ترجمات عبرية

هآرتس: سكان قطاع غزة يشعرون أن العالم نسيهم

هآرتس 16/7/2024، جاكي خوري: سكان قطاع غزة يشعرون أن العالم نسيهم

في الوقت الذي يحاولون فيه في اسرائيل حل لغز مصير قائد الذراع العسكري في حماس محمد ضيف، وكيف سيؤثر الهجوم على المفاوضات حول صفقة اطلاق سراح المخطوفين، فان سكان قطاع غزة يرون الامور بشكل مختلف كليا، هذا ما يتضح من شهادات من القطاع. بالنسبة لهم فانه بعد تسعة اشهر من الحرب تواصل اسرائيل الهجوم بدون قيود، وهم تم تركهم لوحدهم.

“لم يعد أحد يتحدث عن عشرات القتلى، من بينهم نساء واطفال مع جثث محترقة”، قالت في محادثة مع هآرتس امرأة من مخيم النصيرات. “في الولايات المتحدة الأذن النازفة لترامب اكثر اهمية، في اوروبا اصبحوا ينشغلون بنتائج الانتخابات في فرنسا وبريطانيا، الاحتجاجات والمسيرات في اوروبا هي احداث في نهاية الاسبوع، ناهيك عن العالم العربي وحتى الضفة الغربية – هل أحد سمع عن احتجاج حقيقي يتجاوز الشعارات؟”.

حسب قول هذه المرأة فانه حتى قبل اسبوع كان شعور بأن هناك ضغط حقيقي لانهاء الحرب. “قبل بضعة ايام اخذت بناتي الى عند جارتي كي يلعبن مع حفيداتها. بدأنا نتحدث عن انهاء الحرب وكيفية العودة الى روتين الحياة بالتدريج. هي قالت لي: لا تقلقي، هذا سينتهي في القريب. أمس جارتي قتلت هي وحفيداتها بصاروخ اسرائيلي”، قالت وهي تبكي. “حياتها انتهت ولكن الحرب لم تنته. وعن ذلك لم يسمع أي أحد لأن اسمها ليس محمد ضيف”.

الانتقاد في اوساط سكان القطاع والشعور بأنهم تم تركهم لمصيرهم بدأ منذ بضعة اشهر في اعقاب عدم نجاح المجتمع الدولي في وقف الحرب. في الفترة الاخيرة هذا الشعور تعزز بشكل كبير في اعقاب الهجمات الشديدة في المواصي في خانيونس وفي جنوب القطاع وفي النصيرات في وسط القطاع وفي مخيم الشاطيء للاجئين في مدينة غزة.

الاهتمام الدولي، كما يشعر سكان القطاع، موجه لمصير الضيف، وبشكل أقل للثمن الذي دفعه السكان. “هذا الشعور يرافقنا منذ فترة، كل يوم ولا سيما في هذا الاسبوع شعرنا أكثر بذلك”، قال مصطفى ابراهيم، الباحث في المجتمع الفلسطيني والذي تم تهجيره من مدينة غزة الى دير البلح وبعد ذلك الى رفح. “بالنسبة للعالم العربي فانه توجد حرب في غزة، لذلك، هناك الكثير من التعبير عن الألم والتضامن في وسائل الاعلام، لكن ليس أكثر من ذلك. غزة بقيت لوحدها.

“في الضفة الغربية حتى مظاهرة أو مسيرة لم يعد يوجد، اذا لم تكن جنازة لشهيد بنار الجيش الاسرائيلي”، قال ابراهيم. “في العالم العربي تقريبا يوجد صمت. هنا وهناك في عمان توجد مظاهرة وفي صنعاء يخرجون في مظاهرة كبيرة في ايام الجمعة. ولكن واضح للجميع بأن هذا لا يتسبب بالضغط على أي أحد.  ولا نريد التحدث عن الانظمة العربية التي لم تعد تظهر أي اشارة للضغط على اسرائيل”.

حسب قوله الشعور هو ايضا القطيعة بين الفلسطينيين في قطاع غزة وبين القيادة في رام الله. اعلان مكتب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أول أمس، الذي القى بالمسؤولية الجزئية عن الهجوم في خانيونس على حماس، اعتبره سكان القطاع محاولة من قبل السلطة لزيادة الانقسام بدلا من دعم المواطنين. “الردود والمناوشات بين الفصائل التي جاءت في اعقاب ذلك تدل على عمق الازمة وعدم الثقة والشعور بخيبة أمل سكان القطاع من قيادة السلطة في رام الله”، قال.

في غزة يلاحظون ايضا تراجع الاهتمام الدولي، شرح سمير زقوت، نشيط في مركز “الميزان” لحقوق الانسان في القطاع. “قبل بضعة اشهر كان كل العالم يشخص بنظره الى غزة، مسيرات، اعتصامات، مظاهرات، في الجامعات وامام البرلمانات”، قال في مقابلة مع راديو “الشمس” في الناصرة. “كان هناك ضغط دولي وتغطية واسعة وحتى جلسات في محكمة العدل الدولية. في اسرائيل خافوا من اصدار اوامر اعتقال ضد نتنياهو وغالنت وغيرهما. أين كل ذلك الآن؟”، تساءل. “صحيح أنه توجد مسيرات، لكن كم وبحق هذا يؤثر ويغير شيء في الامر؟”. وحسب قوله فانه فقط في الاسبوع الاخير كان هناك “عشرات القتلى ومئات الجرحى وتدمير غير معقول وناس جائعين. بالنسبة لنا هذا ابادة حقيقية والجميع ينتظرون ويتعلقون بما سيقرر نتنياهو. ما بقي لنا هو انتظار انتهاء هذا الامر. الناس يخرجون الى الشوارع ويتجولون بين الانقاض وينتظرون مصيرهم، ربما تسقط قنبلة أو تأتي مساعدات جوية. لا يمكن معرفة ذلك”. 

اضافة الى ذلك قال زقوت بأنهم في القطاع يدركون أن الحرب ستنتهي في مرحلة معينة. “الموضوع هو كيف سيكون العالم بعد هذه الحرب”، اوضح. “على المدى القريب هذا يبدو أنه غير مهم، لكن على المدى البعيد المجتمع الدولي ظهر على حقيقته. تعريفات مثل قانون دولي وحقوق انسان وحقوق طفل، تم سحقها كل يوم بدون أي رد”، قال. “ايضا محكمة العدل الدولية تبين أنها اداة محدودة جدا، ومؤسسات الامم المتحدة ايضا على انواعها. صحيح أن السكرتير العام للامم المتحدث يتحدث ومجلس حقوق الانسان يتحدث وايضا مؤسسات مثل “الأونروا” ومنظمة الصحة العالمية، لكن كم هذا في الحقيقة يضغط على اسرائيل ونتنياهو؟ هذا يقتضي الضغط من الدول القوية في العالم، لكن في هذه الاثناء هذا لا يحدث. انظروا الى الدعم والضغط في اوكرانيا، أما في قطاع غزة، فليمت ويُدمر الفلسطينيون كل يوم. الجميع ينتظرون نتنياهو”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى