هآرتس ذي ماركر: وثيقة الشركة من رعنانا تكشف: سنعلم الجيش القطري اختراق المنظومات

هآرتس ذي ماركر 13/6/2025، غور مجيدو: وثيقة الشركة من رعنانا تكشف: سنعلم الجيش القطري اختراق المنظومات
في اذار 2018 دخلت قافلة وزير دفاع قطر في حينه، خالد بن محمد العطية، الى قاعدة عسكرية صغيرة في الدوحة. في مبنى الاكاديمية الوطنية الجديدة للسايبر التي أقيمت داخل القاعدة انتظره قائد سلاح الاتصال وتكنولوجيا المعلومات القطرية، والى جانبه ضيف إسرائيلي مفاجيء، وهو يرتدي بدلة رجال اعمال زرقاء، تم تصوير رجل الاعمال الإسرائيلي عران رومانو الى جانب الوزير في احتفال افتتاح الاكاديمية. رومانو هو احد أصحاب السيطرة في المجموعة التجارية التي اقامت، وتشغل حتى الآن، اكاديمية السايبر للجيش القطري.
على خلفية فترة العداء القاسي مع جيرانها في الخليج الفارسي، اتحاد الامارات والسعودية، فان قطر واجهت سلسلة من اختراق السايبر في تلك السنوات، التي تمت ترجمتها بسرعة الى تحقيقات في وسائل الاعلام الدولية التي كشفت عدة قضايا فساد وتمويل للارهاب، واستخدمت في حملة عزل قطر التي بادر اليها خصومها. “لقد شعروا بالدونية في مجال السايبر وكانوا يبحثون بشغف عن المساعدة”، قال مصدر كان في الدوحة في تلك السنوات. في هذا الفراغ بالتحديد تدخل رومانو. ومن خلال شركته “سوتيريا” اقترح على حكومة قطر بناء وتشغيل اكاديمية لتدريب الجيش القطري في مجال السايبر، اعتمادا على خبرة إسرائيل في هذا المجال. القطريون وافقوا على هذا العرض بحماس.
سوتيريا” هي احدى العلامات التجارية الكثيرة، والاسماء والشركات التي يمتلكها رومانو وشريكه في الـ 15 سنة الأخيرة، رجل الاعمال شالوم دانا. كل المجموعة معروفة باسم “بلو سكايز وورد” (بي.اس.دبليو). في حينه المكاتب الأولى لها عملت في مدريد. الآن جزء كبير من التشغيل يعمل في رعنانا.
لا ينفي رومانو ودانا تشغيل الاكاديمية، ولكنهم يقولون بأنهم لم يعلموا القطريون في أي يوم سر من اسرار السايبر الهجومية، بل الدفاعية فقط. تفسير هذا الادعاء هو انهم لم يعملوا في أي يوم على نقل معلومات عن طريقة اختراق منظومات الحاسوب أو الهاتف، بل بيع تدريب لمنع اختراق كهذا من قبل الطرف المعادي.
لا توجد أي إمكانية قانونية على الاطلاق لبيع سايبر هجومي لقطر”، أوضح في هذا الأسبوع رمانو في محادثة مع “ذي ماركر”، وتعهد “نحن أبدا لم ولن ننشغل في أي يوم، مباشرة وغير مباشرة، بالسايبر الهجومي، سواء في قطر أو في دول أخرى”.
لكن وثيقة داخلية للشركة، التي انتجت كجزء من الاعداد لافتتاح اكاديمية السايبر في قطر، تناقض اقوال رومانو. الوثيقة التي أعطيت لـ “ذي ماركر” من مصدر سري، تدل على انه حتى 2018 تم وعد قطر بأن “المتدربين سيحصلون على تدريب على السايبر الهجومي والدفاعي”، وضمن ذلك “تقنية استغلال نقاط الضعف”، واستخدام أداة “تدمج أنواع من الهجوم الكلاسيكي وما شابه”.
المصدر الذي اعطى الوثيقة هو واحد من أربعة مصادر مختلفة مطلعة على موضوع الصفقة في قطر، التي اكدت مؤخرا في محادثات مع “ذي ماركر” على انه في الاكاديمية في قطر تم تعليم في السابق أيضا مضامين ينطبق عليها تعريف السايبر الهجومي. احد هذه المصادر تحفظ بأن القدرة التي حصل عليها المتدربون في قطر ليست من الأكثر تقدما الحالية، ولا يمكن مقارنتها مع المعلومات التي توجد لدى الجيش الإسرائيلي في مجال الهجوم. مصدر خامس قال انه اطلع على اقتراح نشاط السايبر الهجومي الذي قدمته مجموعة “بي.اس.دبليو” لزبون من دولة أخرى، ليست قطر.
حجة المصدر الخامس يدعمها فيلم تسويقي في نهاية العقد السابق نشرته “سوتيريا”، يظهر فيه ان الشركة تطرح أداة هجومية. في الفيلم الذي يتم نشره الان في موقع “ذي ماركر” يتم عرض أدوات تكنولوجية، التي عرضتها الشركة وتسمح باعتراض الاتصالات بين الهواتف والتنصت على محادثات وتشغيل من بعيد لميكروفون في الهاتف وتشخيص مكان الجهاز وحتى قدرة “اعتراض جماعي للهواتف”، بما في ذلك أدوات تنصت على عدد كبير من الأهداف من خلال تشغيل “لوغرتميات” تحلل الاتصالات وتستخلص منها نتائج.
هذه ليست حقا أدوات لـ بي.اس.دبليو أو سوتيريا”، قال احد المصادر. “الحديث يدور عن منتجات وايت ليبل، التي تنتجها شركات أخرى كانت بي.اس.دبليو على علاقة معها. مفهوم وايت ليبل (علامة خاصة) تصف منتج تنتجه شركة واحدة ولكن يتم بيعه تحت اسم شركة أخرى، وهكذا فان المستهلك لا يعرف هوية المنتج الحقيقية لهذا المنتج”.
تحت رادار قانون الرقابة على التصدير الأمني
رومانو (42 سنة) هو شخص مجهول للجمهور الواسع في إسرائيل، لكنه في عالم التجارة الأمنية ليس هكذا. منذ أسس مجموعة بي.اس.دبليو قبل 15 سنة مع دانا، تمكنت هذه المجموعة من المشاركة في صفقات وحماية وسايبر مع عدد من الحكومات في افريقيا وامريكا اللاتينية وآسيا.
في السنوات الأخيرة سمت الشركة نفسها باسم سايبر بروآي. في موازاة ذلك قامت باستئجار عدد من الوجوه المعروفة جدا التي تمنحها قيمة وشرعية، على راسها رئيس الأركان ووزير الخارجية السابق غابي اشكنازي، الذي يشغل منصب رئيس المجموعة. صوره وافلام بمشاركته تعتبر من البارزة في مواقع الشركة في الشبكات الاجتماعية. شخص آخر تم تجنيده هو الرئيس السابق لقسم التكنولوجيا والسايبر في الموساد حاجي ايتكن، وهو المسؤول عن عدد من العمليات المثيرة في دول بعيدة وخطيرة، والذي يعمل كمدير للعلاقات الصناعية لمجموعة الشركات.
اكاديمية السايبر التي قام ببنائها رومانو ودانا لقطر حصلت على اسم اكاديمية السايبر لتميم المجد، على اسم لوحة مشهورة تعتبر جزء من عبادة الشخصية الوطنية لامير قطر، تميم المجد بن حمد آل ثاني. مشروع بناء الاكاديمية قدر حسب بعض المصادر بعشرين مليون دولار تقريبا، هذا المبلغ يشمل التخطيط والبناء للمنشأة الاكاديمية بمساحة ألف متر مربع، وتشغيل دورات السايبر الأولى.
منذ ذلك الحين تم تجديد عقد بي.اس.دبليو مع قطر عدة مرات. حسب المعلومات لدى “ذي ماركر” فان الشركة حصلت على مشروع لبناء منشآت تدريب مشابهة وغيرها في قاعدة عسكرية أخرى تبعد بضع دقائق سفر عن كلية تميم المجد. بالاجمال تقدر المصادر التي تحدثت مع “ذي ماركر” بأن مداخيل الشركة من الصفقات مع حكومة قطر تبلغ مئات ملايين الشواقل.
انطلاق جنديان في الطريق
رومانو ترعرع في بيت علماني في مستوطنة اورنيت. في صباه كان لاعب كرة سلة متميز. طفولته رافقها ظل صدمة عائلة ووطنية. عمه، رافع الاثقال يوسف رومانو، كان من بين الـ 11 قتيل في المذبحة في ميونيخ في 1972.
خدمته العسكرية قام بها كمدرب لمحاربة الإرهاب، وبعد تسرحه سجل للحصول على لقب جماعي في إدارة الاعمال في كلية للإدارة، ولكنه لم ينه دراسته. من اجل تمويل تكاليف التعليم عمل في مشاريع الحماية، عبر صديق في اورنيت انضم الى عمل في غينيا الاستوائية. هناك عمل كمدرب رماية لصالح شركة قام بتشغيلها بوعز بديحي، والعميد احتياط شلومو إيليا. هناك التقى مع من اصبح بعد ذلك شريكه، ضابط متقاعد في الجيش، الذي جاء الى الدولة من اجل العمل في المشروع. دانا (44 سنة)، الذي هو في الأصل من بيت متدين في مستوطنة تسور هداسا، وقد انهى خدمته كمسؤول فصيل في دورية اغوز وعمل على كسب الأموال.
الفرصة التجارية التي كانت بمثابة قفزة لـ بي.اس.دبليو جاءت اثناء عملهم في غينيا الاستوائية. كان هناك مشروع لاقامة سجن جديد بمعايير غربية لصالح حكومة الديكتاتور العجوز اوفيانغ. لم يعرف دانا ورومانو بالطبع عن إقامة السجن. ولكنهما ليسا من الأشخاص الذين يفوتون الفرصة. فقد قاما باستئجار مستشارين وجلبا مجموعة دانيا سيبوس كمقاول. وحتى بداية 2018 كان في موقع البناء سجن حديث من النوع الذي لم تعرف مثله جمهورية غينيا الاستوائية.