ترجمات عبرية

هآرتس – ذي ماركر –  الشاب العربي غير مهم لسوق العمل الحديثة، بسبب ذلك هو يتجه الى الجريمة

هآرتس –  ذي ماركر – بقلم  ميراف ارلوزوروف – 6/4/2021

” 56 في المئة من الرجال العرب غير حاصلين على شهادة البغروت، ونسبة الحاصلين على لقب اكاديمي في اوساط العرب لم تتغير في العقدين الاخيرين. في اوساط الشباب 34 في المئة عاطلين عن العمل ولا يتعلمون، حتى قبل الكورونا تم لفظ العربي من سوق العمل والنتيجة هي جريمة متزايدة “.

       بتأخير 70 سنة استيقظ الجمهور في اسرائيل ليلاحظ وجود المشكلات الداخلية للمجتمع العربي. وسائل الاعلام تكتب باسهاب عن الجريمة المتزايدة في القرى العربية، التي يتدفق صداها في الشوارع مثل المياه. معطيات طاقم المدراء العامون لمكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي، الذي قدم توصيته للحكومة في الصيف الماضي، هي معطيات صادمة. الزيادة في عدد حالات القتل وصلت الى 50 في المئة خلال خمس سنوات. واحتمالية أن يقتل الشخص العربي في اسرائيل هي احتمالية اكبر بسبعة اضعاف من اليهود. نسبة العرب في عدد السكان هي 21 في المئة، لكنهم متورطون بـ 93 في المئة من حالات اطلاق النار، و64 في المئة من حالات القتل و61 في المئة من حالات اشعال النار.

       الامر المأساوي هو أن مشكلة الجريمة في الوسط العربي تتركز في اوساط الشباب، ابناء 20 – 24. 44 في المئة من القاصرين الذين تمت ادانتهم في 2017 كانوا من العرب. ونصيبهم من مجمل المدانين العرب هو 32 في المئة، ضعف نسبة الشباب اليهود من بين مجمل المدانين.

       العنف المتصاعد اثار ليس فقط الجمهور اليهودي، الذي لا يبالي بشكل عام بمصير العرب، بل ايضا غير وجه السياسة العربية، يبدو ايضا السياسة الاسرائيلية بشكل عام. متوج الملوك الجديد للسياسة الاسرائيلية، عضو الكنيست منصور عباس، جعل نفسه كفة الميزان على خلفية الشعور بعدم الأمان المتصاعد في اوساط العرب، والحاجة الملحة للعرب لتحقيق تحسن معين في شعورهم بالأمن. ولا يهم أي حزب يهودي هو الذي يوفر ذلك.

       يصعب القول إن كل ذلك كان مفاجئا. العنوان كان مكتوب على الحائط بأحرف كبيرة. هو يكمن في تحطم مكانة الشاب العربي في اسرائيل، بالاساس العربي الشاب، الذي يجد نفسه بدون عمل ولم يحصل على التعليم، في واقع لا يوجد فيه مكان لغير المتعلمين وازاء ازمة اجتماعية، حيث النساء العربيات وصلن الى مستوى الرجال في مجال التعليم والاندماج في المجتمع.

       13 في المئة حاصلون على التعليم الاكاديمي. معهد اهارون، في المركز متعدد المجالات في هرتسليا، سيعقد اليوم مؤتمر يتناول ازمة التشغيل في الوسط العربي. وقبل عقد المؤتمر قام قسم الاقتصادية الاولى في وزارة المالية، برئاسة شيرا غرينبرغ وباحثون في معهد اهارون برئاسة الدكتور مريان تحاوبو، باجراء بحث عن جذور التراجع في تشغيل الشباب العرب. التفسير الذي يتبين من البحث هو تفسير بسيط: الرجال العرب توجد لديهم مشكلة قاسية تتمثل برأس المال البشري الذي هو غير متناسب، بالاساس بسبب الفجوات الكبيرة في التعليم.

       الرجال العرب بدأوا في الخروج من سوق العمل في اسرائيل في العام 2017، حسب تحليل تحاوبو، نسبة تشغيلهم انخفضت من 77 في المئة الى 71 في المئة خلال ثلاث سنوات، حتى قبل اندلاع ازمة الكورونا، وخلافا لمنحنى ذروة التشغيل التي ميزت كل الاقتصاد في ذلك الحين. في ازمة الكورونا تدهور تشغيل الرجال العرب ووصل الى معدلات لم تتم مشاهدتها خلال عقود، 63 في المئة فقط. نهوض المجتمع العربي من البطالة العميقة لازمة الكورونا هو نهوض بطيء، وهذا أمر غير مفاجيء لأن سوق العمل بدأت بلفظهم حتى قبل الازمة.

        تحليل المعطيات يدل على أن اساس المس بتشغيل العرب كان في الجيل الشاب، لكن ليس فقط فيه، وأن المس تركز تقريبا فقط في العمال العرب غير المتعلمين. هذا لا يبدو فظيع لولا حقيقة أن 56 في المئة من الشباب العرب لا يحملون شهادة البغروت، و13 في المئة منهم لديهم تعليم اكاديمي. الرجال العرب، كما قلنا، يجلسون في الطرف غير الصحيح من توزع التعليم، وهذا يضر بهم بشكل كبير.

       بسبب قيد تعليمهم، فان الرجال العرب يتم تشغيلهم في اربعة فروع اساسية وهي البناء (25 في المئة)، التجارة والصناعة والمواصلات. فرعان من هذه الفروع تعرضا لهزة في السنوات الخمسة الاخيرة، ولفظا من داخلهما العمال العرب. في فرع الباء نصيب العرب انخفض 8.5 في المئة، وفي الصناعة انخفض 17 في المئة. ويجب التذكير مرة اخرى بأن هذا كان قبل ازمة الكورونا.

       ما الذي حدث في الفروع الاخرى؟ فرع البناء عاد الى حضن العمال غير الاسرائيليين. تم فتح الابواب امام العمال الفلسطينيين وامام استئناف استيراد العمال الاجانب. امام العمال غير الاسرائيليين الذين هم مستعدون للعمل بأي أجر ودون تقييد في الساعات، لا توجد فرصة أمام العمال العرب. وقد تم لفظهم من الفرع بجموعهم. وبسبب أن فرع البناء هو الفرع الذي يدفع الاجر الاعلى للعمال غير المتعلمين، فان هذه ضربة قاسية للوسط العربي.

       في فرع الصناعة، حسب تقدير قسم الاقتصادية الاولى والباحثون في معهد اهارون، بدأت كما يبدو أخيرا انعطافة تكنولوجية. الصناعة الاسرائيلية التقليدية التي اعتمدت خلال السنين على العمال الذين يعملون في خطوط انتاج قديمة بدأت التحدث بلغة التجديد والنجاعة. بدلا من العمال توجد روبوتات، وهذا يبدو التفسير لعدد كبير من عمال الصناعة الذين وجدوا انفسهم بدون عمل. ايضا العمال اليهود، بالمناسبة، تم لفظهم من الصناعة التقليدية، لكنهم نجحوا في اعادة الاندماج في اعمال اخرى، في سوق تتمتع بتشغيل ذروة. العمال العرب، ربما بسبب حاجز اللغة وبسبب التحريض ضدهم نتيجة قانون القومية، لم يعيدوا اندماجهم وبقوا عاطلين عن العمل.

       في اوساط من يحملون لقب اكاديمي لم تسجل ازمة تشغيل، من العام 2018 وحتى 2020، وحتى ازمة الكورونا، نسبة تشغيل العرب الاكاديميين ارتفعت. راتب العربي الاكاديمي يتخلف بمعدل بسيط نسبيا مقارنة بأجر الاكاديمي اليهودي. في المقابل، في الطب والتعليم، العربي يحصل على أجر اكبر من أجر اليهودي. ايضا في اوساط النساء تتم ملاحظة فرق كبير بين الحاصلات على لقب اكاديمي واللواتي يعملن بنسبة 73 في المئة مقابل 85 في المئة في اوساط اليهوديات الاكاديميات، وبين غير الحاصلات على شهادة البغروت. فقط 18 في المئة من النساء العربيات اللواتي لم يحصلن على شهادة البغروت يعملن مقابل 69 في المئة في اوساط النساء اليهوديات اللواتي حصلن على نفس التعليم.

        توجد فجوات على طول مستويات التعليم، لكنها بصورة واضحة اصغر في اوساط من حصلن على تعليم اكاديمي. فقط في حين أن 24 في المئة من النساء العربيات حصلن على اللقب الاكاديمي فان النسبة في اوساط الرجال العرب هي اقل من 13 في المئة (الارقام الموازية لدى اليهود هي 45 في المئة من الرجال و65 في المئة من النساء). الافظع من كل ذلك هو أن نسبة الحاصلين على اللقب الاكاديمي في اوساط الرجال العرب في اسرائيل تغيرت بشكل قليل منذ العام 2000.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى