ترجمات عبرية

هآرتس – ساعر هو المسؤول الرئيسي

هآرتس – بقلم  الوف بن – 7/4/2021

خلال الحملة الانتخابية وعد ساعر بأمل جديد وطرح تغيير الحكم باعتباره المهمة الوطنية الاكثر اهمية. ولكن هذا الأمل صمد لمدة اسبوعين فقط. فماذا يمكننا الاستنتاج من ذلك “.

بنيامين نتنياهو سجل لنفسه انتصار آخر: بعد اسبوعين على الانتخابات فان التفويض لتشكيل الحكومة موجود بحوزته، رغم أنه لم يحصل على الاغلبية في صناديق الاقتراع. ربما هو لن ينجح في مهمته واسرائيل ستذهب الى انتخابات خامسة في الخريف القادم. ولكن في هذه الاثناء لا يوجد شخص آخر يمكن أن يحل محله، ونتنياهو سيبقى. فقد بقي رئيسا للحكومة ولديه المقر في بلفور والقافلة المحمية والسيطرة على الدولة.

هناك مسؤول واضح عن انجاز نتنياهو وهو جدعون ساعر الذي رفض التوصية بيئير لبيد لتشكيل الحكومة، وضمن بذلك منح تفويض الرئيس لنتنياهو. ساعر وعد بـ “أمل جديد” وتحدث عن تغيير الحكم باعتبار ذلك المهمة الوطنية الاكثر اهمية. أمله صمد اسبوعين بالضبط. وفي لحظة الحقيقة انهار. ورغم أنه لم يستجب بعد لمغازلة نتنياهو ودعوته له بالعودة لليكود، لم يتجرأ على الانتقال الى الطرف الآخر واعطاء المفاتيح لكتلة اليسار برئاسة لبيد. ساعر لم يعشق فجأة رئيس الحكومة، وهو بالتأكيد لا يشتاق الى الاهانة التي تعرض لها من قبله، لكن الاشمئزاز من نتنياهو غير كاف لسياسي يميني، ومن يصوتون له من اليمن، للوقوف في نفس الجهة مع القائمة المشتركة.

نفس الشيء حدث بعد انتخابات ايلول 2019. احزاب “فقط ليس بيبي” حصلت في حينه على اغلبية ساحقة، 65 مقعد، لكنها لم تنجح في ترجمة نتائج التصويت الى انجاز سياسي لأن افيغدور ليبرمان خشي من الارتباط مع القائمة المشتركة. والى أن قام ليبرمان بتليين موقفه في انتخابات آذار 2020، هذه الاغلبية تقلصت والمنشقون وسارقو الاصوات حطموا المعسكر وانضموا لنتنياهو. من هذه الاحزاب يمكن استخلاص عدة استنتاجات:

1- لا يوجد شيء يسمى “كتلة التغيير” أو كتلة “فقط ليس بيبي” أو أي اسم آخر يخترعونه له، بل توجد مجموعة من الاحزاب التي تتحفظ من نتنياهو، لكن من المهم لها تمثيل مبادئها وناخبيها اكثر من استبدال الحاكم. في الوضع السياسي في اسرائيل لا يمكن الربط بين القائمة المشتركة واحزاب اليمين. الاشمئزاز المشترك من نتنياهو لا يكفي من اجل جسر الفجوة الكبيرة التي توجد بين هذين الطرفين السياسيين. حتى تقلص القائمة المشتركة في الانتخابات الاخيرة من 15 مقعد الى 6 مقاعد، لم يغير النتيجة السياسية وهي أن اعضاء راعم الاربعة اوضحوا مسبقا بأنهم لن يقوموا بالتوصية بلبيد. ولكن تمت مواجهتهم بمعارضة صريحة للتعاون فقط من الصهيونية الدينية. واحزاب اليمين الاخرى حافظت على ضبابية بالنسبة للحركة الاسلامية.

2– لا توجد أي اهمية للحب والكراهية بين السياسيين. هذه الامور توفر العمل والاهتمام للصحافيين والمستشارين والمتحدثين والمساعدين ورجال الاعلانات في هذه الاحزاب وموظفي لجنة الانتخابات المركزية المسؤولين عن طباعة بطاقات الاقتراع. في لحظة الحسم الايديولوجيا هي التي تقرر وليس الاحاسيس. لا يوجد أدنى شك بأن رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، لا يطيق نتنياهو، وهو يعارض ما يمثله رئيس الحكومة ويعبر عنه. مع ذلك، في لحظة الحسم ريفلين فضل الامتثال لمبادئه والعمل طبقا لما هو مكتوب في القانون واعطاء التفويض بسرعة لنتنياهو، بدلا من أن يستقيل احتجاجا أو الاعلان عن الرفض واحداث ازمة دستورية. العقوبة كما يبدو لرئيس الحكومة، الذي حصل على التفويض بدون التقاط الصور في مقر الرئيس، لا تغير أي شيء. بالاجمال، وفروا على نتنياهو موقف غير ضروري.

3- لا توجد لنتنياهو اغلبية في اوساط الجمهور، لكنه لا يحتاج الى اغلبية كي يحكم. تكفيه اقلية متكتلة تقف من خلفه من اجل البقاء في بلفور. وفي كل مرة يمكنه أن يمد فترة وجوده على رأس حكومة انتقالية أو “حكومة خاصة” قام بتشكيلها مع بني غانتس. ساعر ترك الليكود وشكل حزبه مع وعد بتغيير هذا الواقع، لكنه فشل. والآن انتهى الاحتفال وبقيت فقط المناورات المؤذية التي تكمن لنتنياهو، اذا فشل في تشكيل الحكومة وتم اعطاء التفويض لبينيت أو لبيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى