ترجمات عبرية

هآرتس- ذي ماركر – بقلم  تالي حروتي سوبر- وقود العنف : 30 في المئة من الشباب العرب ، لا يعملون ولا يتعلمون

هآرتس –  ذي ماركر – بقلم  تالي حروتي سوبر  – 15/2/2021

” نسبة البطالة في اوساط الشباب العرب زادت في فترة ازمة الكورونا. ونتيجة لذلك تم جذبهم الى منظمات الجريمة التي تعرض عليهم الاموال ومشاعر الانتماء  “.

        العنف المتزايد في المجتمع العربي هو مسألة اساسية¬ في الخطاب العام في الاشهر الاخيرة. لجنة المدراء العامين لمكافحة الجريمة والعنف في المجتمع العربي، التي تضم في عضويتها مدراء عامون في وزارات حكومية الى جانب شخصيات كبيرة اخرى في جهاز الدولة، قدمت استنتاجاتها للحكومة في حزيران 2020. التقرير يوضح الى أي درجة الفجوات كبيرة في اسرائيل بين المجتمع اليهودي والمجتمع العربي.

       الدكتورة نسرين حداد الحاج يحيى، رئيسة برنامج “المجتمع العربي في المعهد الاسرائيلي للديمقراطية قالت إن ازدياد حالات العنف في الوسط العربي هو فقط قمة جبل الجليد لمشكلة أعمق: تقاعس الكثير من الشباب، الذي في حالات كثيرة يؤدي الى العنف والجريمة.

       تقريبا 0.7 في المئة من البالغين العرب تمت ادانتهم بأحكام في العام 2017 – ثلاثة اضعاف عدد البالغين اليهود (0.23 في المئة). عندما نقوم بفحص مشاركة العرب في جريمة عنيفة وخطيرة مثل القتل واطلاق النار واحراق، تكون الفجوات اكبر. مثلا، 93 في المئة من مخالفات اطلاق النار في 2018 نفذت من قبل العرب.

        احد الامور المقلقة في تقرير لجنة المدراء العامين هو الدول الاكبر للشباب العرب في اوساط منفذي الجرائم. في حين أن البالغين العرب كانوا يشكلون 34 في المئة من الذين تمت ادانتهم في 2017 فان القاصرين العرب كانوا يشكلون 44 في المئة من الذين تمت ادانتهم في هذه الفئة العمرية، تقريبا ضعفهم في اوساط السكان.

       د. نسرين الحاج يحيى تبحث ظاهرة التقاعس (عدم النشاط) في المجتمع العربي منذ العام 2011. وحسب قولها فانه في حين أن الخطاب حول الشباب المتدينين الذين انفصلوا وتركوا كل اطار تعليمي هو خطاب معروف وبارز، مثلما هو الحديث ايضا عن شبيبة التلال، إلا أنه لا يوجد أي خطاب يتعلق بالشباب العرب المتقاعسين. لذلك، لا توجد أي حلول معروضة لهذا الوضع.

       الفرص: العمل بأجر منخفض في غوش دان. من تحليل نسرين الحاج يحبى لبيانات استطلاع القوة البشرية في المكتب المركزي للاحصاء يتبين أن 30 في المئة من بين 250 ألف شاب عربي وفتاة عربية في اعمار 18 – 24 يعتبرون متقاعسين، أي غير مندمجين في اطر تعليمية وتشغيلية وتدريبية. الثلثين من بينهم هم من الشباب. في المجتمع اليهودي 13 في المئة من الشباب في هذه الاعمار متقاعسون وتوزيع جندري متساوي. في المجتمع العربي أخطر في اوساط المسلمين، 32 في المئة متقاعسون مقابل 18 في المئة في اوساط المسيحيين.

       الصورة قاتمة اكثر اذا اخذنا في الحسبان أن معدل التقاعس في المجتمع العربي لم يتغير في السنوات الاخيرة وأن ازمة الكورونا لا تؤدي إلا الى تفاقم الوضع. وقالت د. نسرين إنه في حين كان الشباب اليهود في الجيش في فترة الكرونا وحصلوا على بعض المدفوعات فان الشباب العرب في اعمار 18 – 24 تم تركهم بدون شبكة امان اقتصادية. اضافة الى ذلك، قوانين العمل في اسرائيل مكيفة للمجتمع اليهودي وليس المجتمع العربي الذي يتسم بخصائص مختلفة. هكذا، بقي آلاف الشباب بدون دعم مالي. المسافة من هنا الى الجريمة قصيرة.

       خليل عيد، الحاصل على الماجستير في الهندسة من التخنيون، ويدير مشاريع هندسية في شركة “اتش.بي.ان.دي” والذي يعيش في الناصر يخاف كثيرا في كل مرة يخرج فيها ابنه الى الشارع، وقد قتل أحد ابناء عائلته قبل سنتين بما وصفه عيد “اطلاق نار طائش”.

       اضافة الى الاحتجاجات ضد الدولة، عيد يقول إنه يوجد مكان لتحمل المسؤولية الشخصية والاجتماعية عن الوضع. “توجد لنا نحن المجتمع العربي مشكلة. نحن لا نعمل مثل مجتمع بل مثل افراد، السلطات ضعيفة والمجتمع متفكك ولا توجد مبادرات محلية تتعامل مع التقاعس أو مع العنف. المجتمع العربي يجب عليه الاستيقاظ ورفع صوته احتجاجا”.

       البشرى الجيدة هي أن الكثيرين يشعرون مثل عيد. “من داخل الغضب يبدأ التحرك”، قال. “في داخل المجتمع بدأت تسمع اقوال تقول إنه حان الوقت لوقف التدهور. وأنا آمل أن يترتب على ذلك نشاطات لاعادة الأمن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى