ترجمات عبرية

هآرتس – ذي ماركر – بقلم سامي بيرتس–24/1/2021

حملة نتنياهو: اقتصاد انتخابات يساوي المليارات

صحيح أن المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، حاول وقف خطط المساعدة التي اعلن عنها وزير المالية، إلا أن نتنياهو معني بالظهور كمخلّص وهو لا ينوي التنازل “.

في الغرفة جلس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والمطرب افيف غيفن ووزير المالية اسرائيل كاتس ووزير الثقافة حيلي تروفر. الكاميرات كانت مستعدة لتوثيق هذا اللقاء، لكن قبل بضع دقائق على بداية التصوير، المتحدثون الرئيسيون كان يجب عليهم أن يعرفوا عن ماذا سيتحدثون.
تروفر هو الذي أوضح لنتنياهو وغيفن ما الذي تشمله رزمة المساعدة للفنانين، وكيف وصلت الى 70 مليون شيكل. وقد شرح كيف قام بتحويل 24 مليون شيكل من ميزانية 2020 لم يتم استغلالها، و40 مليون شيكل تراكمت في ميزانية مكتبه تم تحويلها الى السلطات المحلية مقابل عروض، و6 ملايين شيكل تم تخصيصها لصندوق مساعدة “الفنانين في ضائقة”. هكذا وصلنا الى 70 مليون شيكل. عندها تمت اضاءة الكاميرات ونتنياهو، الذي فقط قبل دقيقة عرف التفاصيل، قال بصورة احتفالية وثقة: “لقد وجدنا الحل. نحن سنعطي 70 مليون شيكل للفنانين. هذا يبعث الحياة”.

بعد نتنياهو تحدث غيفن وقال إنه قد تمت دعوته قبل بضعة ايام الى لقاء في مكتب رئيس الحكومة. لماذا هو بالذات؟ يمكننا فقط التخمين. هو ليس من جماعة نتنياهو، وهو غير متماهي معه ويكثر من مهاجمته. شرعية من فنان معارض عشية الانتخابات هي انجاز سياسي مهم. ما هو الافضل من اعطائه شرف تقديم الاحترام لنتنياهو؟ لماذا لا يعطى دودي امسالم وميكي زوهر وميري ريغف يوم استراحة من التملق للزعيم؟.

الفضل المفقود لتروفر

تروفر الذي عمل على اعداد الخطة، استثني من بين من ألقوا الخطابات. هو لم يعمل قصة من الفضل الذي سلب منه. هذا الشخص سبق له وتنازل عن كليته من اجل شخص آخر. فماذا بالنسبة له القليل من الفضل الضائع؟ نتنياهو لو كان يستطيع لكان تنازل ايضا عن كليته الثانية لتروفر مقابل فرصة تصوير اخرى مثل هذه. هو يحب دور البطل الذي يوزع الاموال ويساعد وينقذ ويظهر بصورة المخلص لمئات آلاف الاشخاص الذين تتضرروا بشدة من الوباء. وبالتأكيد الآن وهو يقوم بجر الدولة الى انتخابات رابعة خلال سنتين.

هو سيحاول من الآن عصر علاقات عامة وتأييد عن كل شيكل تنفقه الحكومة من خزينتها المصابة بالعجز. الهدف واضح، وهو تصنيف نفسه كمخلص ومعين، شخص لا يمكن الاستغناء عنه. افيف غيفن سبق له وأقنعه. عندما تمت مهاجمته من قبل اصدقائه الفنانين بسبب تجنده لحملة نتنياهو قال غيفن: “الشخص الوحيد الذي يملك ميزانيات هو نتنياهو”. من الآن فصاعدا سنرى موجات من الحج الى مكتب رئيس الحكومة وعروض علاقات عامة اخرى. هذا الاقطاعي ينوي توزيع المزيد من الاموال حتى موعد الانتخابات.

إن من سيحاول كبحه هو المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، الذي شخص الوضع. فقد أمر في الاسبوع الماضي وزير المالية اسرائيل كاتس بالامتناع عن تطبيق اقتصاد انتخابات، وأن يجلب للمصادقة برامج ذات اهمية ميزانية. في الرسالة التي ارسلها لكاتس كتب مندلبليت: “أريد التذكير بأننا نوجد في فترة انتخابات تقتضي من الحكومة، بما في ذلك الوزراء والوزارات،  الالتزام بضبط النفس في كل ما يتعلق بالقرارات وتخصيص موارد ومبادرات تشريع. ايضا يجب الحذر من استخدام غير مناسب لنفوذ الحكومة وموارد الدولة من أجل الدعاية وتحقيق افضلية غير عادلة لحزب معين أو لمرشح معين”.

مندلبليت لم يصرخ بسبب اللقاء مع افيف غيفن، بل في اعقاب خطة مساعدة جديدة يحاول طبخها الوزير كاتس بالضبط الآن، قبل شهرين من موعد الانتخابات، بعد أن فوت فرصة نقل ميزانيات الدولة وسن قانون التسوية الذي استهدف ذلك بالضبط. في بداية الرسالة كتب مندلبليت: “لقد قيل لي بأن الجهات المهنية في وزارتك تم اعطاءها توجيهات لبلورة خطة اقتصادية لمساعدة وتسريع الاقتصاد، ضمن امور اخرى، ازاء التداعيات النابعة من ازمة اندلاع وباء الكورونا على الاقتصاد في اسرائيل”. واشار المستشار القانوني الى أنه واضح له بأن الحكومة يجب عليها في كل الاحوال تقديم الخدمات الحيوية والاهتمام بالاحتياجات الفورية. ولكنه اوضح بأنه اذا كان الامر يتعلق بخطة جديدة فيجب أن تمر من خلاله.

ما الذي جعل مندلبليت ينشر رسالته؟ وزارة المالية دخلت مؤخرا الى ماراثون للجلسات المحمومة، عدد منها بمشاركة رئيس الحكومة، وقد تمت فيها مناقشة احتمالية توزيع منح على الجمهور. هذه لن تكون اموال للجيب مثلما كانت الحال في عيد الفصح وفي الصيف، المنح التي كلفت خزينة الدولة 9 مليارات شيكل، بل الحديث يدور عن مليارات كثيرة.

كاتس نشر في بداية الاسبوع بيان عام جدا يقول بأنه “اعطى توجيهات لادارة الوزارة من اجل بلورة خطة شاملة لاعداد الاقتصاد الاسرائيلي للعودة الى النشاط الكامل والنمو، هذا مع توقعات فتح السوق وتمهيدا للخروج من ازمة الكورونا”.

الخطة حسب كاتس ستركز على اربعة أرجل رئيسية: الاولى هي مساعدة اقتصادية، فحص، استيعاب وتكييف المساعدة قبل خط النهاية؛ الثانية هي سوق العمل، التشغيل، التدريب والحث على العودة الى العمل؛ الثالثة هي الائتمان، التركيز على ائتمان في متناول اليد لتشجيع وازالة عوائق الاستثمار من اجل دعم المشاريع الاقتصادية والعودة الى نشاطها؛ الرابعة هي محركات النمو، رزمة قوانين نمو، تسريع بنى تحتية وتقليص التنظيم والرقابة، تقليص داعم للنمو والمشاريع.

الحديث يدور عن بيان عام بدون تفاصيل وبدون تقدير للتكلفة أو اشارة الى مصدر تمويلها. ولكن هذا كان كافيا من اجل أن يتلقى المستشار القانوني اشارات من وزارة المالية بأن هناك شخص يحاول القيام بانتزاع اقتصاد انتخابات. كاتس خطط في السابق لعقد مؤتمر صحفي من اجل الاحتفال بالخطة. ولكن رسالة مندلبليت أجلت ذلك. ولكن يمكن الاعتماد على نتنياهو وكاتس بأنهما لم يتنازلا بسرعة كبيرة. نتنياهو يوجد عميقا في داخل الحملة وهو لن يوافق على أي تردد أو  انسحاب لكاتس.

خطته لم يتم نشرها رسميا، لكن اجزاء منها نشرت في “واي نت”، وهي تشمل الغاء دفعات المشغلين للتأمين الوطني عن العمال الموجودين في اجازة بدون راتب، التي تبلغ نصف مليار شيكل. منح لتمويل انتقال المصالح التجارية الى العمل “اون لاين”، وعدم خصم منحة نفقات ثابتة بدل البطالة للمستقلين الذين هم ايضا أجراء، ومنحة بسبب الضرر المتواصل للعاطلين بمبلغ 2.5 مليار شيكل، واسترجاعات أرنونا لشركات كبرى تبلغ اكثر من 400 مليون شيكل وما شابه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى