ترجمات عبرية

هآرتس – زهافا غلئون  – المشكلة ليست الشباك، بل الشرطة

هآرتس – بقلم  زهافا غلئون  – 11/10/2021

” اذا قمنا بالقضاء على منظمات الجريمة وفككنا المجتمع العربي فسنخسر. يجب على الشرطة أن تتولى المسؤولية الاساسية عن هذه المكافحة وليس الشباك. ولكن يجب أن يكون لدينا جهاز شرطة جديد يتولى هذه المهمة “.

عدد من المفتشين العامين وكبار الضباط المتقاعدين في الشرطة قاموا في الاسبوع الماضي بالمناورة المعروفة باسم “الانسحاب الفرنسي”، وطلبوا نقل معالجة الجريمة في المجتمع العربي من الشرطة للشباك، مثلما اقترح رئيس الحكومة ووزير الامن الداخلي والمفتش العام للشرطة. وقالوا إن الشرطة لا يمكنها التعامل مع هذه الازمة: “ليقم أحد آخر بعلاجها”. 

الحديث يدور حول فكرة مدحوضة لا اساس لها، لسبب بسيط “من اجل القضاء على الجريمة هناك حاجة الى تعاون السكان. الشباك هو المضطهد المخضرم للفلسطينيين مواطني اسرائيل. في الخمسينيات اعتاد آيسر هرئيل، رئيس الشباك الاول، على المشاركة في جلسات قيادة مباي. الشباك قام بزرع عملاء في المجتمع العربي من اجل تفكيكه، وتورط في عملية وضع اليد على الاراضي في فترة الحكم العسكري. ربما أن اليهود لا يذكرون ذلك، توجد لنا ذاكرة سمكة ذهبية، لكن العرب يذكرون ذلك جيدا.

حتى في مكافحة الجريمة يجب الحرص على حقوق الانسان والمواطن. الجهة الاخيرة القادرة على ذلك هي الشباك، الذي سيستورد لاسرائيل الاساليب التي يستخدمها في المناطق. واشراك الشباك في مكافحة الجريمة في المجتمع العربي هو خطوة غير قانونية وخطيرة، ستحول الدولة الى دولة ديمقراطية تستخدم جهاز الامن فيها ضد مواطنيها. معنى هذه الخطوة هو الاضرار الكبير بالمجتمع العربي. من الجيد أن المستشار القانوني للحكومة اعلن، في اعقاب طلب من جمعية حقوق المواطن، بأن صلاحيات الشباك لن يتم توسيعها لمعالجة الجريمة في المجتمع العربي. 

لكن المشكلة تقع بدرجة اقل على الشباك وبدرجة اكبر على الشرطة. ما الذي يقوله الضباط الكبار في الشرطة؟ أنهم تسلموا جهاز اشكالي وتركوه جهاز فاشل. في نهاية المطاف الجريمة في الوسط العربي ليست بالضبط ظاهرة جديدة. فعندما كانوا في وظائفهم حرصوا على تجاهلها وسمحوا لهذا الوحش بالنمو بهدوء. اعضاء كنيست عرب حذروا في الوقت الحقيقي واشاروا الى الاخطار وشرحوا ما اختلط علينا. الضباط الكبار في الشرطة فضلوا تجاهل ذلك. الجنرالات في الشرطة والمفتشون العامون لم يكونوا وحدهم في عملية تدمير الشرطة. سلسلة من الحكومات، بدءا بحكومة اريك شارون، قاموا بتجفيفها، وبالاساس أجهزة التحقيق فيها. الشرطة في نهاية المطاف اضطرت الى التحقيق مع بعض رؤساء الحكومة. النتيجة هي جهاز مع نسبة مدهشة من الفشل في التحقيق في عمليات القتل، 50 في المئة من العمليات لم يتم حل لغزها. يمكن الافتراض أن “مجرد” جريمة لا تنتهي بالقتل يتم التحقيق فيها بدرجة اقل. 

مكافحة الجريمة في المجتمع العربي لن تكون سهلة. يجب علينا تجنب سكب الطفل مع المياه، اذا قمنا بانهاء منظمات الجريمة وفككنا المجتمع العربي نكون قد خسرنا. المكافحة يجب أن تكون من قبل الشرطة، يدا بيد مع الجمهور. نحن بحاجة الى محققين اذكياء ويتحلون بالجرأة والصبر. وقد كان لنا ذات يوم مثل هؤلاء المحققين. بنيامين زيغل، رعب اصحاب الياقات البيضاء، كشف سلسلة من الجرائم الاقتصادية. والجريمة الاقتصادية هي جزء من المكافحة هنا. عائلات الجريمة في الوسط العربي غارقة فيها حتى العنق. نحن بحاجة الى رجال في الميدان يعرفون كيفية التحدث بنفس المستوى مع ضحايا الابتزاز والتهديد ويمكنهم حمايتهم. باختصار، نحن بحاجة الى شرطة جديدة.

يا عومر بارليف، هذا هو التحدي الكبير الذي يواجهك. نضال متزامن مع غرائز الشرطة والمالية. أنا اؤمن بأنك ستنجح في ذلك وعلى ثقة من أنهم سيتذكرونك. وإلا فأنت ستكون مثل الوزراء السابقين في وزارة الامن الداخلي. من الذي يتذكرهم؟ يجب أن تعود الى زيغل الذي قال بأن الشجاعة المدنية “اصعب ورمادية اكثر” من الشجاعة العسكرية. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى