هآرتس/ ذي ماركر: الاموال من الفقاعة انتهت، سلسلة مشاريع ناشئة في اسرائيل تم اغلاقها
هآرتس/ ذي ماركر 25/8/2024، ساغي كوهين: الاموال من الفقاعة انتهت، سلسلة مشاريع ناشئة في اسرائيل تم اغلاقها
في فترة الفقاعة، كمية كبيرة من الاموال المتاحة والسهلة تدفقت الى الهايتيك في اسرائيل، التي ضخمت صناعة المشاريع المحلية الناشئة. ولكن الآن، بعد سنتين على الازمة في هذا الفرع، فان الاموال في صناديق الشركات بدأت تنفد والثمن مؤلم.
في فحص اجرته “ذي ماركر” تبين أن سلسلة من المشاريع الناشئة في اسرائيل تم اغلاقها أو تم تقليص نشاطاتها في السنة الماضية، لا سيما في الاشهر الاخيرة. القاسم المشترك بينها هو جولة لتجنيد رؤوس الاموال الهامة الاخيرة لها تم استكمالها في 2021، سنة ذروة الفقاعة في الهايتيك. بعض الشركات تم اغلاقها بعد نفاد الاموال في صناديقها، وهي لم تنجح في تجنيد جولة جديدة. في بعض الحالات، كما يقول المبادرون، الحرب كانت عامل مهم آخر لهذه الصعوبات.
المستثمرون في البلاد قرروا الانسحاب
في الحقيقة لا توجد أي معطيات تشير الى أن اغلاق المشاريع الناشئة في اسرائيل في السنة الماضية كان استثنائيا من ناحية تاريخية؛ حيث أن المشاريع الناشئة يتم اغلاقها طوال الوقت. مع ذلك، في الاسبوع الماضي نشر في “فايننشال تايمز” معطيات لشركة “كارتا” اظهرت قفزة 60 في المئة في افلاس المشاريع الناشئة في الولايات المتحدة مقارنة مع السنة الماضية. حسب هذه المعطيات فان وتيرة افلاس المشاريع الناشئة اعلى بسبعة اضعاف مقارنة مع العام 2019. ولأن التوجه في اسرائيل بشكل عام تابع لما يحدث في الولايات المتحدة فانه لا يوجد أي سبب للتفكير بأن الوضع هنا افضل.
“كانت لدينا مبيعات بمئات آلاف الدولارات في السنة واقتربنا من مليون دولار، كنا في نوع من الزخم، لكننا لم ننجح في تجنيد الاموال”، قال رفيف كولا، احد مؤسسي شركة “فروت سبيك”. جولة تجنيد الاموال الاخيرة لهذه الشركة تم استكمالها في 2021، في حينه جندت الشركة 5 ملايين دولار. في السنة الماضية ارادت الشركة تجنيد 4 ملايين دولار اضافية، لكنها لم تنجح في الحصول على التزام بدفع كل المبلغ. التجنيد لم يخرج الى حيز التنفيذ، وفي شهر شباط تم اغلاق الشركة، والعشرين عامل فيها تمت اقالتهم.
“هذا توجد له علاقة مباشرة بالحرب”، قال كولا. “المستثمرون الاجانب اختفوا، والذين ارادوا المشاركة قالوا إن هذا ليس الوقت المناسب. ايضا مستثمرون في البلاد، الذين اظهروا الاهتمام، قرروا التراجع. هذا هو الوضع ايضا في شركات اخرى، يصعب جدا تجنيد الاموال، حتى لمبالغ صغيرة. هذا يتعلق ايضا بانخفاض الاستثمارات في العالم وبالوضع في اسرائيل، مع عدم اليقين الاقتصادي والسياسي”.
مبادر آخر اغلق شركته في بداية هذه السنة يتفق مع ذلك. “تقديرات الاسعار انخفضت، المستثمرون اوقفوا استثمارهم. هم يقولون لانفسهم، هنا سقطت قنبلة والآن نحن ننتظر”.
شعرنا بأننا في المسار الصحيح
شركة الصحة الرقمية ايضا “جيست ميد” تم اغلاقها مؤخرا بعد عدم نجاحها في تجنيد رأس مال اضافي، هذا حدث بعد اقل من اربع سنوات على تجنيدها مبلغ 6.5 مليون دولار في نهاية 2020. “جيست ميد وصلت الى نهايتها، ونحن اضطررنا الى اغلاقها”، قال المدير العام والمؤسس دان رولس بلينكداين قبل شهر تقريبا. “نحن شعرنا أننا في المسار الصحيح. فرغم عدد كبير من التحديات والصعوبات إلا أننا نجحنا في التعاون مع منظمات صحة ومع شركات رائدة في البلاد وفي العالم. ولكن جولة تجنيد الاموال التي لم تنجح في التوصل الى اتفاق وتأخير الدفعات، أدى الى دوامة التدفق. وفي مرحلة معينة امتص ثقب التدفق كل شيء. نحن قطعنا شوط طويل، لكن ليس بما فيه الكفاية. هذه اوقات مؤلمة جدا”. رولز كتب ايضا بأنه هو وشركاء له يحاولون الآن العثور على تمويل من اجل شراء اصول الشركة ونشاطاتها من الوصي الذي عينته المحكمة.
اضافة الى هذه الشركات هناك شركات كثيرة اعلنت عن تجنيد الاموال للمرة الاخيرة في العام 2021. شركة تكنولوجيا التأمين “سبراوت” الناشئة، التي جندت في 2021 حوالي 200 مليون دولار، قدمت في شهر أيار الماضي طلب من اجل البدء في اجراءات التوقف عن تسديد الديون. في هذا الطلب كتب أن “الشركة بذلت جهود كثيرة لتجنيد استثمارات اخرى. ولكن هذه الجهود لم تنجح”.
شركة “اوركان” اغلقت بالكامل خط انتاج منتجات بصرية، وقامت باقالة معظم العمال وبقي فيها طاقم صغير يواصل تطوير السماعات. وشركة “دايتو” التي تعمل في المواد الغذائية، وجندت خلال السنين 85 مليون دولار، اغلقت بعد صعوبات كثيرة.
ايضا شركة “كهولو” الناشئة، التي عملت في تطوير البرامج جندت 3 ملايين دولار في 2021 الى جانب جولة تجنيد اخرى واسعة في 2022، اوقفت نشاطاتها في نهاية السنة الماضية. وفي تموز استكملت الشركة عملية التفكك الطوعي. في بداية هذه السنة شركة السايبر “ريزليون” اوقفت نشاطاتها وقامت ببيع الملكية الفكرية لشركة “غيتلاب”. ايضا فيها جولة التجنيد المهمة الاخيرة استكملت في 2021، ومنذ ذلك الحين وجدت صعوبة في الصعود على مسار النمو. في السنوات الاخيرة نجحت في تجنيد جزء صغير فقط من المبلغ الذي كانت تحتاجه. والاتصالات لبيعها انهارت بسبب الحرب.