ترجمات عبرية

هآرتس: زهران ممداني يعارض عنف المستوطنين، هذا أمر صادم

هآرتس 4/11/2025، يوعنا غونين: زهران ممداني يعارض عنف المستوطنين، هذا أمر صادم

 إسرائيل، صورة الوضع: الحكومة تحطم سلطة القانون، مستوطنون مسلحون يحرقون القرى، الشرطة أصبحت مليشيا تلاحق معارضي النظام، الفساد ينتشر في كل الارجاء. ولكن اذا حكمنا على الأمور حسب وسائل الاعلام فان التهديد الأكبر على وجودنا، وعلى حضارة الغرب كلها، هو زهران ممداني، المرشح الديمقراطي الاشتراكي الذي يتوقع أن يتم انتخابه اليوم لرئاسة بلدية نيويورك. من كان يصدق ان “محور الشر” المشهور هو في الواقع خطوط مواصلات مجانية بين بروكلين وكوينس.

 في الاستوديوهات وفي الشبكات الاجتماعية دخلوا اول امس في حالة ذعر شامل في اعقاب دعاية انتخابية تحدث فيها ممداني باللغة العربية (لغة يحيى السنوار!). لا يهم ان المواضيع التي تطرق اليها كانت غلاء المعيشة والقطط اللطيفة. في برنامج “بلاد رائعة”، الذي منذ زمن فقد القدرة على الانتقاد وتحول الى بوجي هرتسوغ في البرامج الساخرة، تم عرض مشهد محرج، يصور فيه ممداني على أنه مؤيد للارهاب ويتملق اليهود، وصدر عنه قول “أنا أحب حماس”، بدلا من قول “أنا أحب الحمص”.

 عندما عبر براك أوباما في هذا الأسبوع عن دعمه لممداني في كل برامج الواقع في القناة 12 – ليس في قناة يانون ميغل – بدأوا في التعامل مع الرئيس السابق كـ “براك حسين أوباما”، مع التأكيد على حسين.

 ممداني يتم عرضه مثل كاريكاتير شخص لاسامي، لانه مسلم عبر عن معارضته الشديدة للاحتلال واعتبر ما يحدث في قطاع غزة “حرب إبادة جماعية”. “أنا ساكون رئيس بلدية، ليس فقط يدافع عن سكان نيويورك اليهود، بل أيضا ساحتفل معهم واقدرهم”. وقد اعلن قبل أسبوعين، وتعهد بزيادة 80 في المئة الميزانية لمنع جرائم الكراهية. ولكن من يهمه ذلك عندما يوجد فيلم من تموز 2023، الذي دعا فيه الى وقف تمويل “عنف المستوطنين”. هذا صادم!. لانه في نهاية المطاف أن تحب إسرائيل يعني ان تحب المذابح الأسبوعية لفتيان التلال الذين يدمرونها من الداخل. ليس هذا فقط، بل هم يهددوننا، هو أيضا قال بانه سيامر باعتقال بنيامين نتنياهو اذا هبط في نيويورك. واذا حدث ذلك فهل هو امر سيء؟ هذا هو الحلم الجديد لمعظم الجمهور في إسرائيل. بعد ذلك كيف يقولون في الوسط السياسي: تعالوا لنركز على ما يوحدنا وليس على ما يفرقنا.

 الأيام ستخبرنا اذا كان ممداني سيكون رئيس بلدية ناجح. المؤكد هو انه ادار احدى الحملات التي هي اكثر اثارة للامل، التي شوهدت في المدينة منذ زمن بعيد. “أبناء نيويورك يعرفون بالضبط ماذا اقترح”، شرح في”نيويورك تايمز” حماسته. “الناس يوقفوني في الشارع ويصرخون، حافلات بالمجان. أو تجميد أسعار الشقق، وهذا يعني اننا نقوم ببناء حركة حول سياسة، وليس حول شخص”. سيكون من اللطيف لو انهم في إسرائيل يتعلمون منه كيف يركزون على البرنامج السياسي بدلا من التركيز على الشخص – الميل الذي تحول الى مرض خبيث لسياستنا.

 في الأصل لا يبدو ان بلادنا الصغيرة ستكون على راس اهتماماته. مع كل الاحترام لتاريخ الإسرائيليين المقتنعين بان العالم يدور حولهم – ممداني يهتم اكثر بأطفال الرياض في منهاتن اكثر من اهتمامه بالأطفال الذين يتربون في الكنيست.

 في كل الحالات، هذا بالتحديد ممتاز لإسرائيل، حيث ان العالم سيتوقف عن تجاهل سلوكها المتوحش ويبدأ بمطالبتها بتحمل مسؤولية افعالها. فقط الضغط الدولي على الحكومة نجح في ان يؤدي الى إعادة المخطوفين وانهاء الحرب. وفقط هذا الضغط يمكن ان ينقذنا من الهاوية التي تدفعنا نحوها.

 زهران ممداني غير خطير على إسرائيل، بل هو خطير على الكذب الذي تكذبه إسرائيل على نفسها. الحقيقة هي انه بدون حرية وامن للجميع لن تكون حياة جيدة لأي طرف. فقط المزيد من الموت، والمزيد من الخراب، والمزيد من الأجيال الجديدة التي تخوفنا من تهديدات مزعومة، من اجل أن لا نضطر الى مواجهة الواقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى