هآرتس/ ذي ماركر: المستثمرون ينتظرون رد ايران. هذه هي السيناريوهات
هآرتس/ ذي ماركر 5/8/2024، ايتي بات يا: المستثمرون ينتظرون رد ايران. هذه هي السيناريوهات
المستثمرون في البورصة يراقبون بتأهب الرد على تصفية قائد حزب الله الكبير فؤاد شكر في لبنان، وقائد حماس الكبير اسماعيل هنية في طهران. معظم الخبراء في السوق يتفقون على السيناريو الاساسي، الذي هو السيناريو المعقول بالنسبة لهم، الذي بحسبه لن يؤدي رد ايران ورد حزب الله الى اشتعال وتصعيد متعدد الساحات.
هذا السيناريو الاساسي، الذي تتم مقارنته بـ “ليلة المسيرات” في منتصف شهر نيسان، التي فيها هجوم ايران ضد اسرائيل، الذي تم اعتراضه بشكل جزئي فشل في جزء آخر، لم يتسبب بأضرار كثيرة ولم يتسبب بتصعيد كبير في الوضع الامني.
في محادثة مع “ذي ماركر” شرح يونتان كاتس، الاقتصادي الرئيسي في بيت الاستثمار “ليدر”؛ ونوعام نيكش، مدير مشارك في صندوق “آي.ام.ايه”؛ ويوني بنينغ، استراتيجي الصفقة الرئيسي في غرفة التجارة لبنك مزراحي تفحوت – شرحوا الردود المحتملة للمستثمرين في السوق المالية في اسرائيل على ثلاثة سيناريوهات أمنية حول رد ايران وحزب الله على عمليات الاغتيال.
السيناريو الاساسي: الاستقرار:
في حين أنه في الولايات المتحدة العائدات انخفضت في الاسبوع الماضي، لا سيما في يوم الجمعة، بسبب البيانات الكلية الضعيفة التي عززت تقديرات خفض سعر الفائدة في ايلول، فان العائدات للسندات في اسرائيل ارتفعت منذ عمليات الاغتيال، لا سيما السندات طويلة الأجل، بسبب الخوف من اندلاع حرب اقليمية متعددة الساحات.
أمس عائدات السندات الاسرائيلية تحركت في نفس الاتجاه مثل السندات الامريكية في يوم الجمعة وانخفضت. العائدات على السندات الاسرائيلية في حوالي العشر سنوات انخفضت الى مستوى بلغ 4.8 في المئة.
يونتان كاتس من “ليدر” كتب في استعراض نشره بأن “اندماج الانخفاض الحاد في العائدات في الولايات المتحدة امام ارتفاع العائدات في اسرائيل يرفع الجاذبية على الآفاق بعيدة المدى”، في اشارة الى السندات الاسرائيلية الحكومية طويلة الأجل (خمس سنوات واكثر).
“بشكل عام عندما ترد الاسواق من خلال عدم اليقين، وحتى من خلال درجة كبيرة من الذعر، وتبدأ في تسعير سيناريو سلبي فانه تزداد الامكانية الكامنة لكسب الاموال، اذا لم يتحقق هذا السيناريو السلبي. بالطبع يوجد في كل سيناريو درجة كبيرة من عدم اليقين في هذه المرحلة. في السيناريو السلبي الاكثر تطرفا، أي أن نكون في حرب وجودية امام ايران لسنوات كثيرة وربما لن نبقى على قيد الحياة. ولكن هذا ليس السيناريو الاساسي.
“السيناريو الاساسي هو أنه ينتظرنا حدث يشبه الهجوم على اسرائيل من قبل الحوثيين في نيسان، هجوم كان مهم جدا، ولكن الاسواق لم تنفعل منه كثيرا (يبدو ذلك بسبب الضرر المنخفض نسبيا ونجاح الاعتراض).
“في التطرق للسيناريو الذي يبدو فيه رد من جانب ايران، الذي لن يغير قواعد اللعب، فان ثمن المخاطرة الذي يتجسد الآن في العائدات على السندات الاسرائيلية بأجل عشر سنوات، مرتفع جدا. بشكل عام في السيناريو الاساسي الذي وصف اعلاه، عندما ننظر الى الوضع الاقتصادي والمالي وقدرة اسرائيل على تسديد الديون، فان ارتفاع العائدات ليس له ما يبرره”.
حسب كاتس فان انتظار رد ايران وحزب الله يجعل جزء من المستهلكين يبقون في البيوت. وهو يقدر بأن الضرر سيكون بالاساس في استهلاك الخدمات، مثلا، الاستجمام والمطاعم. المشكلة حسب قوله هي أنه “كلما كان الانتظار اطول فان الضرر في النشاطات الواقعية والاستهلاك الشخصي، ونتيجة لذلك المدخولات من الضرائب، سيكون اكبر. هذا الضرر سيؤثر على مداخيل الدولة والعجز”. وقال بأنه بعد تصفية القائد الكبير في “قوة القدس” في حرس الثورة الايراني، حسن مهداوي، انتظرت ايران تقريبا اسبوعين الى أن قامت بمهاجمة اسرائيل بالصواريخ المجنحة والمسيرات بواسطة الحوثيين.
وحسب قوله اذا كان الانتظار قصير والهجوم كان قابل للاستيعاب مثلما كان الامر في هجوم نيسان فان الاسرائيليين سيعوضون فترة البقاء في البيوت باستهلاك متزايد. هكذا هو يقترح بأن بيانات الاستهلاك على مستوى الربع أو السنة ستكون اكثر ايجابية مما هي على مستوى الشهر، التي تتعرض للتذبذب بسبب الخوف الامني. خلال ذلك فان مغادرة مطار بن غوريون من قبل شركات طيران اجنبية ستؤدي الى أن المزيد من الاسرائيليين سيبقون في البلاد وسيستهلكون داخل حدود اسرائيل، الامر الذي سيساهم في زيادة مدخولات الدولة.
السيناريو المتوسط: التصحيح
بالنسبة لنوعام نيكش فان السيناريو الاساسي يشبه السيناريو الذي وصفه كاتس. وبدلا من ذلك هو يطرح امكانية أن تقوم ايران بمهاجمة سفارات اسرائيل في العالم كبديل عن الهجوم الجوي ضد اسرائيل.
في محادثة مع نيكش تم طرح سيناريو فيه بما يشبه الحرب في تشرين الاول، تهاجم اسرائيل من الجو في كل ارجاء البلاد خلال شهر كامل، وتسمع صفارات الانذار والاسرائيليون سيبقون في البيوت، وعدد من المصانع ستتلقى ضربات، ولكن لن يكون ضرر جوهري للبنى التحتية والمكاتب والمجمعات التجارية. حسب نيكش هذا الوصف منطقي لكونه سيناريو مؤقت، لكن كما قلنا هذا ليس السيناريو الاساسي بالنسبة له.
“أنا في السوق المالية منذ 25 سنة. في أحداث سابقة شاهدنا انخفاض حاد في البداية، وبعد الذعر في البورصة اجرينا التصحيح من الاعلى، وهكذا اتوقع ان يحدث في هذه المرة اذا تحقق السيناريو المتوسط. رفع التهديد بعد انتهاء شهر على الهجمات على اسرائيل، الى جانب حقيقة أنه منذ الآن السوق في اسرائيل رخيصة، سيؤدي الى ارتفاعات فيما بعد، شبيها بما حدث في حرب لبنان الثانية.
العائدات على السندات الحكومية في نهاية نفس الشهر ستكون أقل مما كانت عليه قبل الهجوم، لأن المستثمرين سيرون أن اسرائيل ستنطلق في طريق جديدة، أيضا سعر الدولار سيكون أقل مما كان عليه قبل الهجوم. هذا السيناريو المؤقت يتم تسعيره الآن فقط جزئيا بأسعار السوق المحلية، وفيما يتعلق بالسيناريوهات الاكثر خطورة التي يتم تسعيرها في السوق ايضا فانه يعتبر سيناريو متفائل.
السيناريو المتطرف: التشويش
يوني بنينغ من بنك مزراحي تفحوت يرى بصورة مشابهة السيناريو الاساسي لرد ايران وحزب الله. ولكن حسب رأيه فان مستوى الاسعار الآن في بورصة تل ابيب يعكس توقع سيناريو متوسط اكثر خطورة. بالنسبة له فانه في مثل هذا السيناريو ايران ستهاجم اسرائيل بواسطة حزب الله من اراضي لبنان، والتركيز لن يكون المس بالارواح بل الاضرار بالبنى التحتية.
“عدد الصواريخ بعيدة المدى لدى حزب الله غير كبير، وقدرة اسرائيل على اعتراضها مرتفعة. حزب الله يدرك أن القدرة على قتل عدد كبير من الاسرائيليين بواسطة الصواريخ ليست كبيرة، لذلك فانه تدرب على الجدار وخطط لاقتحام اسرائيل. في حرب لبنان الثانية شاهدنا قدرته على تنفيذ هجمات ارهابية ناجعة، على مدى بعيد هي قدرة محدودة، لذلك، هم سيرغبون في التركيز على تشويش البنى التحتية في دولة اسرائيل”.
حسب علمي، حتى الآن شركات التأمين لم تقم بتخصيص مخصصات أو تجميد رؤوس الاموال وفقا لهذا السيناريو المتطرف. في هذا السيناريو المتطرف، رغم احتياطي بنك اسرائيل الكبير من العملة الاجنبية، التي يمكن أن تعوض ضعف الشيكل، فان سعر الدولار سيقفز الى اكثر من اربعة شواقل.