هآرتس: زعماء المستوطنين يعلقون آمالا على انتصار ترامب
هآرتس 7/11/2024، هاجر شيزاف: زعماء المستوطنين يعلقون آمالا على انتصار ترامب
زعماء المستوطنين استبشروا بسعادة بفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة، لا سيما ازاء العقوبات التي فرضتها ادارة بايدن عليهم، اضافة الى منع الاستيطان في قطاع غزة. هم يعلقون الآمال على ولاية ترامب السابقة، التي قفز فيها عدد رخص البناء في المستوطنات وفي البؤر الاستيطانية، وحتى تم الاعلان بأن المستوطنات هي قانونية. سبب آخر يشجعهم هو العلاقة القريبة لبعضهم من رجال ترامب ومع جهات رفيعة في اوساط الطائفة الافنغلستية التي تؤثر عليه.
يوسي دغان رئيس المجلس الاقليمي شومرون شارك مؤخرا في حملة لصالح ترامب. وفي الفترة الاخيرة ساعد مقر تشجيع الانتخابات باسم “جي فوت”، الذي تحدث مع اليهود في امريكا الذين يمكن أن يصوتوا لترامب. في محادثة مع “هآرتس” ظهر دغان راض عن النتائج وقال: “نير كبير نزل عنا. وعبء ثقيل ازيح عنا. الضغط الامريكي اثر في كل شيء، في المجال الامني والمجال الاستيطاني. أنا اعتقد أن هذا الضغط سيتوقف أو سيضعف”. وحسب قوله فان الضغط الامريكي كان واضحا في تقييد عمليات الجيش الاسرائيلي في لبنان وفي غزة وفي الضفة الغربية، وفي التوقعات في الادارة الامريكية بأن يتم اقامة دولة فلسطينية هنا.
الآن يعتقد أن الضم في الضفة (“السيادة”، حسب رأيه) سيعود الى طاولة النقاشات. وحسب تقديره فان غياب الضغط السياسي سيساعد ايضا في الجهود المبذولة من اجل الاستيطان في غزة: “التوقع من الادارة الامريكية هو أن تسير مع ما تريده دولة اسرائيل. في نهاية المطاف العقوبات المفروضة (على المستوطنين) تأتي من الولايات المتحدة، مثلما في اواخر ولاية اوباما، وسم منتجات المستوطنات جاء من الولايات المتحدة”. دغان يتوقع الآن بأنه سيتم رفع العقوبات، وبدلا منها ستفرض الادارة الامريكية عقوبات على شخصيات فلسطينية رفيعة مثل جبريل الرجوب.
قوة دغان تظهر في المنظومة السياسية في اسرائيل وفي علاقته مع افنغلستيين مقربين من ترامب. في بداية الاسبوع نشر مقال رأي مع طوني باركنز، وهو زعيم افنغلستي يترأس مجموعة ضغط باسم “مركز ابحاث العائلة”. في المقال عارضا سياسة بايدن – هاريس وطلبا من الناس التصويت في الانتخابات. ومؤخرا تجول دغان في الولايات المتحدة، ومن نشاطاته كان خطاب القاه في بنسلفانيا قال فيه: “اذا اراد الناس مساعدة الطلائعيين الذين يعيشون في يهودا والسامرة فيجب عليهم التصويت لترامب”.
مؤيد بارز جدا للاستيطان في فترة ولاية ترامب الاولى هو دافيد فريدمان، الذي كان في حينه سفير الولايات المتحدة في اسرائيل. في الاسبوع الماضي اصدر فريدمان كتابه الجديد بعنوان “دولة يهودية واحدة” في مستوطنة نوفيم. في انطلاق اصدار الكتاب في دار النشر المحافظة “سيلع مئير” شارك فيه ستة من الوزراء وهم يسرائيل كاتس ونير بركات وايلي كوهين وعميحاي شكلي واوريت ستروك وغيلا غملئيل. في فيلم لتسويق الكتاب شرح فريدمان رؤيته للدولة اليهودية التي ستفرض سيادتها ايضا على الضفة وقال. “نحن نأمل أنه ذات يوم، بعون الله، سيكون لاسرائيل سيادة يهودية على كل وطننا التوراتي”.
بعد التقارير عن فوز ترامب كتب اسرائيل غانتس، رئيس مجلس يشع ومجلس بنيامين، في شبكة “اكس” بنفس الروحية: “زمن السيادة! يا ترامب القوي، دولة يهودية واحدة”. في هذا الاسبوع شارك اسرائيل غانتس في صلاة للنجاح الذي كان في الانتخابات الامريكية في مستوطنة شيلا. وبعد ذلك صرح وقال: “نحن اليوم تبادلنا بضع كلمات مع الاصدقاء في الحزب الجمهوري. وهناك خطط مهمة، بعون الله، سننفذها معا.
في ادارة ترامب السابقة كانت احداث مهمة بشكل خاص فيما يتعلق بالمستوطنين. الحدث الاول هو اعلان وزير الخارجية الامريكي، مايكل بومبيو، أنه بالنسبة للولايات المتحدة فان المستوطنات غير مخالفة للقانون الدولي. وفي مؤتمر عقده منتدى كهيلت حول هذا الامر شارك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فريدمان ونفتالي بينيت، وزير الدفاع في حينه، وبومبيو شكر المنتدى على دعمه. في شباط 2024 الغت ادارة بايدن هذا التصريح. الحدث الثاني كان “صفقة القرن”، الخطة السياسية من اجل التسوية بين اسرائيل والفلسطينيين، التي شملت اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وتطبيق سيادة اسرائيل على المستوطنات، التي سيبقى بعضها كجيوب في الاراضي الفلسطينية. بعض المستوطنين أيدوا الخطة، لكن آخرين عارضوها بشدة، من بينهم رئيس مجلس “يشع” في حينه دافيد الحياني، الذي قال للصحيفة إن الخطة تثبت بأن ترامب “ليس صديق لدولة اسرائيل”.
شخصية اخرى بارزة في المستوطنات بقيت متشككة بخصوص ترامب وهي دانيلا فايس، رئيسة حركة نحلاة التي تقود الآن مشروع الاستيطان في قطاع غزة. “مع ترامب اجتزنا تجربة قاسية جدا حول الخطة، التي عملت بشكل قوية جدا كي لا تتم الموافقة عليها”، قالت. “الخطة شملت 30 في المئة لليهود، لكنها اعطت 70 في المئة للدولة الفلسطينية. في اليمين شاهدوا في حينه بالاساس الـ 30 في المئة. أنا لم اتخلص من هذا القلق”. مع ذلك، هي تتوقع أن يؤثر ترامب للافضل على محاولة الاستيطان في قطاع غزة. “هناك توقع بأن ترامب سيمنعها بدرجة اقل”.
في هذه الاثناء فايس تستثمر معظم جهودها في الضغط الداخلي في اسرائيل على اليمين: “اعتقد أن الامر يتعلق بدرجة اقل بترامب، ويتعلق اكثر بالدولة”، قالت واضافت. “أنا لا اتحدث فقط عن الليكود، بل ايضا عن كل الاحزاب اليمينية. الانجازات هي كما حلمنا واكثر مما هو متوقع”. وقد توقعت فايس ايضا تغيير في موقف امريكا من الدولة الفلسطينية. “آمل أن يزيح ترامب هذا الامر عن جدول الاعمال”، قالت. واضافة الى كل ذلك أكدت على الخوف من أن ترامب هو زعيم غير متوقع.
حجيت عوفران، رئيسة طاقم متابعة الاستيطان في حركة “السلام الآن”، قالت: “في الولاية الاولى لترامب المستوطنون ارادوا الغاء ثلاثة مواضيع اساسية من الاجندة. الموضوع الاول هو قضية اللاجئين. في حينه ترامب بدأ يتحدث بأنهم سيتوقفون عن التبرع للاونروا. الثاني المستوطنات، التي عمليا خطة ترامب كانت خطة للضم. الثالث هو القدس، ترامب قام بنقل السفارة الامريكية الى هناك”. وحسب قولها فان انتخاب ترامب الآن سيعزز خطط اخرى للمستوطنين، التي بدأت في التجسد، وضمن ذلك الطرد من تجمعات في الضفة والاستيطان في غزة. “أنا أقدر بأننا سنرى الاستيطان في شمال غزة في الفترة القريبة القادمة”، قالت. “يمكن ايضا التقدير بأن الخطوات التي بدأت بها ادارة بايدن في محاولة لكبح اسرائيل بواسطة العقوبات، ستتوقف أو سيتم الغاءها”.