ترجمات عبرية

هآرتس: سلسلة انجازات لبايدن، الحرب في غزة ليست واحدة منها

هآرتس – مقال – 22/8/2024، جدعون ليفي: سلسلة انجازات لبايدن، الحرب في غزة ليست واحدة منها

فقط بضع ساعات فصلت بين لقاء انطوني بلينكن مع نتنياهو في القدس وبين الخطاب الانفعالي والمثير للانطباع للرئيس الامريكي، جو بايدن، في مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو. لكن المسافة بين الامور التي يتوق اليها بايدن وبين استسلام وزير خارجيته، لا يمكن تخيلها. 

في شيكاغو وقف الرئيس الامريكي وضرب بشكل شديد ومقنع على الطاولة وقال بانفعال لا يميزه: “يجب التوصل الى انهاء الحرب، ويجب ادخال المزيد من المساعدات الانسانية الى قطاع غزة”. ولكن قبل بضع ساعات من ذلك عمل بلينكن بالضبط بشكل مختلف: تساوق مع نتنياهو، هذا الوسيط غير النزيه، وتسبب في استمرار الحرب، وأن فظائع غزة ستتواصل ولن يكون اتفاق لوقف اطلاق النار أو صفقة لتحرير المخطوفين. الخضوع الامريكي لنتنياهو أدى الى ذلك. المسافة بين خطاب بايدن وبين دبلوماسية بلينكن لم يكن بالامكان أن تكون أكبر واكثر ايلاما، ليس لأن وزير الخارجية الامريكي غير شريك في الاهداف السامية للرئيس جو بايدن، بل لأن ما حدث اثناء زيارته هنا لا يقل غرابة. فقد قالت اسرائيل ما يجب أن تكون عليه خطة الاتفاق بالنسبة لها، والولايات المتحدة اتفقت معها من اجل القول بأن اسرائيل وافقت، وكي يكون بالامكان اتهام حماس وضمان الهدوء حتى موعد الانتخابات في الولايات المتحدة.

لم يمر سوى يومين وغمامة التفاؤل التي نثرتها الولايات المتحدة تم استبدالها بالانباء عن انهيار المفاوضات. ربما أن امريكا ارادت الاتفاق، لكنها فعلت كل ما في استطاعتها كي لا يتحقق. ففي الوقت الذي كان فيه  الاتفاق عالقا في حلقها، لم يخطر ببالها أن تمارس الضغط الحقيقي على اسرائيل، بالافعال وليس بالاقوال. 

مرة اخرى يتم طرح السؤال الخالد تقريبا، الذي لا توجد له اجابة: ما الذي يحدث هنا؟ ما هو تفسير سلوك الولايات المتحدة المثير للدهشة؟ من هي الدولة العظمى هنا ومن هي الدولة المحمية؟.

إما أن امريكا لا تريد الحرب في غزة، وهي مصدومة من الكارثة فيها، في هذه الحالة هي تعرف جيدا ماذا يجب أن تفعل وكيف يمكنها الضغط على اسرائيل بالافعال، أو أنها تريد الحرب. حسب سلوكها امريكا تريد الحرب وتريد الابادة الجماعية. ايديها اصبحت ملطخة بالدماء في غزة، اليد هي يد اسرائيل ولكن السلاح هو من صنع امريكا، وكذلك ايضا الدعم الدبلوماسي بدون شروط وقيود.

جو بايدن ينهي ولايته بشكل مؤثر، وسيتم تذكره كشخص يحب الخير. هو ايضا يمكنه التفاخر بسلسلة انجازات، ولكن الحرب في القطاع ليست واحدة منها. هذه الحرب سيتم تذكرها في غير صالحه الى الأبد. كان يمكنه وقفها منذ فترة طويلة ولكنه لم يفعل ذلك، والآن ايضا حيث كل شيء اصبح ميئوسا منه هو يسمح لوزير خارجيته، انطوني بلينكن، بالخضوع لطلبات نتنياهو.

من يعارض الحرب لا يقوم بتسليح أحد الطرفين فيها. من يريد وقف الحرب الخطيرة وغير المبررة يقوم بوقف التزيد بالسلاح، أو على الاقل يشترطه بخطوات تؤدي الى وقفها. من يريد وقف الحرب لا يستخدم الفيتو من اجل الدفاع عن من يريد الاستمرار فيها الى الأبد. من يقوم بالتسليح والحماية يريد استمرار الحرب. الاقوال المؤثرة لبايدن، التي بالتأكيد كانت صادقة، ليست سوى قشرة ثوم عندما تكون هذه هي سياسة التسليح والمساعدة لادارته.

بلينكن كان يجب عليه التمسك بشكل حازم بالخطة الاصلية. الخطة الحالية، حسب ما نشر، تسمح لاسرائيل باستئناف القتال بعد هدنة قصيرة، بدون اطلاق سراح عشرات السجناء الفلسطينيين حسب ما تراه مناسب، والاهم من ذلك هو أنها لا تخرج الجيش الاسرائيلي من القطاع. لا يوجد اتفاق بدون كل ذلك. ولا يمكن مطالبة حماس بالموافقة على ذلك. هكذا لا يوقفون الحرب، بل يقومون بتأجيجها. هذا الامر مسجل على اسمك، سيدي الرئيس، لقد قمت بخيانة القيم السامية التي بالتأكيد تؤمن بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى