ترجمات عبرية

هآرتس: رئيس الموساد محبط، ولكن ليس من الإيرانيين

هآرتس 12-9-2023، بقلم يوسي ميلمان: رئيس الموساد محبط، ولكن ليس من الإيرانيين

تهديدات رئيس الموساد، دافيد برنياع، ضد إيران غير جديدة. هي زائدة رغم أنه لم يقل شيئاً صريحاً، لكنها إشارة على خيبة أمل شخصية رفيعة أخرى في جهاز الأمن من سلوك الحكومة ورئيسها.

تحدث برنياع هذا الأسبوع في لقاء عقده معهد السياسات ضد الإرهاب في جامعة رايخمان في هرتسليا. وهو اللقاء الذي أصبح تقليداً سنوياً، والذي يعتقد كبار جهاز الأمن ووزراء الحكومة أنه من الجدير إلقاء الخطابات فيه بحيث يظهرون فيها كضليعين ولديهم رؤية استراتيجية.

وقال برنياع إنه في العام 2023 أحبط جهازه 27 محاولة لإيران وامتداداتها للمس بأهداف إسرائيلية ويهودية خارج البلاد. وقد حذر من أن إسرائيل لن تتردد في العمل ضد كل المسؤولين. “أقول من على هذه المنصة بأن المس بأي إسرائيلي يهودي بأي طريقة، وأؤكد بأي طريقة، سواء إيران أو أي وكيل لها، سيؤدي إلى عملية أمام الإيرانيين الذين أرسلوا الإرهابيين وأيضاً أمام متخذي القرارات، بدءاً بالمستوى التنفيذي وانتهاء بالقادة الذين صادقوا على العملية للوحدات الإرهابية. أنا أقصد ذلك. سيتم دفع هذه الأثمان في عمق إيران وفي قلب طهران”. بعد ذلك، أكد برنياع أن أي عملية من هذا النوع، التي تنفذها إيران، تحصل على المصادقة من المستوى الأعلى، أي الزعيم الأعلى خامنئي. وهذه الإشارة زائدة، حيث يمكن تفسيرها كتهديد على حياة الزعيم الأعلى.

في السابق، أسمع برنياع تهديدات مشابهة في ظهوره في مناسبات علنية. كان من الأفضل ألا يقول هذه الأقوال لثلاثة أسباب: السبب الأول أن تهديدات رئيس الموساد أو تهديدات جهة إسرائيلية رفيعة أخرى تستدعي على الفور، كشرط بافلوفي، ردوداً تهديدية من إيران. والخطابات الصارخة قد تؤدي أيضاً إلى تشديد الأعمال نفسها. السبب الثاني، أن تهديدات جهات إسرائيلية رفيعة لا تؤثر بشكل خاص على زعماء إيران، ما يؤثر عليهم وبحق ويدخلهم إلى حالة الدفاع والإحباط هو العمليات العسكرية على الأرض، مثل إحباط خطط للمس بإسرائيليين، وهي خطط ازدادت مؤخراً في أرجاء العالم، وعمليات تخريبية تنسب للموساد ضد منشآت نووية وصواريخ في إيران.

السبب الثالث هو أنه لا حاجة إلى التحدث. فإيران والعالم يعترفون بقدرة الاستخبارات الإسرائيلية. الموساد أظهر بأن أجهزة المخابرات الإيرانية والأمن في إيران، مثل حرس الثورة ووزارة المخابرات و”فيلق القدس”، هي أجهزة مخترقة. وحسب ما نشر، عمل الموساد في السنوات الأخيرة بدون أي عائق في إيران لتنفيذ عمليات تصفية وتخريب واختطاف والتحقيق مع المخطوفين.

ما كان وبحق مهماً في أقوال برنياع، وبالتحديد حظي باهتمام قليل، هو تفسيره سبب ازدياد الثقة بالنفس لدى إيران، وسبب جرأة أكثر في محاولاتها المس بأهداف إسرائيلية ويهودية، وأيضاً زيادة تزويد السلاح والوسائل القتالية لـ”حزب الله” في لبنان، ولحماس و”الجهاد الإسلامي” في الضفة الغربية.

توجد لذلك عدة أسباب، أحدها ذكره برنياع، وهو التعاون المتزايد بين روسيا وإيران، التي تزود نظام الرئيس فلادمير بوتين بالمسيرات وتقيم من أجله مصانع لإنتاجها محلياً، وتقوم بتدريب طواقمها. روسيا أيضاً أملت في أن تبيعها إيران صواريخ بعيدة المدى، لكن حسب أقوال برنياع، فهذه محاولة تم وقفها وإحباطها، دون أن يوضح كيف.

طهران تنتظر المقابل من موسكو. “الخوف هو من أن ينقل الروس لإيران ما ينقصها، مثل السلاح المتقدم الذي يعرض سلامتنا بشكل مؤكد للخطر”، أكد رئيس الموساد. بعد ذلك، تحدث برنياع أيضاً عن خطر وجودي تتعرض له إسرائيل بسبب ذلك. ربما أشار إلى أن روسيا ستزود إيران بمعدات لمشروعها النووي.

للموساد تأثير ضئيل جداً على التعاون الاستراتيجي الآخذ في التعزز بين روسيا وإيران. وهذا الضئيل تضرر بسبب سياسة أحادية الجانب من قبل حكومة إسرائيل التي تؤيد روسيا وتتنكر لأوكرانيا في الحرب الدائرة بين الدولتين. موقف متوازن أكثر لإسرائيل ربما كان سيبرد تحمس الروس ويساعد إيران.

لكن فوق كل ذلك، هناك أسباب لجرأة الإيرانيين تجنب برنياع ذكرها. السبب الأول هو خطوات حكومة نتنياهو التي تضعف المجتمع الإسرائيلي وتثير لدى إيران ولدى أعداء إسرائيل الآخرين الشعور بأنها تتفكك من الداخل. السبب الثاني النابع من خطوات حكومة نتنياهو هو تدهور العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشكل خاص، وبينها وبين العالم الديمقراطي الليبرالي الغربي بشكل عام.

برنياع، مثل كل قادة أجهزة الأمن، يعرف أن هذه الأسباب هي المحرك الذي يعطي دعماً للوقاحة والثقة بالنفس والجرأة لإيران. بكلمات أخرى، إسرائيل بقيادة نتنياهو تلقي على نفسها تهديداً وجودياً أكبر مما تفعله إيران بقيادة خامنئي.

لكن هذا لا يستطيع برنياع قوله بصفته شخصية عامة رسمية. ورغم ذلك، كان بإمكانه أن يكون حاداً أكثر في إشاراته. وكان يجب عليه وعلى قادة أجهزة الأمن الآخرين التوضيح لنتنياهو مصادر الخطر الذي تتعرض له وبحق إسرائيل. التهديد على إيران لن يغير هذا الواقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى