ترجمات عبرية

هآرتس – رفيف دروكر – بينيت، يجب عليك الذهاب الى عباس

هآرتس – بقلم  رفيف دروكر – 11/10/2021

” يجب على بينيت الالتقاء مع محمود عباس ليس من اجل ميركل أو ميكرون، بل يجب عليه الالتقاء معه لأن هذا هو الامر الصحيح والحكيم ولن يضره انتخابيا  “.

عندما كنت أعمل في تحقيق الغواصات وصلت الى مصدر كبير في المانيا. “هناك تناقض غير مفهوم في سلوككم، قلت لهذا المصدر. “من جهة، في 2009 و2010 وضعتم امام اسرائيل طلبات كثيرة كشرط لتحقيق خيار الغواصة السادسة (المانيا بالاساس طلبت استئناف المفاوضات مع محمود عباس. وطلبت من بنيامين نتنياهو تحويل الضرائب التي تجبيها اسرائيل لصالح السلطة). من جهة اخرى، حتى عندما لم يتم تحقيق هذه الشروط وافقتم على البيع. وبعد بضع سنوات قلت إن الوضع السياسي بين اسرائيل والفلسطينيين كان اسوأ بكثير. وأنتم وافقتم على بيع الغواصة السابعة والثامنة والتاسعة بدون أي شروط”. 

اجاب المصدر الالماني: “في مرحلة ما كانت لدينا محادثة مع المستشارة انغيلا ميركل. وقد أيدت جميع طلباتنا، لكنها سألت: اذا لم تقم اسرائيل بالوفاء بالشروط التي وضعناها هل لن نبيعها الغواصات التي تقول إنها مهمة لأمنها الوطني؟. عندها فهمنا أنه لا جدوى من مواصلة لعب هذه اللعبة. في الاصل بالملخص، المستشارة دائما ستقرر لصالح ما هو معروض كمصلحة عليا لاسرائيل”.

خلال عشرات السنين حذر خبراء على انواعهم: هذا جيد، هلموت كول هو صديق حقيقي لاسرائيل. ولكن هناك تيارات عميقة، والشباب لم يعودوا ملتزمين. انتظروا ما سيحدث بعده. في حالة ميركل حتى هذا اعتبر كمبرر لنتنياهو من اجل تسريعه الغريب للتوقيع في بداية 2016 على مذكرة لشراء ثلاث غواصات اخرى. 

ميركل ضعفت، فسر مساعدو نتنياهو فيما بعد القرار. من يعرف ما الذي سيقرره المستشار الذي سيأتي بعدها. لذلك، ميركل بقيت مستشارة لخمس سنوات ونصف بعد هذه المذكرة. ولكني أشكك فيما اذا كان المستشار القادم، أيا كان، سيقرر في مواضيع كهذه بصورة مختلفة جوهريا عن ميركل.

جرهارد شرودر، على سبيل المثال، لم يكن صديق بارز لحكومة اسرائيل. ومع ذلك، في القرارات المهمة وقف في نهاية المطاف الى جانبها. مثلا، عندما صادق في الدقيقة الـ 91 من ولايته على بيع الغواصة الخامسة لاسرائيل. وقد كانت لميركل جميع الاسباب من اجل اظهار البرود تجاه نتنياهو. فبعد أحد اللقاءات بينهما اطلق نتنياهو مبادرة سياسية تلعب فيها المانيا دور رئيسي. ميركل كان من المقرر أن تستأنف المحادثات مع الفلسطينيين وحتى مع الرئيس فلادمير بوتين. ولكن الوقت انقضى وتبين أن المبادرة ماتت بسرعة بعد اللقاء، هذا اذا كانت ظهرت على العالم أصلا. المستشارة وجدت صعوبة في غفران ذلك، لكنها حافظت على احترام نتنياهو. يبدو أنه من ناحيتها هذا احترام لاسرائيل. أنا لست خبير في سياسة المانيا، لكن كل من يحلم بضغط اوروبا على رئيس الحكومة نفتالي بينيت في كل ما يتعلق بالساحة الفلسطينية يجب عليه تخيل الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة. يجب على بينت الالتقاء مع محمود عباس ليس من اجل ميركل أو عمانويل ميكرون، بل يجب عليه الالتقاء معه لأن هذا أمر صحيح وحكيم. اليمين يحب استحضار رسالة الدكتوراة لعباس، التي تنكر الكارثة ودفع السلطة الفلسطينية الاموال لعائلات المخربين. هذه حقا لطخة، لكن بينيت يجب عليه أن يعرف بأن اسرائيل يمكنها فقط أن تحلم بوريث لمحمود عباس، سيحارب الارهاب مدة 17 سنة. وفي معظم الوقت ينجح في عمليات كبيرة ويصرح ضد حماس عندما تقوم اسرائيل بقصف غزة ويعلن بأنه يتنازل عن حقه في العودة الى بيته في صفد. إن رفض الالتقاء مع عباس هو مثل رفض الالتقاء مع أي قيادة فلسطينية. 

الامر غير المنطقي هو أن من المرجح أن ما يمنع بينيت من الالتقاء مع عباس هو السياسة. الخوف من مشاجرة اخرى مع القاعدة المقلصة أصلا. ولكن كل استطلاع أجري في أي وقت يثبت أن اليمين ايضا يعتقد أنه يجب التحدث مع زعماء العدو. ربما عدم التنازل وعدم الانسحاب. ولكن في كل مرة التقى فيها نتنياهو مع عباس هو ارتفع ولم يهبط. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى