ترجمات عبرية

هآرتس/ ذي ماركر – بقلم آفي بار – ايلي – اقتحام بنك حزب الله، ومسار الاموال كشف

هآرتس/ ذي ماركر – بقلم  آفي بار – ايلي – 7/1/2021

” بعد شهر من هجوم القراصنة على مؤسسات في اسرائيل كشفت مجموعة مجهولة المعلومات الشخصية لـ 200 ألف مقترض و100 ألف صاحب حسابات في بنك “القرض الحسن”، وهو المؤسسة المالية التي تدير ميزانية حزب الله في لبنان  “.

فيلم الفيديو المستثمر نسبيا والذي تم رفعه في اليوتيوب قبل اسبوع بدأ بعرض شعار مجموعة قراصنة مجهولة باسم “سبايدر ز.” بعده تم عرض مقطع مصور لبضع ثوان من الانفجار الضخم الذي حدث في شهر آب الماضي في ميناء بيروت. الانفجار الذي خرب اجزاء واسعة من بيروت الحق بالدولة المفككة اضرار شديدة. وبعد ذلك اشعل فيها السخط على حضور حزب الله (بعد أن نشر بأن سبب الكارثة يكمن في مخازن المواد الخطيرة لهذه المنظمة الارهابية).

“المافيا، المليشيات والاموال، هي التي تسيطر الآن في لبنان”، تنتقد في الفيلم شخصية قرصان (يرتدي على وجهه قناع لشخص مجهول بالطبع) وبصوت مشوش تقنيا. في الخلفية تم عرض صور الرئيس اللبناني ميشيل عون ورئيس البرلمان نبيه بري وصورة رئيس حزب الله، حسن نصر الله. الرسالة هي: الفساد الذي يرافق حضور حزب الله في لبنان هو سبب الاقتحام الذي سيتم توثيقه فورا للنظام البنكي لهذه المنظمة. وكأن هذه عملية رد لبنانية – داخلية، وليس عمل لجهة خارجية، لا سمح الله.

مع ذلك، نشر الفيديو يبدو دقيق جدا بالنسبة لاتحاد قراصنة مجهول. وضمن امور اخرى، شمل ذلك احداث دراما واعمال غرافيك ودمج صور من الارشيف، وحتى شمل اضاءة “علم لبنان يتمزق”. وبالطبع لا يمكن تجاهل موضوع التوقيت.

نقاط اختراق

قبل شهر تعرضت اسرائيل لهجوم سايبر مغطى اعلاميا. وحسب معرفتنا، حتى الآن الهجوم شمل سرقة تفاصيل زبائن في شركة “شربيت” للتأمين، واختراق شركة “عميتال” للبرامج – التي عن طريقها اقتحم القراصنة عشرات الشركات اللوجستية في الاقتصاد الاسرائيلي؛ وسرقة شيفرات من شركة مبتدئة سرية باسم “هفانا لاباس” – الجوهرة التي دفعت “انتل” 2 مليار دولار ثمنا لها. ولشديد الحرج، اختراق ايضا لحواسيب “التا” التابعة للصناعات الجوية، وحتى حواسيب قسم السايبر التابع لها.

هذه الاختراقات رافقتها موجة من العلاقات العامة التي اثارت الشكوك بأنه تقف من وراء هذا الهجوم دولة، وليس (فقط) تنظيم اجرامي. والآن بعد مرور اسبوعين، اختراق حساس تمت تغطيته اعلاميا بدرجة لا تقل عن  ذلك، للبنك اللبناني “القرض الحسن”. الاقتحام كشف تفاصيل 100 ألف صاحب حساب في عدة دول في العالم؛ 200 ألف مقترض (بالاساس من لبنان)، وتفاصيل القروض التي تم الحصول عليها في الاعوام 2019 و2020 وتفاصيل حسابات فتحها بنك “القرض الحسن” في بنوك شرعية في لبنان وفي اوروبا، مع تجاوز للعقوبات الامريكية.

خبراء الامن الذين فحصوا المواد التي تسربت عثروا على الاقل على نقطتي اختراق – سواء في نظام الحاسوب للبنك أو في نظام الحماية. هذا لأن المادة التي تسربت شملت ايضا صور ايداع اموال في الفروع، وحتى صور الخزنات.

ظاهريا، يبدو أن هذه نتائج لعملية مندمجة اقتضت تواجد مادي في لبنان – الامر الذي يمكن أن يشير الى نشاط تجسس اجنبي. من جهة اخرى، ما هي مصلحة منظمة تجسس في كشف اختراق عميق جدا لاحشاء منظمة ارهابية، و”حرق” ثغرة يمكن أن توفر لها قيمة مستدامة؟.

نظام تحري

“اقتصاد حزب الله يعمل بصورة موازية لاقتصاد لبنان. وابتزاز حزب الله لمصادر المال في لبنان قاد اقتصاد الدولة الى التحطم. “القرض الحسن” ليس جمعية خيرية، بل هو بنك حزب الله”. هكذا وجهت شخصية القرصان في فيلم اليوتيوب انتقادها.

“القرض الحسن” تم تأسيسه في 1983 كفرع خيري، وشغل نظام اعطاء قروض صغيرة اجتماعية، استهدفت دعم الطائفة الشيعية في بيروت – نوع من النظام المالي – الانساني. وخلال ثلاثة عقود عمل البنك في ظل مؤسسات مالية معروفة اكثر لحزب الله، مثل صندوق الشهيد وبنك الاستثمارات “يُسر”. عبر هذه المؤسسات أسست هذه المنظمة الارهابية نظام ظل مالي، نظام عمل في موازاة النظام البنكي الرسمي اللبناني، لكن ليس في اطاره. اموال حزب الله جاءت من مصادر مختلفة: سلسلة مصالح تجارية رسمية يشغلها المخلصون له في ارجاء العالم في مجالات مختلفة (العقارات، المقاولات والالكترونيات)، ونشاطات جنائية تشارك فيها طوائف شيعية في امريكا اللاتينية وغرب افريقيا (المخدرات، الاتجار بالسيارات المسروقة وتزوير العملة) والتبرعات – وبالطبع المساعدة الجارية من ايران التي تقدر بمئة مليون دولار في السنة.

هذه الاموال تم ايداعها في حسابات مركزية تم فتحها في البنوك اللبنانية على اسم “يُسر”. على سبيل المثال، المؤسسات المالية الرسمية كانت تقدم خدمات بنكية جارية لزبائن بقوا خلف الكواليس. نظام التحري هذا مكن حزب الله من عدم كشف نشطائه وأن يدير فعليا نظام بنكي منفصل. في نفس الوقت سهل العثور على المال التابع للمنظمة، وتحديد البنوك التي شكلت بالنسبة له منبر مالي. هذه الثغرة تم استغلالها جيدا، سواء من قبل الموساد الاسرائيلي أو “القانون الصارم” – منظمة قانونية تتابع اموال المنظمات الارهابية لغرض المحاربة القانونية لمؤسساتها “المبيضة” وتقديم دعاوى ضخمة ضدها في الخارج.

حسب اقوال المحامية نتسانا درشن – لايتنر، مؤسسة “القانون الصارم” فان “القرض الحسن” حل محل اذرع حزب الله المشهورة، وتحول الى بنك لنشطاء حزب الله – بعد أن استوعب أحد الدروس المهمة. في البداية أدار حسابات رئيسية في بنوك تجارية رسمية، لكن منذ بداية العام 2006 قام بتغيير نشاطه: بدلا من أن يفتح على اسمه حسابات رئيسية، بدأ في ارسال العاملين فيه كرجال فزاعة من اجل أن يفتحوا بأسمائهم سلسلة من الحسابات الشخصية، كما يبدو. النشطاء جاءوا الى البنوك عبر مجموعات تتكون من شخصين أو ثلاثة اشخاص (مع ثلاثة مسموح لهم التوقيع يصعب الهرب مع الاموال)، وادارة الحساب الجاري تم توزيعها بين المنصات “المنصفة” الموجودة في لبنان دون ترك أي أثر.

في المرحلة التالية، “القرض الحسن” تحول هو نفسه الى بنك. وقد قام بفتح ثلاثين فرع وأدار ودائع واعطى القروض والضمانات. وحتى أنه عرض خدماته لنقل الاموال الخارج. وفقط مؤخرا تفاخر باطلاق تطبيق ووضع صرافات آلية في ضواحي بيروت الجنوبية.

“القرض الحسن هو المؤسسة التي تدير الآن ميزانية حزب الله، التي تبلغ 1 – 1.5 مليار دولار في السنة. وهو الذي يدفع رواتب العاملين في التنظيم، وحتى أنه أصدر لزبائنه بطاقات اعتماد”، هذا ما قاله لصحيفة “ذي ماركر” عوزي شعيا، أحد كبار رجال الموساد السابقين.

شعيا كان يترأس “تسلتسيل”، وهي قوة المهمة التي تم تأسيسها في الموساد من اجل متابعة مسار الاموال التي تستخدمها التنظيمات الارهابية. “القرار في حينه كان التركيز على نقل الاموال وليس على مصادرها”، شرح. بالمناسبة، في توقيت يشكل مفارقة، تم في الشهر الماضي اطلاق كتاب درشن لايتنر – “هارفون” (تسلتسيل)، الذي يوثق العلاقة التي تراكمت بين المنظمة القضائية التي أسستها وبين قوة المهمة السرية.

حسب اقوال شعيا فان مواد الاختراق التي تم تسريبها من “القرض الحسن” كشفت أن زبائن من دول مختلفة مثل المانيا وفرنسا وبلغاريا، فتحوا هم ايضا حسابات بنكية في “القرض الحسن” بواسطة توكيل ارسلوه الى لبنان. بهذا ربما استغلوا منصة حزب الله من اجل تبييض الاموال أو اخفاء ضرائب. اضافة الى ذلك، اشار شعيا الى أن قائمة اصحاب الحسابات تشمل ايضا جهات ايرانية (مثل سفارة ايران في لبنان أو شركة طيران “مهان اير”). هذه الحقيقة تثير الشك بوجود قناة لتجاوز العقوبات، حيث أن هذه العقوبات تمنع التحويلات المالية الى ايران.

في موازاة ذلك يتضح أن رجال “القرض الحسن” يديرون حسابات ايضا في بنوك اجنبية، منها بنك “سوسيتا جنرال” الفرنسي، من خلال تعاون النظام البنكي اللبناني وغض النظر الذي يمكن هذه المنظمة الارهابية من تجاوز العقوبات.

“هذا كشف اشكالي جدا بالنسبة لحزب الله”، قال شعيا. “هذا يهز بصورة كبيرة ثقة الاشخاص الذين فتحوا هناك حسابات. فهم سيتم تصنيفهم بأنه توجد لهم علاقة مع حزب الله، الامر الذي يضر بسلوكهم المالي في المستقبل. وبالنسبة لـ “القرض الحسن” هذا الكشف يمكن أن يصعب عليه من الآن ادارة الحسابات في النظام البنكي اللبناني”.

في الواقع، القراصنة في “سبايدر ز” طلبوا في الفيلم الذي قاموا بنشره من المقترضين واصحاب الحسابات في البنك الذي تم اختراقه، عدم سداد الديون وسحب اموالهم ومقاطعة اقتصاد الظلال لحزب الله.

المنظمة الارهابية سارعت الى الرد في موقع الانترنت “العهد”، حيث قالت إن تأثير حادثة السايبر محدود. جهات في المنظمة قالت إنه بعد “الانجازات النوعية” التي سجلها “القرض الحسن” على الصعيد التكنولوجي فان “الرابطة” تشكل هدف لجهات تريد احباط نجاحها، وهؤلاء فقط سيزيدون جهودهم وسيدفعونها الى اعطاء “خدمات اوسع واكثر شمولية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى