ترجمات عبرية

هآرتس/ ذي ماركر: في المعركة امام الاسواق، ترامب هو الذي تراجع أولا

هآرتس/ ذي ماركر 10/4/2025، ايتان افريئيل: في المعركة امام الاسواق، ترامب هو الذي تراجع أولا

طوال الطريق منذ تسلم دونالد ترامب منصبه كرئيس للولايات المتحدة، حيث في اليوم الاول وقع على 100 أمر رئاسي، كانت هناك أمور واضحة. الاول هو أن ترامب يمكنه اخضاع لارادته تقريبا أي شخص في امريكا بفضل اندماج سيطرة مطلقة على حزبه وسيطرة على الشبكات الاجتماعية، لكنه لا يستطيع جعل الاسواق تفعل ما يريده. الاسواق ليست شخص ما يمكن أن يفرض رعبه عليه، بل هي ملايين الاشخاص المنفصلين، الذين في معظمهم هم مجهولون ويتصرفون باستقلالية.

قبل شهر كتب هنا أنه اذا كان هناك ما يمكنه وقف ترامب فهو سوق السندات. أمس السندات الحكومية في امريكا بدأت تنخفض بشكل حاد، وخلال بضع ساعات قام ترامب بتجميد كل الضرائب التي فرضها، باستثناء العبء الذي يبلغ 10 في المئة على جميع دول العالم، وربما ايضا الصراع مع الصين. الامور غير واضحة لأن اعلان تجميد الجمارك، وربما الغاءها، نقله ترامب للعالم بواسطة تغريدة في شبكة “تروث سوشيال” التي يسيطر عليها، التي سعر الاسهم فيها ارتفع أمس بعد الاعلان 20 في المئة.

الامر الآخر الواضح هو أن الجمارك التي اعلن عنها ترامب قبل اسبوع في “يوم التحرير” غير منطقية، الى درجة أنه تبين لكثيرين بأن الجدول المفصل الذي عرضه يجب أن يكون تمرين آخر لفرض الفوضى والتشويش على العدو لاجراء مفاوضات – ليس هو الوضع النهائي. وأنه رغم العجز التجاري في الولايات المتحدة مقارنة مع دول اخرى غير ثابت ويحتاج الى تعديل، الجمارك التي فرضها ترامب ستؤدي بالتأكيد الى ركود كبير في الولايات المتحدة وارتفاع الاسعار والتضخم وانخفاض مستوى المعيشة، وهي النتيجة التي لن يوافق عليها معظم الجمهور الامريكي، بما في ذلك ناخبي ترامب.

عمليا، هذا نهج ثابت لترامب، الذي سبق وتم طرحه ووصفه من قبل صهره جارد كوشنر: يبدأون بالتصريحات ونقاط انطلاق تقريبا غير منطقية، ويصيبون الطرف الثاني بالارباك، ومن هناك يعقدون الصفقات. ترامب يفعل ذلك طوال الوقت. مثل الاعلان بأن الولايات المتحدة “ستأخذ” قطاع غزة، وستنقل السكان الى اماكن اخرى وستقوم ببناء ريفييرا هناك. هذا لن يحدث، لكن الآن هو يستطيع القول لحماس: “أنا مستعد لتأجيل خطة الطرد. ولكن الآن اعطوني شيء ما في المقابل”.

القضية هي أنه حتى الاسواق تعرف أن هذا نهج عمل ترامب. لذلك فانها طوال الطريق لم تكن على قناعة بأن الجمارك التي اعلن عنها سيتم فرضها حقا، وبالتأكيد ليس كاملة. هذا هو سبب أن الاسهم في الاسواق انخفضت 4 – 5 في المئة كل يوم وليس دفعة واحدة، لأنه في كل يوم السوق فحصت رد ترامب على الانخفاض.

الآن بعد أن قام ترامب بتأجيل مسألة الجمارك لتسعين يوم، وفي رد الاسهم والسندات الحكومية تم عرض ارتفاع حاد تاريخي كل يوم غير مسبوق منذ ازمة الرهن العقاري الثانوي في 2008. السؤال المطروح هو هل هذا الغاء أم تأجيل فقط. رجال بنك غولدمان زيكس مثلا، يعتقدون أن هذا الغاء، وبناء على ذلك فقد اعادوا التنبؤ الاقتصادي من العام 2005، من الركود الى النمو الايجابي.

ايضا البورصات التي ترسل رسالة مشابهة، ارتفاع 10 في المئة في المؤشرات في غضون بضع دقائق، التي تعيد الى المستثمرين اكثر من نصف الخسارة في “قضية الجمارك”، تستطيع أن تكون مفهومة اذا فسر التجار والمستثمرون تصريح ترامب بأنه “صافرة تهدئة”. لأنه في نهاية المطاف من يؤمن بأن ترامب سيعيد موضوع الجمارك بعد ثلاثة اشهر لن يشتري اسهم آبل وتسلا وانفيديا ومايكروسوفت بزيارة سعر تبلغ 10 – 15 في المئة، كما سجل أمس في البورصات. 

اكثر من أي جمرك أو من أي رقم، بالضبط نفس الفوضى التي يخلقها ترامب، سيستمر في الاثقال على الاسواق والاقتصاد الواقعي والقدرة على اتخاذ القرارات من قبل مدراء الشركات في ارجاء العالم. ربما الاسواق ستعود الى الارتفاع، لكن هذا الضرر لن يستطيع ترامب اصلاحه.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى