ترجمات عبرية

هآرتس: دولة سليمة لديها حكومة عقلانية، كانت ستبارك مبادرة مكرون

هآرتس 13/6/2025، كارولينا ليندسمان: دولة سليمة لديها حكومة عقلانية، كانت ستبارك مبادرة مكرون

يصعب ان يخطر بالبال شخص يهم الإسرائيليين اقل من محمود عباس. أيضا السلطة الفلسطينية تحصل هنا على تثاؤب جماعي. ليس فقط جهاز الحكم الفلسطيني يقوم بتنويمنا. فعليا، ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية، ولا نعرف ماذا يفعلون، يهمون الإسرائيليين مثل قشرة الثوم. سبب ذلك، وقد حان الوقت للاعتراف بذلك، هو ان الإسرائيليين يحترمون فقط القوة. اذا لم يكن إرهاب فان الامر لا يهمهم.

لذلك يجب عدم التفاجؤ من التجاهل الجماعي لتصريح قصر الاليزيه بان عباس ارسل رسالة الى الرئيس الفرنسي عمانوئيل ميكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ادان فيها هجوم 7 أكتوبر باعتباره “عمل مدان وغير مقبول”. ودعا حماس الى “اطلاق على الفور سراح المخطوفين والأشخاص المحبوسين”. وعرض “تعهدات ملموسة وغير مسبوقة”، التي حسب مكتب ميكرون “تدل على استعداد حقيقي للتقدم من اجل تطبيق حل الدولتين”.

استعداد حقيقي للتقدم نحو حل الدولتين، هو قال ذلك؟ هذه لحظة ممتازة كي نذهب للنوم، يقول الوعي الإسرائيلي. في مقطع نشر فيه أن عباس كتب في رسالته بانه “لا يوجد أي نية لتكون الدولة الفلسطينية المستقبلية عسكرية”، في حينه كنا نوجد عميقا في النوم. ايقظونا عندما تصبح لديكم سيارة تويوتا بيضاء وعصبة خضراء على الراس واستعداد حقيقي لتحطيمنا. من اجل اقل من 7 أكتوبر نحن لن ننهض من السرير.

عنف إسرائيل الزائد في الحرب في غزة هو الطرف الثاني لتجاهلها المطلق للسلطة الفلسطينية. يجب القول بان التجاهل الذي يمكن المستوطنين في المناطق وفي الحكومة من مواصلة مشروع النهب والسرقة والاستيطان والطرد بدون ان ينتبه احد لذلك – باستثناء عدد من الشواذ في “هآرتس” و”محادثة محلية” ومنظمتان أو ثلاث منظمات أخرى. هذا بالطبع لن يمنع الإسرائيليين من  توجيه ضربة قوية لهم في المرة القادمة التي يحاول فيها الفلسطينيون تذكيرنا بوجودهم باللغة التي نفهمها وهي الإرهاب. عندها سنستيقظ من السبات ونعود الى النوم.

عندما يوجد من يحاول التحدث معنا بلغة مختلفة مثل ميكرون فان إسرائيل الرسمية ترد عليه مثل شخص يرد على تعليق. وزير الخارجية جدعون ساعر اهان في رده عباس وميكرون على حد سواء. فقد اتهم السلطة الفلسطينية بالتمسك بروح الإرهاب (بدون أي كلمة عن التنسيق الأمني مع إسرائيل الذي يستمر منذ ثلاثين سنة)، واستخف بامل وسذاجة ميكرون، وانهى أقواله بنكتة ممجوجة، “اذا كان ميكرون متهلف جدا للدولة الفلسطينية، فانه يجب عليه اقامتها في فرنسا الواسعة”. اذا كان هذا هو المستوى الذي يعبر فيه وزير الخارجية الإسرائيلي عن نفسه، فربما حان الوقت لتعزيز تعليم التوراة.

الدولة السليمة والتي لديها حكومة عقلانية وسياسة خارجية مسؤولة كانت ستبارك مبادرة ميكرون والسعودية. لانه في نهاية المطاف “يدنا دائما ممدودة للسلام”، أليس كذلك؟. في اعماقنا يجب أن نقول شكرا لأن هناك شخص جدي ما زال يعتبر إسرائيل شريكة في عملية بناءة. شخص، الذي بتصميم شبه ساذج، يريد الفصل بين إسرائيل وايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وكل ما يمثلونه. وكأنه ما زال يمكن اجراء عملية الفصل هذه. الامر المقلق اكثر هو ان العالم سيرفع يديه، ولن يكون هناك مثل ميكرون، والجميع سيدركون ان إسرائيل هي دولة تسعى الى الحرب، وتتغذى على القومية المتطرفة، وانه لا يوجد هنا أي احد يمكن التحدث معه. بعد بضع سنوات على نتنياهو وساعر وبن غفير وسموتريتش، حتى هذا الوهم سيختفي.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى