ترجمات عبرية

هآرتس: رغم بطولة عملية النصيرات: اعادة المخطوفين ستكون ضمن صفقة تقتضي تقديم تنازلات

هآرتس 9-6-2024، عاموس هرئيل: رغم بطولة عملية النصيرات: اعادة المخطوفين ستكون ضمن صفقة تقتضي تقديم تنازلات

العملية المثيرة للانطباع لانقاذ اربعة من المخطوفين من يد حماس في مخيم النصيرات، وفرت أمس جرعة تشجيع حيوية للجمهور في اسرائيل بعد اسابيع كثيرة من الشعور بالمراوحة في المكان والبشرى السيئة من الحرب في القطاع. لقد أخرج “اليمام” والشباك والجيش الاسرائيلي الى حيز التنفيذ عملية مثالية ضمن الظروف العملياتية الصعبة جدا، وتمت اعادة الى البيت بدون أي اصابات المخطوفين الاربعة، وهم شلومي زيف ونوعا ارغماني واندريه كوزيلوف والموغ مئير جان، الذين تم اختطافهم من حفلة “نوفا” في 7 تشرين الاول.

العملية انطلقت في وضح النهار، مع مخاطرة كبيرة تصل الى حدود غير الممكن. النتيجة العملية الناجحة هي الدليل على بطولة الجنود (الرائد في الشرطة امنون زمورا من “اليمام” وقائد أحد طواقم الاقتحام، قتل عندما قام باقتحام الشقة التي تم احتجاز المخطوفين فيها)، ودليل على التخطيط وجمع المعلومات الاستخبارية الدقيقة والتعاون الوثيق بين الاذرع الامنية المختلفة.

هذا الانجاز بالتأكيد سيبعث على الروح القتالية في جنود الجيش الاسرائيلي الذين ما زالوا يحاربون في رفح وممر نتساريم في وسط القطاع ومخيمات اللاجئين المحيطة به، لكنه لا يبشر بتغيير استراتيجي على صورة الحرب. في الاشهر الثمانية التي مرت منذ اختطاف اكثر من 250 جندي ومدني اسرائيلي تم انقاذ بسلام 7 مخطوفين في ثلاث عمليات مختلفة. ومن المرجح أن حماس ستعمل الآن على تعزيز حراسة المخطوفين الاحياء الذين بقوا في الأسر، وستحاول تعلم الدروس من نقاط الضعف التي تم اكتشافها في المنظومة الدفاعية لها. من غير المنطقي توقع أنه سيتم تحرير المخطوفين المتبقين، 120 مخطوف، الذين جزء كبير منهم اموات، بطريقة مشابهة. 

زئيف وارغماني وكوزولوف ومئير جان تم احتجازهم فوق الارض في شقق لعائلات فلسطينية، وحسب الانطباع الاولي لمظهرهم الخارجي الآن فانه يبدو أنهم حصلوا على معاملة معقولة نسبيا مقارنة مع الفظائع التي ابلغ عنها بعض المخطوفين الذين تم اعادتهم في الصفقة في تشرين الثاني. الكثير من المخطوفين المتبقين يبدو أنهم محتجزون في الانفاق في ظروف اصعب، ليس لديهم وقت طويل لانتظار تحقق ظروف عملياتية مناسبة. اسرائيل غير قريبة من النصر المطلق في القطاع، واعادة عدد كبير من المخطوفين سيحدث فقط كجزء من صفقة، التي ستقتضي تنازلات كبيرة. 

التوثيق المؤثر للمخطوفين الاربعة وهم يعانقون اعزاءهم، قدم لنا تذكير مشجع على قدرة الجيش الاسرائيلي والاذرع الامنية الاخرى. ومؤثرة ايضا بنفس الدرجة تقريبا الافلام على شواطيء تل ابيب التي شوهدت فيها مظاهر الفرح العفوية للمستجمين بعد المعرفة عن عملية الانقاذ من الاعلان من خيمة المنقذين. احيانا نحن نحتاج الى تذكير ايضا لمظاهر استثنائية من التضامن التي تميز الكثيرين في المجتمع الاسرائيلي. توجد هنا اشارات للاعداء، حماس (التي تتلقى ضربات قاسية في القتال)، وحتى حزب الله، بشأن ما تعرف اسرائيل القيام به. عندما سمع يعقوب ارغماني، والد نوعا، وهو يصرخ “أي جيش لدينا؟” بعد أن سمع بأن ابنته تم انقاذها بسلام، هذه مشاعر تقريبا لم نسمعها منذ يوم المذبحة. 

هذه العملية يجب أن نذكر قادها رئيس الشباك ورئيس الاركان وقائد قيادة المنطقة الجنوبية، الذين يتلقون وابل من الانتقادات منذ بداية الحرب. هؤلاء الثلاثة وقادة كبار غيرهم في جهاز الامن تحملوا المسؤولية عن اخفاقات 7 تشرين الاول. هناك نقاش حول الموعد الصحيح لتطبيقها، ويبدو أنه في بعض الحالات هناك تباطؤ مبالغ فيه في الاعلان عن الاستقالة أو الاقالة. ولكن محظور ايضا تجاهل الانشغال الكبير لكبار قادة جهاز الامن والجيش الاسرائيلي في القتال منذ ذلك الحين، وبالتأكيد حقيقة أن بعض الذين يتلقون الانتقاد وبانفعال وحشي، يفعلون ذلك لاسباب سياسية بهدف حرف الانتقادات عن المسؤولية الكبيرة للمستوى السياسي عن هذه الاخفاقات.

الاستعداد على مدى اشهر

امكانية انقاذ مخطوفين من النصيرات تمت مناقشتها منذ فترة، والجيش الاسرائيلي امتنع تقريبا بشكل كامل عن القيام بعملية برية في المخيم، ايضا خوفا من المس بالمخطوفين. عملية الفرقة 98 في المنطقة التي بدأت قبل بضعة ايام، استهدفت ايضا أن تكون عملية تمويه قبل عملية الانقاذ. المعلومات عن مكان ارغماني تم طرحها عدة مرات، وكان في السابق استعداد لانقاذها. في الاسابيع الاخيرة تم الحصول على معلومات استخبارية موثوقة بأنها هي والشباب الثلاثة يحتجزون في شقق مختلفة، في مبان من عدة طوابق تبعد بضعة امتار الواحدة عن الاخرى في المخيم المكتظ. الخطة العملية تم تطويرها والتدرب عليها بشكل كثيف مع الاعتماد على التكنولوجيا وجمع المعلومات. 

في هذا الشأن كان دور مهم لقيادة الاسرى والمفقودين برئاسة الجنرال احتياط نيتسان الون (هو هدف آخر محبب على ماكنة السم البيبية)، الى جانب الدفع قدما بالمفاوضات من اجل التوصل الى صفقة فان هذه القيادة تشارك في جميع الاجراءات العملياتية قبل عمليات الانقاذ وتعتمد على تجربة الون الكبيرة في هذا المجال. ايضا وزير الدفاع يوآف غالنت ورئيس الاركان هرتسي هليفي ورئيس الشباك رونين بار هم من خريجي الوحدات الخاصة ولديهم خلفية كبيرة في عمليات مشابهة. مع ذلك، الادعاء اليوم كان أنه في هذه المرة تم اخذ المخاطرة المثيرة للقشعريرة، مع الادراك بأن طريقة العملية التي تم اختيارها، في وضح النهار وبمفاجأة مطلقة لحماس وبسرعة كبيرة، تجلب معها احتمالية جيدة للنجاح. كل ذلك لم يكن ليحدث بالطبع بدون تفاني المقاتلين أنفسهم.

في الوقت الذي مر فيه انقاذ ارغماني بشكل سلس نسبيا فان اقتحام الشقة التي يوجد فيها الشباب واجه الصعوبات. الرائد زمورة اصيب اصابة بالغة اثناء تبادل اطلاق النار اثناء الاقتحام (وتوفي بعد بضع ساعات في المستشفى)، الذي قتل فيه الحراس من حماس. بعد ذلك تعطلت سيارة الانقاذ التي تنقل الثلاثة في وسط المخيم. في المكان تجمع الكثير من المخربين الذين يحملون الرشاشات وصواريخ الـ آر.بي. جي. كان مطلوب استخدام كثيف للنار من قبل سلاح الجو وقوات اخرى لانقاذ المخطوفين والمنقذين بسلام من المخيم. في هذه العملية قتل كما يبدو عشرات الفلسطينيين، من بينهم مدنيون ايضا.

يجب عدم التأثر كثيرا بدموع التماسيح التي تذرفها حماس، التي تقول بأن ارغماني تم احتجازها “من قبل مدنيين فلسطينيين”. هذا غريب، لأنه عندما تم نشر فيلم، الذي وثقت فيه وهي تتوسل من اجل اطلاق سراحها، هذا الامر تم من قبل الذراع العسكري لحماس. المنظمة الارهابية التي قتلت مئات المدنيين غير المسلحين اثناء اقتحام بلدات الغلاف، وبعد ذلك قام بوضع المخطوفين بشكل متعمد بين المدنيين لا يمكنها امساك الحبل من الطرفين. لقد كان لاسرائيل الحق الكامل في العمل على تحرير ابنائها، بالتأكيد عندما تقوم حماس بتأخير عقد الصفقة. 

الحفاظ على العلاقات العامة يعفي من حرمة السبت

أحد الاسئلة التي تطرح الآن هو كيف سيؤثر نجاح عملية الانقاذ على استمرار الاتصالات من اجل عقد الصفقة. ربما أن حماس ستحاول استخدام حرب نفسية وتعلن عن موت مخطوفين آخرين، الذين مصيرهم لم يكن واضحا، في محاولة لربطه بعملية الأمس. حسب التصريحات الاولية لكبار قادة حماس فيبدو أنها ستحاول التشدد في طلباتها. يحيى السنوار، رئيس حماس في القطاع، حتى الآن لم يرد على اقتراح اسرائيل – امريكا الاخير الذي تم طرحه في خطاب الرئيس الامريكي في 31 أيار الماضي.

نجاح العملية اعاد الحمرة الى وجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فهي ليست فقط وفرت له اخيرا انجاز للتفاخر به بعد فترة طويلة من خيبة الأمل؛ حتى توقيت العملية أدى الى تأجيل الانذار النهائي لرئيس المعسكر الرسمي، الوزير بني غانتس، حول انسحابه من الحكومة. نتنياهو يستحق، وغالنت ايضا، الفضل الكبير على قرار المصادقة على تنفيذ العملية.

حتى الآن لم يكن بالامكان عدم الانتباه الى السخرية المطلقة التي يتصرف فيها نتنياهو الآن. فجأة هذا الشخص الذي غاب عن الصورة تماما عندما كانت تصل بيانات عن موت مخطوفين في الأسر، يزيح من امامه وبشكل ناجع أي منافس عندما يدور الحديث عن المعركة على الفضل. مكتب رئيس الحكومة اغرق وسائل الاعلام أمس بالافلام والتصريحات. حتى احترام يوم السبت لم يعد له قيمة (مصطنعة) بالنسبة له. فهذه يتم تجنيدها فقط عندما تكون حاجة الى القاء مهمة البشرى السيئة على ممثلي الجيش. معروف أن الحفاظ على العلاقات العامة يعفي من حرمة السبت، على الاقل اعطيت اليوم للمتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، دانييل هاجري، فرصة البدء بالمؤتمر الصحفي له بابتسامة.  

هذا كان يوم انتصر فيه الخير اخيرا على الشر. هناك المزيد من الايام القاسية امامنا، لكن للحظة يمكننا الفرح حتى بذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى