ترجمات عبرية

هآرتس ذي ماركر: الحرب في لبنان يمكن أن تساعد الاقتصاد، شريطة ادارتها مثل حرب لبنان الثانية

هآرتس ذي ماركر 25/9/2024، ميراف ارلوزوروف: الحرب في لبنان يمكن أن تساعد الاقتصاد، شريطة ادارتها مثل حرب لبنان الثانية

في النسخة المتفائلة فان الحرب يمكن أن تكون سيناريو ممتاز للاقتصاد. الحرب مع حزب الله الآن، بعد سنة دفع فيها الاقتصاد في اسرائيل ثمنا باهظا للمراوحة امام المنظمة الارهابية في الشمال وامام حماس في الجنوب، يمكن أن تساعد جدا اقتصاد اسرائيل المتعثر.

لا يجب الذهاب بعيدا. يمكن تذكر دروس حرب لبنان الثانية: حرب قصيرة نسبيا، بدون أن نجد انفسنا في المراوحة بعدها، التي اضرت بشكل كبير بقدرة حزب الله، وازالت بالفعل تهديد جبهة في الشمال مدة 18 سنة. من غير الغريب أن الاقتصاد الاسرائيلي سارع في النمو على الفور بعد انتهاء الحرب.

في لجنة ميغل، التي تفحص بنية القوة وميزانية الدفاع، هناك من يعلقون الآمال على الجبهة التي فتحت في هذا الاسبوع. اعضاء اللجنة يجب عليهم تحديد ميزانية الدفاع للعقد القادم، وهم ممزقون تحت عبء احتياجات منظومة الدفاع امام قيود الميزانية القاسية. 

الجبهة في الشمال يمكن أن تخفف تشوش اعضاء اللجنة. عمليا، التهديد في الجنوب لحماس تمت ازالته. لا يهم كيف ومتى ستخرج اسرائيل من قطاع غزة. حماس اصبحت لا تشكل أي تهديد استراتيجي في السنوات القريبة القادمة. 

حرب “جيدة” مع حزب الله يمكن أن تتركه متعب وأن تزيل التهديد ايضا من الشمال. هذا يعني أن تهديدين من بين الثلاثة تهديدات البرية على اسرائيل (سيبقى فقط تهديد المليشيات العراقية الموجودة في سوريا) سيتم تحييدهما في السنوات القريبة القادمة، الامر الذي سيخفف على اللجنة اتخاذ القرار حول ميزانية الدفاع.

جئنا، حاربنا، دمرنا، حصلنا على الردع وخرجنا 

كل ذلك مرهون فقط بأن تكون الحرب مع حزب الله هي حرب “جيدة”. نوع من حرب لبنان الثانية: جئنا، حاربنا، دمرنا، حصلنا على الردع وخرجنا. هذه العملية ايضا باهظة الثمن. تكلفة الحرب في لبنان هي 20 – 100 مليار شيكل. هذا متعلق فقط بمدة الحرب واذا كان دخول بري أم لا. الحرب مع حماس كلفت حتى الآن نحو 110 مليارات شيكل. هكذا، الحرب في جبهة الشمال بسهولة يمكن أن تضاعف تكلفة الحرب. هذه تكلفة ضخمة، لكن على فرض أن اسرائيل ليست في ازمة مالية، أي أن الدولة ستنجح في تجنيد الـ 100 مليار شيكل حتى لو كان ذلك بفائدة مرتفعة، فان الاقتصاد يمكنه مواجهتها. 

توجد هنا ملاحظات هامة. الاولى هي أنه لا توجد ازمة مالية. الثانية هي أن ندير حرب مثل حرب لبنان الثانية. الخوف هو من امكانية الغرق في الوحل اللبناني. ايضا هنا لا يجب الذهاب بعيدا. فحرب لبنان الاولى كانت هكذا بالضبط، بائسة، ودولة اسرائيل صممت على عدم وقفها واطالتها الى 18 سنة من المراوحة في المكان من خلال المنطقة الامنية في جنوب لبنان.

ليس بالصدفة أن حرب لبنان الاولى تنسب للازمة الاقتصادية الخطيرة التي غرقت فيها في الثمانينيات، والتي وصلت الى الانهيار الاقتصادي تقريبا. ازمة التضخم المرتفع جدا تأثرت ايضا بالتورط في لبنان وعجز الحكومة في اتخاذ قرارات صعبة في أي مجال، السياسي، الامني أوالاقتصادي. فقط حكومة الوحدة برئاسة شمعون بيرس هي التي نجحت في تجنيد بما فيه الكفاية من الشجاعة والدعم من اجل انقاذ الاقتصاد من الازمة بواسطة خطة الاستقرار.

الفجوة بين حرب لبنان الاولى والثانية تحوم فوقنا الآن ازاء السلوك السيء لحكومة اسرائيل منذ اندلاع الحرب. اسرائيل اصبحت تظهر كغارقة في وحل غزة بدون قدرة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على فهم قيود القوة، وتقصير الحرب. رغم أن حماس لم تعد تشكل أي تهديد استراتيجي، مع أو بدون محور فيلادلفيا، إلا أن نتنياهو يصمم على مواصلة القتال في غزة ويهدد بتدهور اسرائيل الى المراوحة المستمرة في المكان، عسكريا واقتصاديا. ازاء هذا الوضع يصعب التقدير ما هي احتمالية ادارة الحرب مع حزب الله بشكل مختلف، مع استخدام اداة الضغط في محاولة للتوصل الى تسوية سياسية معه في اسرع وقت، أو حتى وقف الحرب بدون تسوية سياسية، لكن مع وضع الحقائق على الارض تتمثل في ابعاد حزب الله عن الحدود. هذا يحتاج الى الشجاعة والقدرة على اتخاذ القرارات، وهذه صفقات نتنياهو ليس قويا فيها. 

فهم قيود الاقتصاد

حتى اندلاع الجبهة في الشمال فان الجيش الاسرائيلي التزم بالميزانية المحددة له للعام 2024، 160 مليار شيكل، لكنه لم يلتزم بتخصيصها. من بين الـ 160 مليار شيكل، 66 مليار تم تخصيصها لنفقات الحرب المباشرة. عمليا تكلفة الحرب بالنسبة للجيش يبدو أنها ارتفعت الى 70 – 80 مليار شيكل. هذا يعتبر تجاوز بمبلغ 10 مليارات شيكل عما خطط له. التجاوز نبع ايضا من اطالة الحرب في غزة اكثر مما هو متوقع في الميزانية، وايضا من انفاق الجيش على الذخيرة واستخدام ايام الاحتياط. هذا التجاوز نجح الجيش في اقتطاعه من الميزانية المخصصة للتسلح (بناء القوة)، أي أن الجيش الاسرائيلي حول 10 مليارات شيكل من التقوي الى الاستخدام الآني، مع البقاء في اطار الـ 160 مليار شيكل. هذا يعتبر نجاح جزئي للجيش في الميزانية، لأن الامر يتعلق باهمال المستقبل لصالح الحاضر. ولكن عند اخذ الظروف في الحسبان فان هذا لا يعتبر أمر فظيع. الآن عندما تغيرت الظروف وميزانية الدفاع ستزيد 20 – 100 مليار شيكل فان معظم النفقات ستكون في العام 2025، وهذا في كل الحالات لا يغير الكثير.

ما يغير وبحق وبشكل كبير هو الحكمة في ادارة الحرب، وادارة الاقتصاد. استيعاب وفهم قيود الاقتصاد في اسرائيل من ناحية موارد القوة البشرية والتسليح والموارد الاقتصادية، سيمكن من الخروج من هذه الحرب بسلام من كل النواحي.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى