ترجمات عبرية

هآرتس – سامي بيرتس يكتب – اسرائيل تنتظر بينيت

هآرتس – بقلم  سامي بيرتس – 24/3/2021

الامر متروك لبينيت، هل سيكون هو الذي سيحرر النظام السياسي من قبضة نتنياهو الخانقة أم هو الذي سيحرر حكومة نتنياهو من قبضة بن غبير. فقط الاحتمال الاول سيضعه في نادي الكبار “.

سنة صادمة من ازمة الكورونا تضمنت آلاف الوفيات ومعدلات اصابة من اعلى الاصابات في العالم ونسبة بطالة ضخمة وانهيار عشرات آلاف المصالح التجارية وعملية تطعيم مثيرة للانطباع – لم تنجح في كسر التعادل في الخارطة السياسية. حتى لو أن النتائج الحقيقية ستمنح اغلبية بسيطة لحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، فان هذا لا يضمن حكومة مستقرة وآمنة لاربع سنوات. اسرائيل عالقة في ازمة سياسية عميقة حتى بعد الجولة الانتخابية الرابعة.

خلافا للانتخابات السابقة التي تم اجراءها قبل سنة، والتي تميزت بالتحالفات، فان الانتخابات الحالية تتميز بالانقسامات. في اليمين الصهيونية الدينية انقسمت الى حزبين برئاسة نفتالي بينيت وبتسلئيل سموتريتش. وفي الوسط – يسار حزب ازرق ابيض انقسم الى قسمين (يوجد مستقبل وازرق ابيض)، ايضا العمل وميرتس اللذين تنافسا بصورة منفصلة. ايضا لدى العرب تنافست قائمتان هذه المرة بعد الانقسام في القائمة المشتركة – هذا هو القطاع الوحيد الذي دفع ثمن الانقسام لأن راعم، كما يبدو، لم يجتز نسبة الحسم حسب العينات التلفزيونية.

ولكن هذا الخلط للاوراق لم يؤد الى اختراقة. اذا لم يصب بني غانتس وافيغدور ليبرمان وجدعون ساعر بالجنون فجأة، وقرروا خرق وعودهم الانتخابية وتتويج نتنياهو، فمن الصعب رؤية كيف سنخرج من هذه الورطة. في سيناريو فيه يوجد لنتنياهو 61 مقعد، فان بينيت سيمسك بمفتاح تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو. قوته ستنبع من درجة اخلاص الذين تعهدوا بعدم الجلوس مع نتنياهو. في هذا الوضع سيجد بينيت نفسه في منافسة ثنائية للصهيونية الدينية على اقسامها وتشعباتها داخل حكومة نتنياهو في دور اليساري والليبرالي والرسمي في الصهيونية الدينية. ومن المشكوك فيه أن يتوق الى هذا التقسيم، بالتأكيد عندما تكون خبرة نتنياهو هي في “فرق تسد” ومحاولة تحريضه على اصدقائه في نفس القطاع.

من الصعب رؤية في هذه الاثناء سيناريو فيه رئيس الحكومة ليس نتنياهو، لكن السيناريو الذي يكون فيه نتنياهو هو رئيس الحكومة بالتأكيد، ما زال بعيد جدا. ورغم نجاح عملية التطعيمات والتوقيت الناجح للخروج من ازمة الكورونا والجهود الهستيرية لنتنياهو الذي عمل بصعوبة اكثر من الذين يتفاخرون باستبداله، إلا أنه لم يتم التوصل الى حسم واضح. الانجازات البسيطة لبينيت وساعر بالنسبة للاستطلاعات السابقة التي تنبأت لهما بعشرين مقعد تدل على أن اليمين يتمسك بنتنياهو وهو غير مستعد لاستبدال الورديات. لديهم السياسة هي هواية، أما لديه فهي مهنة. لديهم هذا خيار، أما لديه فهو استحواذ. هم ليسوا ملزمين، أما هو فملزم. هو يحارب على حياته. فحص لشركة يفعات لابحاث الاعلان اظهر أنه في الشهر الاخير قبل الانتخابات كان عدد ظهورات نتنياهو في التلفاز والراديو ضعف عدد ظهورات خصومه الثلاثة، لبيد وساعر وبينيت معا.

بينيت يمكن أن يكون الذي سيتوج نتنياهو، لكنه الوحيد الذي يستطيع أن يقوم بازاحة رئيس الحكومة اذا انضم لكتلة معارضيه. النتائج الحقيقية يمكن أن تضعه في الايام القريبة القادمة امام اختيار استراتيجي – هل سيفعل كل ما في استطاعته من اجل استبدال نتنياهو في مرحلة اولى من اجل تحرير النظام السياسي من الورطة التي علق فيها؟ هو يمكن أن يدفع ثمن شخصي في قطاعه بسبب اسقاط نتنياهو، لكن كي يمهد طريقه للتيار الرئيسي في الجمهور الاسرائيلي وكي يبني نفسه كرئيس حكومة مستقبلي.

اذا حكمنا على الامور حسب سلوكه في الحملة فمن الصعب رؤيته يصمد أمام الضغط الذي سيستخدمه نتنياهو لمنع تحقق هذا السيناريو. ولكن الآن هذه لا تعتبر حملة، بل هي وقت الجدية. حكومة 61 مقعد يشارك فيها اعضاء اليمين المتطرف، ايتمار بن غبير وآفي معوز، ستوفر لبينيت دور الكابح لمبادرات هستيرية لليمين وللاصوليين. هذا هو خيار بينيت – هل سيكون هو الذي سيحرر النظام السياسي من قبضة نتنياهو الخانقة أم هو الذي سيحرر حكومة نتنياهو من قبضة بن غبير. فقط الاحتمال الاول سيضعه في نادي الكبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى