هآرتس ذي ماركر: كبرى شركات الغاز الاجنبية تتراجع عن الاستثمار في اسرائيل بسبب الحرب

هآرتس/ ذي ماركر 8/10/2024، عيدان بنيامين: كبرى شركات الغاز الاجنبية تتراجع عن الاستثمار في اسرائيل بسبب الحرب
انفعال عظيم غمر وزير الطاقة الاسبق اسرائيل كاتس في تموز 2023 ورجال وزارته. وكان سبب ذلك هو مشاركة شركات دولية كبرى لاول مرة في العطاء الرابع للتنقيب عن الغاز.
لسنوات طويلة حاول اسلاف كاتس ربط شركات النفط والغاز الكبرى في العالم للاستثمار في التنقيب في اسرائيل. البيان عن مشاركتها في العطاء لم يأت إلا بعد اشهر قليلة من اعلان “بريتيش بتروليوم” وشركة النفط الوطنية لأبو ظبي “ادنوك” عن التقدم باقتراح لشراء نصف اسهم شركة “نيو ميد اينرجي” التي يملكها اسحق تشوفا، واعتزامهما تحويلها الى شركة خاصة.
الاحتكار الفعلي في انتاج الغاز المحلي، شبرون، الذي يشغل حقلي الغاز الكبيرين – تمار ولفيتان – اعلن هو الآخر عن الاستثمارات التي سينفذها في الحقلين كي يوسع توريد الغاز والتصدير الى مصر والاردن.
جاءت الحرب فأخرت الخطط. في البداية كان يخيل أن هذا مؤقت، غير أن البيان الاخير للشركاء في حقل لفيتان عن أن شبرون قرر وقف الاستثمار لتوسيع الحقل بسبب الحرب، يشهد على أن اقتصاد الغاز التقى قعرا جديدا.
لا يدور الحديث عن تنقيب جديد عن الغاز، بل فقط عن توسيع يفترض أن يدخل للشركات، بما فيها شبرون، مالا اكثر – بسرعة اكبر. وعلى هذا مستعدة شبرون لأن تتخلى حاليا.
والى ذلك يطفو الى السطح ايضا السؤال كم يمكن الاعتماد على ما هو قائم في انتاج الغاز المحلي: شركاء شبرون اعلنوا بأنه ينفذ توقفات مبادر اليها في الانتاج من الحقل – بسبب الوضع الامني. مشكوك فيه أن تكون هذه التوقفات منسقة مع وزارة الطاقة.
“المفاوضات في ذروتها”
المشروع الذي اعلنت شبرون عن تأخيره هو توسيع قدرة الانتاج من حقل لفيتان: من نحو 1.2 مليار قدم مكعب في اليوم الى نحو 1.4 في اليوم. التوسيع كان يفترض به أن ينفذ من خلال اضافة انبوب بين الحقل والطوافة.
شبرون، هكذا حسب شركائها، تؤجل المشروع لنصف سنة على الاقل. “منوط بالجداول الزمنية وبطلبيات المقاول المنفذ، وبالوضع الامني الذي يسود في المنطقة”. شبرون هي ايضا المشغلة لحقل تمار، بل ومسؤولة عن توسيعاته المستقبلية. هو الآخر من شأنه أن يتضرر.
هذا يؤثر مباشرة ايضا على الخطط لتوسيع التصدير. فبدون زيادة الضخ من حقلي لفيتان وتمار الى طوافتيهما، لن يكون ممكنا انتاج غاز اكثر – وزيادة التصدير.
انبوب التصدير اقامته “نتغاز”، شركة الغاز الطبيعي الاسرائيلية، ومن شأنه أن يمول من شركات تستخدمه. في الاشهر الاخيرة كان صعبا على “نتغاز” التوقيع على اتفاقات مع شركات الغاز. ويبدو أنه مع قرار تأجيل الاستثمارات، فان الاتفاقات ايضا لن توقع قريبا.
في آب اعلنت “نتغاز” بأن الشركات كان ينبغي أن توقع حتى يوم أول أمس، في 6 اكتوبر، على اتفاقات لتصدير الغاز في خط رمات حوفيف – نتسانا (خط جديد للتصدير). وصحيح حتى أمس، الاتفاقات لم توقع. وفي “نتغاز” يقولون إن “المفاوضات في ذروتها”.
كان يفترض بانبوب الغاز أن يستخدم لزيادة التصدير بـ 6 مليارات قدم مكعب في السنة. وكان يفترض بالخط الجديد أن يكون منصة لتصدير الغاز الى مصر، الذي يمر في رمات حوفيف، اشليم ونتسانا – وهو يمتد الى نحو 65 كم، وكلفته المتوقعة على المصدرين هي نحو 900 مليون شيكل.
حتى لو وقعت الاتفاقات ليس مؤكدا أن يكون هناك من يوافق على المجيء الى اسرائيل لاقامة الخط. في بداية الحرب اوقفت اعمال شركة “مايكروبيري” الايطالية. فالشركة تقيم خط الغاز البحري مقابل اسدود وعسقلان، الذي يفترض أن يورد الغاز ضمن امور اخرى، الى وحدات الانتاج المتحولة لمحطة روتنبرغ.
في آب اعلنت “نتغاز” بأنها توصلت الى اتفاق مع المقاول على عودته في تشرين الثاني. لكن مع توسع الحرب يحتمل أن يتأجل هذا مرة اخرى – للاسباب الامنية التي تأجل عليها حتى الآن. وبسبب التأخيرات المتواصلة، فان كلفة الخط تواصل الارتفاع. في هذه اللحظة، وعلى فرض أن الاعمال ستستأنف في تشرين الثاني، من المتوقع لهذه الكلفة أن ترتفع مليار شيكل – 140 مليون شيكل اكثر من الثمن السابق.
تأجيل صفقة “نيو ميد” وخوف من الهروب
الجمود في فرع الغاز وجد تعبيره ايضا في انهيار الصفقة لشراء نصف اسهم شركة “نيو ميد” – الشريك الاكبر في حقل لفيتان. وحسب مقترح الشراء الذي نشر في آذار 2023، فان “بريتش بتروليوم” وشركة “ادنيك” لابو ظبي، كان يفترض بهما أن تشتريا، حسب قيمة نحو 14 مليار شيكل، كل وحدات الشركاء في “نيو ميد” التي لدى الجمهور (45 في المئة)، وكذا 5 في المئة من وحدات الشركاء التي تحوزها مجموعة “ديلك”.
لكن اللجنة التي تشكلت لمراجعة الصفقة من جانب “نيو ميد” بمشاركة “بريتش بتروليوم” و”ادنك” قررت في آذار تأجيل المداولات حول الصفقة المقترحة – على خلفية “انعدام اليقين الناشيء في المحيط الخارجي”. انعدام يقين متواصل بل ومتعاظم، بسبب اتساع الحرب، يبعد وربما يلغي الصفقة.