ترجمات عبرية

هآرتس – زهافا غلئون – اعتداءات المستوطنين تزداد ومحظور التحدث عنها

هآرتس – بقلم  زهافا غلئون – 20/12/2021

اعتداءات المستوطنين تزداد باستمرار ومحظور على وسائل الاعلام التحدث عنها. وهذا العنف له هدف استراتيجي محدد وهو ابعاد الفلسطينيين عن اراضيهم وبعد ذلك مصادرتها واعتبارها اراضي دولة “.

بعد فترة قصيرة على عملية القتل الفظيعة ليهودا ديمنتمن في الاسبوع الماضي بدأ المستوطنون في ارتكاب المذابح. البارز منها كان في قرية قريوت، حيث تنكر حوالي عشرين مستوطن بالزي العسكري ودخلوا الى بيت عائلة مقبل. وقاموا بالاعتداء بالعصي والمواسير على وائل، الذي يتلقى العلاج الآن في مستشفى رفيديا. زوجته سميحة تمت مهاجمتها بغاز الفلفل. المشاغبون تسببوا بأضرار كبيرة للبيت وقاموا بتحطيم سيارة العائلة وتراكتور صغير. اعتداءات اخرى تم تنفيذها في جميع ارجاء الضفة. الجيش الاسرائيلي، كالعادة، لم يكن هناك رغم أن الضفة مليئة بالكاميرات والمجسات.

في سنوات سابقة استغل المستوطنون الاعتداء عليهم من اجل توسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية. وهذا ما فعلوه في هذه المرة ايضا. الياهو ليفمان، رئيس مجلس كريات اربع طلب من المستوطنين اقامة بؤرة استيطانية غير قانونية جديدة. هذا الامر لم نشاهده حتى الآن، رئيس مجلس يقوم علنا باقامة بؤرة استيطانية غير قانونية في حدود مجلسه. من الجدير الاشارة الى أن ليفمان لم يتم اعتقاله، وعلى الارجح هو لن يعتقل. احتمالية أن يتم تقديم من يرتكبون المذابح، الذين تطاولوا مؤخرا، للمحاكمة، مثلما تعلمنا التجربة، هي احتمالية ضعيفة جدا.

في بداية الاسبوع الماضي ثارت البلاد بعد أن تحدث وزير الامن الداخلي، عومر بارليف، عن عنف المستوطنين وكأنه ظاهرة قائمة. وزيرة الداخلية اييلت شكيد قامت بادانته. ووزير الحكومة نفتالي بينيت قام بتوبيخه وقال بأن المستوطنين هم “السور الواقي لنا جميعا”. وفي المجلس الاقليمي شومرون يحاولون القاء المسؤولية عليه على قتل ديمنتمن وغيره.

اذا تم في المرات السابقة استغلال الاضرار بالمستوطنين من اجل توسيع المستوطنات، احيانا من خلال رفض دفن الجثة الى أن يتم توسيع المستوطنة، فانه الآن يتم استغلاله من اجل نفي عنف المستوطنين الموثق بشكل جيد. وهذه ظاهرة لا تتحدث عنها وسائل الاعلام.

وسائل الاعلام جميعها تقوم بانتقاء المعلومات المقدمة للجمهور. الون بن دافيد من “اخبار 13” قال في منتهى السبت بأن 75 فلسطيني قتلوا في الضفة الغربية منذ عملية حارس الاسوار، لكنه هو واصدقاءه تجنبوا نشر ذلك لأن المجتمع اليهودي لا يهتم بذلك. نسبة العمليات الارهابية لليهود ترتفع في السنتين الاخيرتين، حسب معطيات الجيش الاسرائيلي التي هي جزئية فان هذه العمليات تضاعفت. اذا كان المهاجمون قد هاجموا حتى السنوات الاخيرة بالاساس اطراف القرى والاراضي الزراعية والمراعي فانهم الآن يدخلون الى مراكز القرى ويقتحمون البيوت. عدد قليل منهم يتم تقديمهم للمحاكمة. الجيش الاسرائيلي لديه واجب الدفاع عن الفلسطينيين، سواء لكونه القوة المحتلة أو حسب قرارات المحكمة العليا، لكنه يخاف من المواجهة مع المستوطنين اكثر مما يخاف المستوطنون من مهاجمة الجنود أو من احراق معداتهم.

ارهاب المستوطنون يوجد له هدف استراتيجي: قم بحرق الاشجار والحقول، وقم بضرب المزارعين الذين يذهبون لعملهم اليومي، وعندها سيتركون اراضيهم؛ لماذا سيخاطرون باحراق محاصيلهم. وبعد أن يتركوا اراضيهم خلال بضع سنوات ستعلن الادارة المدنية بأنها اراضي دولة وتنقلها للمستوطنين. هكذا، دونم آخر محروق وعنز اخرى مذبوحة (ايضا هذا يحدث) وسرقة الاراضي تتسع اكثر فأكثر والمستوطنات تتسع.

لكن هذا الامر محظور علينا التحدث عنه. لأن عملاء المستوطنين في الحكومة وفي وسائل الاعلام سيهاجمون كل شخص يقول أي كلمة. ومن توجد لديه القوة على ذلك. هكذا، بين الاشجار المحروقة وارتكاب المذابح في البيوت فان اسرائيل تحولت الى دولة ظالمة. كيف تكون زانية وتكون لها قرية مخلصة؟ الوقوف على الدماء بصمت وهدوء.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى