ترجمات عبرية

آفي فايس : الشيطان الديمغرافي ليس مخيفا جدا

هآرتس/ ذي ماركر – بقلم  آفي فايس  – 13/6/2018

تقول التوقعات السكانية ان تركيبة المجتمع الاسرائيلي توشك على ان تتغير بشكل واضح في الخمسين سنة القادمة. واستنادا الى معدلات الولادة، يقدر مكتب الاحصاء المركزي بان الاصوليين والعرب – ونسبتهم اليوم نحو ثلث السكان – ستكون في 2059 نحو 50 في المئة من عموم السكان.

لهذا التغيير كفيل بان يكون تأثير كبير  على الاقتصاد، كون الاصوليين والعرب يتميزون بمستوى متدن نسبيا من رأس المال البشري، ومعدل تشغيل النساء العربيات والرجال الاصوليين متدن جدا. ومع ذلك، في هذه التوقعات لا تؤخذ بالحسبان ميول ديمغرافية هامة لوحظت مؤخرا في بحث جديد لمركز”طؤوب” وكفيلة بان تحدث فيها تغييرا جوهرا – وان لم يكن في الجانب النوعي فبلا شك في الجانب الكمي.

تستند توقعات مكتب الاحصاء المركزي الى معدلات الولادة، وهذه بالفعل اعلى بالمتوسط في اوساط العرب والاصوليين منها في اوساط العلمانيين. ولكن، منذ الستينيات طرأ انخفاض كبير في معدلات الولادة في اوساط كل الجماعات الفرعية في المجتمع العربي: مسلمين، مسيحيين ودروز. الامر ليس مفاجئا، لان للارتفاع في المداخيل وفي معدلات النساء العربيات المتعلمات والعاملات، يميل لان يترافق انخفاض في معدلات الولادة – ليس فقط في اوساط الاصوليين بل وايضا في اوساط العلمانيين والتقليديين.

اضافة الى ذلك، طرأت تغييرات ديمغرافية مفاجئة في معدلات الدخول الى الصف الاول، وفي تنقل التلاميذ بين المدارس التي تنتمي الى التيارات الدينية المختلفة بين الصف الاول والصف الخامس. في بداية سنوات الالفين كانت معدلات الدخول الى المدارس في انواع الرقابة المختلفة (الاصولية، العربية، الرسمية – الدينية والرسمية) عكست معدلات الولادة في كل وسط. ولكن في اثناء العقد الاخير، كان الارتفاع في الدخول الى المدارس في الرقابة الاصولية ادنى من المتوقع في ظل معدلات الولادة، بينما الارتفاع في معدلات الدخول الى المدارس في الرقابة الرسمية كان اكبر من المتوقع. بل ان هناك دلال على أنه بين الصف الاول والصف الخامس يوجد تنقل للتلاميذ من اطر التعليم الدينية الى اطر تعليمية دينية اقل. وتعكس هذه الميول ظاهرة مرضية في اوساط التلاميذ واهاليهم، واذا ما استمرت فيمكن أن يكون لها تأثير كبير على تركيبة السكان في اسرائيل.

في هذه الاثناء، تغييرات اخرى تقع في اوساط العرب والاصوليين تؤثر هي ايضا على الاقتصاد المستقبلي. بالنسبة للعرب، طرأت في السنوات الاخيرة، في هذه الجماعة تحسنات في جداول مثل العلامات في الاختبارات الدولية، معدل الحاصلين على شهادة البجروت والمشاركة في سوق العمل. وبارزة على نحو خاص التغييرات التي طرأت في اوساط النساء العربيات – اللواتي باتت اعداد متزايدة منهن تنللن التعليم الاكاديمي. ومع أنه بشكل عام المتعلمون الاكاديميون يعملون بمعدلات اعلى، فان الظاهرة بارزة جدا عند الحديث عن النساء العربيات.

وبالنسبة للاصوليين، فان معدل النساء والرجال العاملين يرتفع، ليس فقط بين السكان الاصوليين كلهم بل وايضا في كل واحد من تياراتهم – الليتوانيين، الحسيديين، الشرقيين والحباديين. مزيد من الرجال الاصوليين يتعلمون في الاكاديمية، ومع ان ومعدلات تساقطهم اعلى من مجموعات اخرى بين السكان، الا انه حتى عندما لا يكملون تعليمهم، فانهم يميلون الى أن يخرجوا الى سوق العمل اكثر من الرجال الاصوليين الذين لم يكتسبوا تعليما اكاديميا على الاطلاق.

من المهم الاشارة الى أنه لا تزال هناك فوارق في التعليم وفي العمل بين العرب والاصوليين وبين اليهود غير الاصوليين، والطريق الى تقليصها لا يزال طويلا. ولكن الميول التي اشرنا اليها أعلاه تحدث التغيير منذ الان. اضافة الى ذلك، فان السكان الاصوليين والسكان العرب هم اكثر شبابا نسبيا بالمقارنة مع السكان اليهود غير الاصوليين، ومن هناك فان للتغييرات التي تحدث اليوم بين الشباب في هاتين المجموعتين ستكون لها في السنوات القادمة تأثيرات اكبر على السكان في سن العمل.

في نظرة الى الامام، فان السبيل الافضل للاستعداد للتغييرات الديمغرافية التي ستقع هو مواصلة الاستثمار في التعليم والتأهيل لهاتين الفئتين السكانيتين من أجل تحسين رأس المال البشري لديهم ودمجهم بشكل افضل في قوة العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى