هآرتس: رئيس الموساد يبلغ الوسطاء موافقة إسرائيل على الانسحاب من فيلادلفيا
هآرتس 4/9/2024، يونتان ليس: رئيس الموساد يبلغ الوسطاء موافقة إسرائيل على الانسحاب من فيلادلفيا
رئيس الموساد، دادي برنياع، أكد في يوم الاثنين الماضي لدول الوساطة في المفاوضات مع حماس بأن اسرائيل مستعدة للانسحاب من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية لصفقة تحرير الرهائن – قبل ساعات من تصريح نتنياهو بأنه غير مستعد للقيام بذلك. هذا ما قالته للصحيفة مصادر اجنبية مطلعة على المفاوضات حول الصفقة. برنياع، الذي سافر أمس بشكل مستعجل الى قطر، ابلغ ممثلي دول الوساطة بأن اسرائيل تتمسك بالموافقة على اخلاء جميع القوات من المنطقة حسب خطة الرئيس الامريكي، جو بايدن، وهذا يخضع لتنفيذ الطلبات العملياتية التي ستطرحها. في مكتب رئيس الحكومة لم يقوموا بنفي هذه الاقوال ولم يتراجعوا عن مطالبة نتنياهو بتواجد طويل المدى على طول المحور. وبدلا من ذلك قالوا بأن “الكابنت السياسي – الامني سيناقش هذا الموضوع فيما بعد. الكابنت لم يطلب منه حتى الآن مناقشة أي جزء في المرحلة الثانية للصفقة”.
مصدر اسرائيلي رفيع مطلع على الامر قال للصحيفة بأن “نتنياهو وافق في السابق منذ فترة على الانسحاب الكامل للقوات من محور فيلادلفيا والاخلاء المطلق للقوات. اليومان الاخيران تسببا بضرر كبير للمفاوضات. المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الحكومة هدف الى تعويق الصفقة لاسباب سياسية. لو أن هذه الطلبات لم تظهر فجأة لكانت هناك صفقة منذ زمن”.
في اللقاء المشحون في نهاية شهر تموز أمر نتنياهو رئيس طاقم المفاوضات بأن يعيد صياغة خطة الصفقة، وأن يضع فيها طلب وهو السماح بتواجد القوات على طول محور فيلادلفيا. برنياع ورئيس الشباك رونين بار ورئيس هيئة الاسرى والمفقودين نيتسان الون هاجموا في حينه نتنياهو، في النقاش الذي عرف بـ “لقاء الصراخ”، واتهموه بأن تصميمه يمكن أن يفشل المفاوضات ويؤدي الى موت مخطوفين في الاسر. “في اللحظة التي صمم فيها على هذه الامور فقد دمر الصفقة”، قال للصحيفة مصدر مطلع على المفاوضات.
رغم خطاب نتنياهو أول أمس فان المفاوضات حول الصفقة لم تفشل حتى الآن. “هذا لم ينته”، أكد مصدر غربي مطلع على المحادثات. “احتمال عقد الصفقة هو ضئيل جدا، ولكن لا احد حتى الآن قام بتفجير المفاوضات. الفلسطينيون لم يعلنوا حتى الآن بأن المحادثات انتهت. ربما سيضطر نتنياهو الى اظهار مرونة في نهاية المطاف، وربما يقرر يحيى السنوار التنازل من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار، الذي هو اكثر اهمية بالنسبة له من أي شيء آخر”.
الطرفان ينتظران الآن اقتراح حل وسط، يبدو أنه الاخير، للولايات المتحدة. هذه الوثيقة يمكن أن تكون على طاولة المفاوضات خلال بضعة ايام. بعض المصادر وصفت صيغة الوثيقة بـ “خذها أو اتركها”، أي أن الادارة الامريكية ستعلن بأن الصيغة غير خاضعة للتغيير، وهكذا سيضطر نتنياهو والسنوار الى التقرير اذا كانا سيتبنيانها أو سيؤديان الى تفجير الصفقة بشكل نهائي.
تصريح الرئيس الامريكي أول أمس الذي بحسبه نتنياهو لا يفعل بما فيه الكفاية لتحقيق الصفقة، اعتبر في اسرائيل محاولة امريكية للضغط على رئيس الحكومة لاظهار المرونة قبل طرح الوثيقة. “ما يمكن أن يحدث الآن هو أن الولايات المتحدة ستعلن بأنه في المرحلة الاولى للصفقة ستبقى في محور فيلادلفيا قوات اسرائيلية صغيرة كما تطلب اسرائيل. ولكن في المرحلة الثانية للصفقة اسرائيل ستجبر على اخراج جميع القوات”، قال مصدر مطلع على المفاوضات. “سواء نتنياهو أو السنوار سيكون عليهما ابتلاع الضفدع”.
خلال تصريحه أول أمس فان البقاء في محور فيلادلفيا هو ضرورة استراتيجية – سياسية بالنسبة لاسرائيل. وقال، ضمن امور اخرى، بأنه طلب حتى قبل عملية الانفصال أن تبقى اسرائيل في المحور. ولكن في الـ 14 سنة من بين الـ 15 سنة لحكمه لم يعمل على الاطلاق على هذا الموضوع. وحسب قول رئيس الحكومة فانه خلال الحرب وضع لها اربعة أهداف وهي هزيمة حماس واعادة المخطوفين وازالة التهديد من القطاع واعادة السكان على الحدود في الشمال. “ثلاثة اهداف من بين هذه الاهداف تمر في محور فيلادلفيا، انبوب الاوكسجين لحماس”، قال نتنياهو. “شارون اعلن عن خطة الانفصال في 2003، وبعد بضعة اشهر أنا طلبت السيطرة على المعابر من غزة واليها لأنه اذا تنازلت اسرائيل عن السيطرة هناك فان غزة ستصبح جيب للارهاب. وقد كان من الواضح أنه اذا لم تكن لنا سيطرة على هذا المحور فسيكون خلق لوحش. محور الشر يحتاج محور فيلادلفيا، واذا خرجنا فلن نعود. نحن لن نتنازل عن ذلك ولن ندخل انفسنا في شرك مخيف”.