ترجمات عبرية

هآرتس– دمتري شومسكي- عميت سيغل يعرض: ميرتس في الطريق الصحيحة

هآرتس– بقلم  دمتري شومسكي – 11/10/2021

” الهجوم الشديد لسيغل على اعضاء ميرتس الثلاثة في اعقاب اللقاء بينهم وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس يدل على أن خطر استئناف العملية السلمية مع الفلسطينيين لم ينته بعد وأن ميرتس يسير في الطريق الصحيح “.

هذا ليس سرا. رغم الرضى المفهوم ضمنا من ابعاد بنيامين نتنياهو عن الحكم، إلا أن من يؤيدون اليسار السياسي الآن غارقين بدرجة غير قليلة في الكآبة والمرارة. لأن كبار شخصيات “حكومة التغيير” التي تشارك فيها احزاب اليسار، يوضحون مرة تلو الاخرى، بعضهم بشكل صريح وبعضهم بشكل ضمني، بأنه ليس لديهم أي مصلحة في الدفع قدما بالعملية السياسية وأن حل الدولتين لم يعد موجود على جدول الاعمال الاسرائيلي.

في اعقاب اللقاء الذي جرى بين ثلاثة اعضاء في الحكومة من حزب ميرتس، وزير الصحة ورئيس الحزب نيتسان هوروفيتس، ووزير التعاون الاقليمي عيساوي فريج وعضوة الكنيست ميخال روزين، وبين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) في الاسبوع الماضي، تبين من الجهة غير المتوقعة بأنه يوجد مكان للتفاؤل الحذر في اوساط اليسار، وربما حتى القليل من الارتفاع في المعنويات.

عميت سيغل، مندوب المؤسسة الاستيطانية المسيحانية في شبكة الاخبار في القناة 12، هاجم بشدة في مقال نشره في موقع “ماكو” الاعضاء الثلاثة من ميرتس بسبب الالتقاء مع عباس. “لقد حان الوقت كي يستوعبوا في ميرتس بأننا لا نوجد في التسعينيات. في الواقع السياسي والامني من عشرينيات القرن الحالي لا يمكن التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. لذلك، يجب على احزاب اليسار التساوق مع روح العصر والتسليم بالعهد الجديد، عهد فيه مفاهيم مثل تسوية سياسية ودولتين لشعبين وعملية سلام فقدت كليا اهميتها واصبحت خارج السياق”، كتب.

سيغل ليس مجرد صحافي موهوب، بل هو يميني له حواس سياسية حادة. ولو أنه اعتقد بأن اللقاء بين اعضاء ميرتس وعباس لا توجد له اهمية سياسية وأن حل الدولتين الذي عبر الطرفين في اللقاء عن التزامهم به غير واقعي بصورة واضحة في ايامنا، فمن الارجح أنه كان سيتجاهل كليا اللقاء في رام الله ولما كان توقف ولو للحظة عند الديناصورات من التسعينيات. 

يبدو أن سيغل يدرك أن “خطر” العملية السلمية مع الفلسطينيين لم ينته بعد، خلافا لعدد من الخاسرين المتسلسلين لفكرة تقسيم البلاد من اوساط اليسار، يعرف أن هذه الفكرة لم تمت بعد. لذلك، هو سرعان ما يهاجم من يرفضون السماح بأن تموت هذه الفكرة. اضافة الى ذلك، كعضو في شبكة الاخبار فان سيغل يعرف أن مجرد التقرير الاخباري عن اللقاء بين اعضاء اليسار السياسي في حكومة اسرائيل وبين رئيس السلطة الفلسطينية يمكن أن يثير، لا سمح الله، في اوساط الجمهور الاسرائيلي الانطباع بأنه يوجد شريك في الطرف الفلسطيني، لذلك من المهم بالنسبة له الغاء اهمية اللقاء على الفور.

من المفجع أن نرى كيف أن سيغل يخرج عن اطواره من اجل القيام بمعانقة الدب اليميني، رئيس ميرتس. هوروفيتش، كتب سيغل، ليس مثل شولاميت الوني ويوسي سريد وزهافا غلئون. هو قلق من “الاحتلال” بدرجة تقل عنهم. في الحقيقة الحزب الذي “وجه طريق رابين طوال الوقت الى اتفاقات اوسلو”، هو الآن برئاسة هوروفيتس. وهو شريك في الحكومة التي تتفاخر بأنها لن تفعل أي شيء في المجال السياسي. لماذا اذا كان الامر كذلك، يتساءل سيغل، يصمم هوروفيتس مع ذلك على “الحج” الى المقاطعة؟. 

ولكن سيغل مخطيء ومضلل. هوروفيتس يعارض الاحتلال واستعباد الشعب الفلسطيني مثلما عارض ذلك جميع رؤساء ميرتس الذين سبقوه. ميرتس برئاسته انضم لحكومة نفتالي بينيت ويئير لبيد بسبب مبدأ اساسي واحد وهو الحاجة الى وضع حد لحكم الشخص الذي لم يكن هناك من هو اكثر نجاعة منه، من مثل سيغل يعرف ذلك، في كل ما يتعلق باقصاء القضية الفلسطينية عن جدول اعمال اسرائيل وجدول الاعمال الدولي. نعم، ابعاد نتنياهو عن بلفور هو ضربة شديدة لليمين الاستيطاني. ولا ريب أنه لو كان في مكان هوروفيتس في الوضع الحالي، الوني وسريد وغلئون، لما كانوا فوتوا فرصة الاسهام في نصيب ميرتس في توجيه هذه الضربة لليمين الايديولوجي.

احد انجازات نتنياهو الرئيسية في الطريق لتصفية القضية الفلسطينية، مثلما احسن سيغل وصف ذلك في مقابلة مع “يديعوت احرونوت” في نهاية شهر آب الماضي، التي كتبت عنها هنا عميره هاس (“هآرتس”، 31/8)، يكمن في نجاحه في “كتم انفاس الحوار حول القضية الفلسطينية”، الى درجة حتى أنه “في تل ابيب، معقل اليسار، من الذي ما زال يتحدث عنها؟”. وبالتالي، بعد أن شارك ميرتس في اسقاط حكومة بيبي فان الخطوة المنطقية القادمة له في الطريق لتقليص الاضرار السياسية الكبيرة لعهد نتنياهو هي الآن محاولة ايقاظ، حتى لو بشكل قليل في هذه المرحلة، النقاش حول الاحتلال وحول حل الدولتين. وهذا بالضبط هو هدف اللقاء بين اعضاء ميرتس الثلاثة والرئيس الفلسطيني. هل يوجد لخطوات كهذه امكانية كامنة للاسهام في اعادة النقاش حول الموضوع الفلسطيني الى الخطاب العام؟، تصعب معرفة ذلك، لكن اذا حكمنا على الامور حسب الرد الغاضب للمتحدث المفوه لنتنياهو في “اخبار 12” فان ميرتس يسير في الطريق الصحيح.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى