعترضت منظومة الـ»حيتس» صاروخا تم إطلاقه من اليمن في منطقة البحر الأحمر خارج حدود إسرائيل. أميركا تعتبر الحوثيين جزءا من الدائرة البعيدة للمواجهة، وهي تفضل أن تبقيها إسرائيل لنفسها كي تعالجها. ولكن يبدو أن الإدارة الأميركية سيكون عليها في القريب توضيح، بشكل اكبر، رسائلها لإيران، إذا كانت معنية حقا بمنع أي صدامات محلية من الانزلاق إلى حرب إقليمية

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى