ترجمات عبرية

هآرتس: رؤساء المعارضة، يجب أن توقعوا على صفقة مع نتنياهو والآن

هآرتس 17/11/2024، ديمتري شومسكي: رؤساء المعارضة، يجب أن توقعوا على صفقة مع نتنياهو والآن

يجب رؤية الامور كما هي: في الحقيقة 101 مخطوف محتجز منذ اكثر من سنة لدى مخربي حماس والجهاد الاسلامي، لكن من يسمح باستمرار احتجازهم ورفض صفقة التبادل هو رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو. بناء على ذلك ومن اجل اعادة المخطوفين الى بيوتهم فانه يجب على اسرائيل اجراء المفاوضات ليس مع حماس، بل مع نتنياهو.

رؤساء المعارضة ملزمون بالبدء في التفكير خارج الصندوق. يجب عليهم على الفور بلورة خطة للدفع قدما بصفقة شاملة مع رئيس الحكومة، التي اساسها هو ضمان بقاء حكمه وحصانته القضائية مقابل تنفيذ الصفقة بينه وبين حماس. اقتراحات احزاب المعارضة كخطوط عريضة لصفقة مع نتنياهو يجب أن تكون واضحة وحاسمة. أولا، عندما يظهر نتنياهو استعداده لوقف الحرب وانسحاب قوات الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة واطلاق سراح عدد متفق عليه من السجناء الفلسطينيين مقابل اطلاق سراح المخطوفين، فان احزاب المعارضة ستنضم على الفور للحكومة بدلا من احزاب نظرية العرق الكهانية التي ستنسحب منها. هذا بالطبع لا يكفي. الخطوة القادمة في الصفقة بين المعارضة وبين نتنياهو وعائلته يجب أن تكون صيغة قانونية أو تشريعية ناجعة تؤدي الى الغاء محاكمة رئيس الحكومة الجنائية.

يمكن التخمين بأن نتنياهو لن يكتفي بكل ذلك. هو سيطالب، بالتأكيد، بمنع تشكيل لجنة تحقيق رسمية في احداث 7 اكتوبر. مع كل الاسف والألم في هذا الامر فانه من الضروري التنازل له ايضا في هذه المسألة. صحيح أنه سيكون في ذلك نوع من البصق في وجه ابناء عائلات القتلى والمقتولين. اضافة الى ذلك احباط تشكيل لجنة تحقيق رسمية في الفشل الذريع في تاريخ دولة اسرائيل يعني المس الشديد بمبدأ مسؤولية الحكومة، مع اعطاء الشرعية للاهمال والفساد في مؤسسات القيادة السياسية والاجهزة الامنية. لا شك أن هذه الخطوة ستعطي حقنة تشجيع خطيرة لمواصلة تفشي الفساد العام وعملية قضم قاتلة في انظمة حراس العتبة في الدولة. 

لكن في الوقت الذي فيه تكون حياة الانسان على كفة الميزان – ليس كشعار مجرد بل بصورته الملموسة جدا – فانه لا مناص من ذلك. مؤسسات السلطة واجهزة الدفاع المدنية، التي ستتضرر نتيجة الصفقة الكبيرة مع نتنياهو، يمكن ترميمها ذات يوم. وحتى لو كان ازاء الافلاس الاخلاقي للمجتمع الاسرائيلي في عهد نتنياهو، فان الحديث يدور عن عملية ربما ستستغرق عشرات السنين. 

لكن حياة المواطنين الذين يحتضرون في أنفاق العدو لا يمكننا اعادتها. من هنا ينبع الواجب الاخلاقي – الوطني الاعلى، الذي لا يوجد له أي تفسير آخر، والذي يقول بأن الموت الجسدي للمخطوفين يسبق السلامة المؤسسية للدولة. مثلما تم الادعاء اكثر من مرة وبحق، فيما يتعلق بخصائص نظام وسلوك عائلة نتنياهو، فان الحديث يدور عن اسلوب عمل عصابة مافيا. للمفارقة، هذه الحقيقة تنطوي على ضوء أمل. عصابة المافيا يمكن أن تتصرف بعقلانية. اعطها ما تطلبه وستكون فرصة لأن تحصل على المقابل المأمول. 

اذا كان الامر هكذا فان ممثلي المعارضة هم الجهة الواقعية الوحيدة التي تستطيع توفير لهذا الاخطبوط البيبي المجرم طلبه – استمرار حكم نتنياهو الفاسد – وفي المقابل كسب أعز شيء: حياة الانسان، المخطوفين، الجنود، المدنيين. افيغدور ليبرمان، بني غانتس، يئير لبيد ويئير غولان، من فضلكم، من اجل انقاذ الحياة، استسلموا لنتنياهو على الفور. من الآن فصاعدا يجب عليكم القول: صفقة الآن – مع بنيامين نتنياهو.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى