ترجمات عبرية

هآرتس – ستيفن سايمون يكتب – بالتعاون الإسرائيلي مع بايدن: هل يمكن تحييد إيران بالتحول من “الضغط بالحد الأقصى” إلى “الضغط الحكيم”؟

بقلم: ستيفن سايمون وآخرين – هآرتس 6/12/2020

للولايات المتحدة وإسرائيل مشكلتان بالنسبة لإيران: تدخلها في المنطقة وطموحاتها النووية. مقاربتهما الحالية التي أساسها تصفية ذوي المناصب الرفيعة وفرض العقوبات والانسحاب من الاتفاقات، لا تعطي أي نتائج، وبالطبع لن تثمر في المستقبل.

ولمعالجة نشاطات إيران الإقليمية، اغتالت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، في العراق. ولمعالجة المشكلة النووية، قتلت إسرائيل كما يبدو محسن فخري زادة، عالم الذرة الإيراني. صحيح أن تصفية مديرين ناجحين يثيرون الإلهام، مثل سليماني وفخري زادة، قد تؤدي إلى تراجعات تنظيمية، لكنها لا تحل المشكلة الأساسية.

موت سليماني لم يقلص تأثير إيران في العراق، لكنه أدى إلى قيام مليشيا شيعية بإطلاق صواريخ على بغداد. في حالة فخري زادة، فإن ديمقراطيين كثيرين في أمريكا يعتبرون تصفيته محاولة إسرائيلية لحياكة مؤامرة مع إدارة ترامب لمنع العودة إلى المفاوضات مع إيران. على المدى البعيد، ستصعب هذه الرؤية على الحفاظ على الأفضلية المعطاة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في كلا الحزبين. هذه التصفيات مشكوك فيها حتى من ناحية قانونية، وهي تخفض المنسوب لدول أخرى، التي ربما تريد الانضمام إلى اللعبة. ربما أضر “الضغط في الحد الأقصى” باقتصاد إيران، لكنه أيضاً أدى إلى استئناف مخزون المواد المشعة وتقصير الفترة الزمنية للوصول إلى القنبلة. هناك طريقة أفضل لمعالجة هذه المشكلات.

   يمكن للولايات المتحدة أن تعود إلى اتفاق الدول العظمى بشأن مشروع إيران النووي على فرض أن طاقم الرئيس المنتخب بايدن سينجح في إحضار زعماء من إيران إلى طاولة المفاوضات، التي ليس لديها الآن الكثير من الأسباب كي تثق بواشنطن. أطلق رئيس الحكومة نتنياهو رصاصة التحذير ضد هذا البرنامج، وسيكون في واشنطن المنقسمة تأثير لصوته، وقد يؤدي هذا إلى الشلل بدلاً من اتخاذ القرارات.

بالنسبة للأمن الإقليمي، سيكون من الأسهل تطبيق استراتيجية أخرى. سيتم هذا الأمر من خلال الاعتماد على المهارة المالية والتجارية للدول العربية، التي تستطيع التغلب على إيران في أي مكان تحاول الحصول فيه على موطئ قدم أو زيادة نفوذها. وبنظرة أمريكية وإسرائيلية، فإن تجنيد موارد عربية من أجل المنافسة مع إيران هو أمر عملي أكثر من استخدام القوة.

اتفاقات “إبراهيم” (مع البحرين والإمارات) واللقاء بين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تمنح إسرائيل قوة لإقناع شركائها العرب في إعطاء فرصة لمنافسة غير عسكرية مع إيران. لهذه الدول، خاصة الإمارات والسعودية، موارد لتعرض ثمناً أعلى من إيران في كل ساحة. إضافة إلى ذلك، فإنه مع فرع البناء القوي في مصر، والاحتكار الذي تحظى به إيران (أو تحاول تطويره) في العراق وسوريا ولبنان، سوف يتقلص.

إدارة ترامب التي اعتبرت العراق غطاء لإيران، واعتبرت سوريا أداة لخدمة إيران، واعتبرت لبنان عاملاً ليس ذا صلة، لم تكن قادرة على أن تفعل ذلك. إدارة جديدة تكون أقل تركيزاً على إلغاء التهديد الإيراني بالقوة وأكثر تركيزاً على إبعاد إيران عن العالم العربي، من شأنها أن تحقق أكثر مع مخاطرة أقل.

إن إدارة بايدن يمكنها أن تعيد تنظيم العقوبات، بحيث إن الدول العربية التي تريد البدء في إعادة البناء، ولديها الوسائل لذلك، يمكنها البدء في العمل. بدلاً من دفع سوريا الجائعة إلى أحضان إيران، فستدفع هذه المقاربة طهران إلى الهامش لأنه سيكون هناك بديل أفضل لدعمها. يمكن تطبيق هذه المقاربة في لبنان أيضاً؛ فبدلاً من مقاربة ترامب الذي اعتقد أن الطريقة الأفضل لتقييد نفوذ إيران في لبنان هي زيادة معاناة الشعب في لبنان وكأنه يمكنه أن يجرد حزب الله من سلاحه.

إيران ليست العدو الوحيد الذي يقتضي إعادة تفكير، فقد تبين أن تركيا عامل لعدم الاستقرار في المنطقة. لقد ساعدت إدارة ترامب المناورات العدائية لرجب طيب أردوغان وأعطت الضوء الأخضر لتركيا من أجل احتلال أجزاء كبيرة من سوريا ومهاجمة الأكراد الذين حاربوا مع الولايات المتحدة ضد داعش. ويجب التذكر بأن أردوغان أعطى ملجأ لرجال داعش.

مقاربة ترامب شجعت أنقرة على أن تتحول إلى لاعب هجوم في شرق البحر المتوسط (في الوقت الذي تهدد فيه حلفاء آخرين في الناتو، لا سيما اليونان)، وأن تشكل عاملاً في النزاع بين أذربيجان وأرمينيا. سيضطر بايدن إلى تجنيد تحالف عربي لقص أجنحة تركيا، إلى جانب البحث عن طرق لتشجيع ضبطها لنفسها عن طريق ضغط حلفائها في الناتو.

تغيير هذه السياسة لن يحل كل مشكلات المنطقة؛ فالفلسطينيون سيظلون في انعزالهم، والمعارضة السياسية في كل دول المنطقة ستبقى في خطر، ولن يكون في متناول الكثيرين أمن اقتصادي وبيئي. وما زالت هناك حاجة إلى العثور على طرق للتقدم مع الفلسطينيين ودفع مصر لإعادة الحريات المدنية. أما السعودية فيجب أن توقف هجماتها على من لا يحاربون في اليمن، ويجب التفاوض على عملية الانتقال السياسي في سوريا. بالنسبة للولايات المتحدة على الأقل، ستظل هذه الأهداف مهمة.

ولكن أي استراتيجية جديدة للدفع قدماً بتعاون عربي واندماج أكبر لإسرائيل في محيطها، قد تساهم في تقليص الأزمة وتحسين مستوى الحياة – أو على الأقل القدرة على البقاء – لمن تضرروا من الحرب الأهلية في سوريا وتفكك الدولة.

بدلاً من مواصلة استخدام “ضغط بالحد الأعلى”، يجب على الولايات المتحدة وإسرائيل اختيار “الضغط الحكيم” – ومنافسة غير عنيفة تتم بواسطة دول عربية في المنطقة، كل ذلك لن يحول القوة إلى أمر غير ذي صلة، لكن بدلاً من التطرف الإيراني والإسلامي الذي سيملأ الفراغ الذي سيتركه انهيار الدول في المنطقة، يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل مساعدة الدول العربية للعب دور بناء من أجل بناء ميزان قوى قابل للحياة وإعادة تشكيل الشرق الأوسط بصورة أفضل بعد الربيع العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى