ترجمات عبرية

هآرتس ذي ماركر: السعوديون ينتقلون الى أسلحة الجيل الثاني، اسرائيل ستضطر الى الصمود في سباق التسلح

هآرتس ذي ماركر 15/5/2025، حجاي عميت: السعوديون ينتقلون الى أسلحة الجيل الثاني، اسرائيل ستضطر الى الصمود في سباق التسلح

صفقة المشتريات الامنية التي وقعت بين السعودية وامريكا بمبلغ 142 مليار دولار، هي اموال كبيرة حتى بالنسبة للسعودية. من اجل فهم ذلك يكفي القول بأن ميزانية الدفاع للسعودية تبلغ 78 مليار دولار، نصف المبلغ الذي وقعت عليه الان مع الولايات المتحدة. المعنى هو ان الصفقة الضخمة تشكل صعود درجة في الاستراتيجية السعودية. “السعوديون يقومون بقفزة في هذه الصفقة”، قال ذلك مصدر يعمل في التجارة الدولية للسلاح. “هم ينتقلون الى “الجيل الثاني” في كل المجالات، سواء في مجال طائرات الركاب أو تكنولوجيا الفضاء التي يريدون التعمق فيها”.

انواع المنظومات التي ستشتريها السعودية ما زالت لم تنشر، وكما يبدو ايضا لم يتفق عليها بغالبيتها. الآن الحديث يدور عن اتفاق حدد الاطار المالي للصفقة بين الحكومتين، على اساس تقدير واسع للمعدات المطلوبة للسعودية، التي الولايات المتحدة مستعدة لتزويدها.

قطار من المدراء العامين لشركات السلاح الضخمة الامريكية مثل ار.تي. اكس ونورتروب غورمان وبوينغ، يتوقع ان يصل الى السعودية في الفترة القريبة القادمة من اجل انهاء التفاصيل.

حتى الان غير معروف اذا كان السعوديون سيحصلون على مصادقة لشراء طائرات اف 35 بتكلفة 110 مليون دولار للطائرة، لكن حتى بدونها فان السعوديين لن يجدوا صعوبة في العثور على سلاح وذخيرة امريكية كي ينفقوا عليها الاموال.

ثمن طائرات اف 15 المتقدمة، التي تمتلكها الان السعودية، يبلغ 100 مليون دولار لكل واحدة. شراء طائرات اف 15 متقدمة او تطوير طائرات اف 15 التي بحوزة السعودية سيكلف مليارات الدولارات. 

من اجل الدفاع عن خط الشاطيء للدولة الذي طوله 2500 كم فان السعوديين بحاجة الى غواصات كثيرة لصواريخ ومنظومات كثيرة من الرادار. بخصوص قاذفات من نوع اس.ام3 للحماية من الصواريخ فان التقدير هو ان تكلفة اطلاق واحد تبلغ 10 – 30 مليون دولار.

من اجل مواجهة صواريخ بالستية من ايران فان السعوديين بحاجة الى منظومات دفاع من نوع ثائد، تكلفة بطارية الدفاع هذه تبلغ مليار دولار. تكلفة كل صاروخ اعتراض تطلقه هي 8 ملايين دولار.

يمكنهم المنافسة في النوع وليس في الكم

في وزارة الدفاع وفي الصناعات الامنية يتابعون هذه الصفقات باهتمام وقلق. في هذه الاثناء الصفقة الضخمة السعودية يتوقع ان تزيد سباق التسلح الاسرائيلي الذي في الاصل توجد فيه اسرائيل.

السعودية في الحقيقة دولة صديقة، لكن اسرائيل تقارن قدرتها العسكرية مع قدرة السعودية، مثلما اعتبر ذلك مصدر رفيع في هذا المجال: “في الشرق الاوسط كل شيء يمكن ان ينقلب. هذا يمكن ان يكون ذات يوم جيش سنتواجه معه. وهذه الصفقة الضخمة تذكرنا كم نحن صغار. ليست لنا القدرة على منافسة السعودية في كمية السلاح، فقط يمكن المنافسة في النوعية”.

في الولايات المتحدة يقولون بانهم يشعرون انهم ملزمون بالسماح لاسرائيل بافضلية نوعية على القدرات العسكرية للدول الاسلامية. ولكن كلما طورت دول مثل السعودية قدراتها فان الانفاق الذي اسرائيل بحاجة الى تخصيصه من اجل الحفاظ على هذا التفوق يزداد.

زيادة سباق التسلح هو بشرى جيدة للشركات الاسرائيلية. مع ذلك، الى جانب الطلب المتزايد للسلاح الاسرائيلي النابع من ذلك فانهم في الصناعات الاسرائيلية لا يحبون الحصرية التي ستجلبها الصفقة مع السعودية والصفقات الاخرى المتوقعة لشركات السلاح الامريكية في وقت لاحق على زيارة ترامب في اتحاد الامارات وقطر.

السنوات التي انقضت منذ التوقيع على اتفاقات ابراهيم شكلت دول الخليج هدف مهم لصفقات السلاح بالنسبة لشركات اسرائيلية. تطبيع مستقبلي مع السعودية كان يمكن ان يكون امكانية كامنة ضخمة لاسرائيل. ولكن الزيارة الحالية للرئيس ترامب تستهدف ضمان ان هذا السلاح سيكون بايدي امريكية. 

بصورة رمزية تقريبا، في موازاة الزيارة، اعلن السعوديون في هذا الاسبوع بتفاخر عن منظومة ثائد الاولى التي انتجت في بلادهم نتيجة التعاون بين امريكا والسعودية –  خطوة تذكر بالتعاون بين شركات اسرائيلية وشركات امريكية.

“مشكوك فيه ان يسمح الامريكيون لهم بشراء منظومات اسرائيلية”، قال مصدر يتعامل مع شراء السلاح من شركات امريكية. 

ربما في النهاية سيبقى شيء ما لاسرائيل

من بين المنصات الامريكية المباعة في ارجاء العالم يمكن ايجاد انظمة مختلفة تم تصنيعها في اسرائيل، سواء كان الامر يتعلق بانظمة الطيران التابعة للصناعات الجوية الاسرائيلية، او خوذة الطيار التي تصنعها شركة “البيت”. 

هكذا، الطلبات التي ستصل الى “لوكهيد مارتن” و”بوينغ” وشركات اخرى يمكن ان تؤدي الى زيادة انتاج هذه المنظومات ايضا في اسرائيل. ولكن هذه الزيادة ليست دراماتيكية. الامكانية الكامنة الكبيرة للصناعات الاسرائيلية كان يمكن ان تكون كامنة في التطبيع مع السعودية. 

“التطبيع مع السعودية كان يمكن ان يفتح سوق كبيرة لشركة “البيت” للمنظومات أو الصناعات الجوية. في هذه الاثناء الحديث يدور عن صفقة مع الولايات المتحدة، نحن ليس لنا علاقة بها. الاجزاء التي تمتلكها اسرائيل في المنتجات الامريكية ليست هي التي ستؤثر علينا بشكل كبير”، قال عمري عفروني، المحلل في شركة اوبنهايمر للاستثمارات، الذي يغطي الصناعات. 

مصدر رفيع في الصناعات الامنية الاسرائيلية اكد على ان الامكانية الكامنة الحقيقية كان يمكن ان تكون في التطبيع مع السعودية. “مبيعاتنا لدول الخليج هامشية في هذه الاثناء. كانت هناك اوقات فيها كانت هذه اعلى. يجب الانتظار لرؤية كم سيقدس ترامب الصناعة الامريكية في الاتفاقات.

“اذا لم يضع السعوديون كل البيض في سلة ترامب وصناعة السلاح الامريكية، ربما سيبقى لاسرائيل شيء ما. السعوديون والاماراتيون سبق واشتروا السلاح من كل العالم، هكذا يمكن ان تكون امكانية كامنة لنا ايضا”.

مع ذلك، حتى الان تصميم حكومة اسرائيل على مواصلة الحرب في غزة يغلق امكانية هذا التطبيع. في ظل غياب ذلك الشركات الاسرائيلية يمكنها فقط النظر الى احتفال صناعة السلاح الامريكية والتفكير ماذا كان سيحدث لو أن هذه الشركات لم تبق في الخارج.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى