هآرتس: زعران اليمين يذرفون دموع التماسيح
هآرتس 17/7/2024، عوزي برعام: زعران اليمين يذرفون دموع التماسيح
يحلق ظل من الضحك على شفاهي عندما اسمع وزير الشتات ومكافحة اللاسامية، عميحاي شكلي، صديق الفاشيين في اوروبا، وهو يحذر من التحريض الخطير ضد رئيس الوزراء، ويطالب باقالة المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا، لأنها لا تقدم لوائح اتهام ضد المتمردين على بنيامين نتنياهو.
من الواضح أنه يجب التنديد بكل تحريض على القتل، والتعامل معه بكل شدة يسمح بها القانون. ولكن من وراء ظهر الوزراء شكلي وشلومو كرعي وميري ريغف يقف رئيس الحكومة ومساعديه. لا يوجد في معسكر بيبي أي مسرحية مع ممثل منفرد. ظل نتنياهو يحلق فوق اقوالهم، بما في ذلك المطالبة باقالة المستشارة القانونية.
بهراف ميارا ظهرت في حياتنا بتعيين ظهر كتعيين غريب في البداية. بعد مرور سنتين يمكن القول بأنه لم تكن في اسرائيل أي امرأة حاربت بهذا الشكل للدفاع عن سلطة القانون، بل هي نجحت ايضا في صد خطوات الزعرنة في حكومة منفلتة العقال. وزراء الحكومة، التي ظلها المهدد يشوش النشاطات غير القانونية وغير الرسمية، يطالبون باقالتها. رئيس الحكومة لا يسارع الى فعل ذلك. فهو يفضل تمهيد الارض. هو يعرف أن لاهاي تتربص به، وأن الاحتجاج اذا تمت اقالة المستشارة سيعود الى ابعاده التي كانت قبل 7 تشرين الاول.
استفزاز المعسكر الليبرالي، الذي يسمى “يسار”، هو جزء من زعرنة لاعبي دور الضحية الجدد، الذين يعتقدون أن أحدا ما نسي ما فعلوه ضد اسرائيل في السنوات الاخيرة. تاريخ الزعران الجدد معروف وموثق. في العام 2015 قاموا بتعيين روني الشيخ، من الشباك، في منصب المفتش العام للشرطة في ظل هتافات كل اليمين. وعندما تبين أنه توجد لهذا الشخص قيم خاصة به، اصبح عدو الشعب ولم يتم تجديد ولايته. عملية مشابهة مر بها افيحاي مندلبليت، صديق نتنياهو، الذي انتقل من منصب سكرتير الحكومة الى منصب المستشار القانوني للحكومة رغم معارضة القاضي آشر غرونس. ولكن في اللحظة التي قرر فيها تقديم نتنياهو للمحاكمة هو ايضا شعر بثقل ذراع الزعران.
من يعلم سلوك الزعرنة هو نتنياهو نفسه، من خلال الطريقة التي ظهر فيها عند افتتاح محاكمته وهو محاط بالوزراء ومن الطريقة التي استهزأ فيها بمنظومة القضاء وانفاذ القانون وقام باهانتها على صوت هتافات الزعران في الكنيست وفي قاعدته وفي وسائل الاعلام، وحتى النضال ضد حكومة بينيت – لبيد. النضال الذي شمل تهديد نفتالي بينيت وتنغيص حياة عيديت سلمان. الذروة في هذه الاثناء كانت ادخال ايتمار بن غفير الى الحكومة، الازعر الكهاني المعروف، الذي جرنا الى شفا الهاوية.
التحريض ليس هو فقط توجه أحادي الجانب، بل ايضا العنف السياسي كذلك. فيغئال عمير ويونا ابروشمي وعامي بوبر وغيرهم رضعوا روح الزعرنة ضد “اليساريين” و”كارهي اسرائيل”. الزعرنة اللفظية للقناة 14 حولت التحريض الى أمر يومي وممأسس. “الوطنيون” لا تعتبر كلمة خاصة بالليكود، بل هي جزء من عصابة ليست حزب. كل مهمتها هي أن تكون مساعد ضد رئيس الطائفة الذي لا خلاف عليه. أنا واصدقائي، بالمناسبة، نشاهد القناة 12. نحن نتفاخر بالتنوع، الذي ينعكس في مراسلين مثل عميت سيغل وعوفر حداد، الذي يمنح القناة الخصوصية.
دموع التماسيح التي يذرفها الزعران لن تغير حقيقة أنهم يحاولون لعب دور الضحية. هم يعتقدون أن لا أحد سيشعر بذلك، ولكنهم مخطئون.