هآرتس: رئيس الحكومة يعرف أن السنوار يجب أن يبقى على قيد الحياة من اجل وحدتنا
هآرتس 4/9/2024، تسفي برئيل: رئيس الحكومة يعرف أن السنوار يجب أن يبقى على قيد الحياة من اجل وحدتنا
“يا للعار. أن تقول للسنوار أنت قمت بقتل ستة اشخاص، نحن نؤيدك في ذلك”، هكذا رد نتنياهو على الاضراب الذي اعلنه السكرتير العام للهستدروت، ارنون بار دافيد. بار دافيد ليس لوحده في العرض المثير للاشمئزاز الذي قدمه نتنياهو. ايضا المظاهرات التي تؤيد صفقة التبادل تعتبر “دعم ليحيى السنوار”، وهكذا ايضا الانتقاد الذي وجهه وزير الدفاع يوآف غالنت لقرار الكابنت البقاء في محور فيلادلفيا. ايضا قول الرئيس الامريكي بأن نتنياهو لا يفعل بما فيه الكفاية من اجل تحرير المخطوفين هو دعم واضح وخائن للسنوار.
أي انتقاد أو أي ادانة أو أي مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية أو أي تصريح في التلفاز أو في الشبكات الاجتماعية بدون مصادقة من وزارة الدعاية وضد الدوتشي، كل ذلك يقسم الشعب ويخدم العدو. نتنياهو يطالب بـ “شعب واحد، دم واحد وزعيم واحد”، على الاقل طالما أن الحرب مستمرة. لا يهمه إلا الاهتمام بأن لا تنتهي الحرب. هذه مهمة سهلة من ناحيته.
نفس نتنياهو الذي في البداية لم يرغب في الاستماع، وعندما سمح استخف بتحذيرات رؤساء جهاز الامن حول الشرخ الذي احدثه عندما قام بتحريك دواليب الانقلاب النظامي، لقد قام بنفي وجود رسائل التحذير الاربعة التي حصل عليها من جهاز الاستخبارات في الاشهر آذار – تموز 2023، التي تم التوضيح فيها بأن الاضرار بالتكافل في دولة اسرائيل يخدم العدو. هو تجاهل رسالة “التحذير من الحرب”، التي حسب اقوال يئير لبيد ارسلت لنتنياهو من قبل رئيس الشباك، التي نسب فيها نوايا السنوار الى مشاعر الضعف والانقسام التي سببتها مبادرة الانقلاب النظامي في اسرائيل. يبدو أنه لم تكن هناك خدمة يمكن لعصابة نتنياهو أن تقدمها للسنوار اكبر من الطفرة الغريزية للمتنمر الثمل بالقوة، ياريف لفين، ومن دعم نتنياهو المتحمس لها.
لكن في حينه كان نتنياهو اعمى ازاء الشرخ التكتوني الذي حدث أمام ناظريه. العدو لم يكن السنوار الذي كان شريكه في هذا التصور، بل شيكما بارسلر و”اخوة في السلاح” والطيارين الذين يمكن التنازل عنهم وكل من شارك في المظاهرات أو تماهى مع مضمونها. خلال سنوات كان السنوار اليد اليمنى لنتنياهو، الشخص الوحيد الذي اعتمد نتنياهو على اخلاصه، لم يتنافس معه أو يهدده. الشخص الاكثر ارتداعا في العالم كان صخرة الوجود بالنسبة للمصاب بجنون العظمة.
الآن مرة اخرى نتنياهو يجند السنوار لاستكمال مهمة الابادة التي انزلها على اسرائيل. معروف أن الزعماء الديكتاتوريين تعودوا على محاربة خصومهم السياسيين بمساعدة عدو خارجي، حقيقي أو وهمي. فمثلما اعتبر آية الله الخميني أي منتقد أو خصم “مؤيد للغرب” أو “عميل لامريكا واسرائيل”، ومثلما يتهم حسن نصر الله خصومه بأنهم يحاولون اقناعه بالتوقف عن المواجهة مع اسرائيل و”تقديم خدمة للعدو”، فان رئيس الحكومة الآن ايضا بحاجة الى يحيى السنوار كي ينفذ المهمة الاكثر اهمية وهي توحيد الشعب في اسرائيل حول نتنياهو، وبالاساس الخضوع له. السنوار لا يعتبر عدو وهمي، بل هو قاتل بلا كوابح، والذي اصبح ذخر استراتيجي بالنسبة لنتنياهو، وهو يجب عليه البقاء من اجله.
لا يوجد أي شيء يدعم السنوار اكثر من تصميم نتنياهو الاجرامي، التضحية بالمخطوفين. بالنسبة لنتنياهو فان المخطوفين سيموتون من اجل “وحدة الشعب” و”النصر المطلق”، وبالاساس من اجل أن يستطيع مواصلة حملته لتدمير الدولة.
من ناحية السنوار فانه طالما أن نتنياهو هو الذي يسعى الى القضاء على المخطوفين فانه يستطيع ادعاء براءته من ذلك، لأنه في نهاية المطاف ليس هو الذي يمنع عقد الصفقة – نتنياهو ينفذ هذه المهمة من اجله. ولكن المقابل يستحق ذلك. فبدلا من الجثث والاشلاء، وكبار السن المتألمين والمجندات اللواتي يحملن آثار الحرب ولا يمكن تخيل ما مر عليهن في الانفاق، اسرائيل ستحصل على محور فيلادلفيا. على مدخل المحور سيتم وضع لافتة جميلة كما هو سائد في أي موقع تراثي، وسيكتب عليها “هنا دُفنوا”. بعد ذلك سيتم احصاء الـ 101 مختطف. وبعد سنة أو سنتين ستصبح الكتابة باهتة بسبب اشعة الشمس.